هذا العام، أقام الحزب الشيوعي الصيني احتفالاً بالذكرى المئوية لتأسيسه، والذي أقيم في ميدان تيانانمين، وحضره عشرات الآلاف من الأشخاص.
ليضمن الصينيون ألا تتعكّر الاحتفالية لأي سببٍ خارج عن الإرادة لجأت الدولة إلى “هندسة الطقس” مسبقًا.
وبحسب ورقة بحثية صادرة عن جامعة تسينجهوا في بكين، فإن أعمال “هندسة” جرت بشكل واسع للطقس في المنطقة التي سيُقام فيها الاحتفال، ما جعل السماء صافية طوال اليوم، وضمن للحفل أن يمرَّ على خير حال.
الحكاية في دقائق
هندسة الطقس.. ماذا تعني؟
تقنية لتعديل الطقس، تعتمد على إضافة مواد كيميائية مثل الجزيئات الصغيرة من يوديد الفضة إلى السحب، ما يتسبب في تجمع قطرات الماء حولها وزيادة فرصة هطول الأمطار في منطقة معينة وتوقيت معين.
متى بدأ العمل على التقنية؟
ظهرت هندسة الطقس في أواخر الأربعينيات من القرن العشرين، على يد عالم المناخ برنارد فونيغوت.
واعتبر كثيرون التغيير المتعمد أو غير المتعمد لظروف الغلاف الجوي من خلال النشاط البشري، والمعروف بـ”هندسة الطقس”، علمًا واعدًا للمستقبل، ويمكن من خلاله زيادة إمدادات المياه المحلية، ومنع حدوث عوامل الطقس الضارة مثل البَرَد أو الأعاصير.
كيف تحدث عملية هندسة الطقس إذن؟
يثبت العلماء الحاويات المليئة بالمركب الكيميائي “يوديد الفضة”، على أجنحة الطائرات.
وبمجرد وصولها إلى المنطقة المناسبة، تطلق الطائرات المركب الكيميائي نحو تشكيلات السحب، ما يتسبب في تجميد بخار الماء بسرعة أكبر، ثم يذوب في النهاية ويسقط على الأرض على شكل مطر أو ثلج.
هل جرت تجربة هندسة الطقس؟
نعم، استخدمت هندسة الطقس في العديد من الأحداث المهمة في الصين؛ أبرزها أولمبياد 2008، وقمة APEC عام 2014، بالإضافة إلى مسيرات العيد الوطني في الصين.
ما حجم الأموال التي أنفقتها الصين على هندسة الطقس؟
أنفقت الصين أكثر من 1.3 مليار دولار بين 2012 – 2017 على التكنولوجيا المستخدمة في هندسة الطقس. والنتيحة هطول نحو 233.5 مليار متر مكعب من الأمطار الإضافية.
وفي 2019، قال المسؤولون إن هندسة الطقس ساعدت في تقليل 70% من أضرار البَرَد سنويًا بالمناطق الزراعية في شينجيانغ.
وأعلنت بكين في 2020، عن خطط لتوسيع برنامجها التجريبي لتعديل الطقس ليشمل مساحة تبلغ 5.5 مليون كيلومتر مربع، مغطاة بأمطار اصطناعية أو ثلوج.
وأشار مجلس الدولة الصيني إلى أنه يهدف إلى تطوير نظام متطور لهندسة الطقس بحلول عام 2025.
هل التلاعب بالطقس حل لندرة المياه؟
ربما.. والدليل اعتماد إثيوبيا على هندسة الطقس في ملء سد النهضة، بحسب رئيس الوزراء آبي أحمد في أبريل 2021، مؤكدًا استخدامها على نطاق واسع للمساعدة في زيادة قدرات توليد الطاقة الكهرومائية في البلاد.
هل تلجأ مصر لهندسة الطقس لحل أزمة سد النهضة؟
أشارت ورقة بحثية صدرت عام 2019 إلى أن تقنيات هندسة الطقس يمكن أن تكون فعالة في الحد من تأثير سد النهضة على خزانات السد العالي بأسوان، فضلاً عن تجديد المياه المفقودة من خلال التبخر، ويمكن أن يكون زرع السحب مباشرة فوق خزان السد العالي أكثر فاعلية قبل موسم الفيضان، بينما يمكن أن يكون تلقيح السحب على طول الساحل الشمالي فعالًا خلال أشهر الشتاء، بشرط بناء آبار وخزانات لاستقبال مياه الأمطار الزائدة.
فكرة بدأت من البردويل: مشروع هولندي “مجنون” لـ “تخضير سيناء” خلال 20 عامًا! | الحكاية في دقائق
جربته الإمارات. فهل كانت التجربة إيجابية؟
بدأ تمويل برنامج أبحاث هندسة الطقس في الإمارات، والذي يعمل على تجربة الاستمطار السحابي منذ عام 2019، ويدعي أنه قادر على زيادة هطول الأمطار بنحو من 10: 15%، وقد تصل النسبة إلى 30%.
وربما تكون الإمارات قد شعرت بالفعل بآثار التجاوزات في نهاية 2019، عندما شهدت هطول أمطار غزيرة تركت الطرق والمنازل ودبي مول تحت الماء.
حروب المياه | بدأت منذ فجر التاريخ.. هل يكررها سد النهضة؟ | مصطفى ماهر
كيف تعاملت السعودية مع التقنية الجديدة؟
تستخدم السعودية هندسة الطقس منذ عام 2000، لزيادة هطول الأمطار بنسبة تتراوح بين 15: 30%، سنويًا، مُستخدمةً العديد من المواد الكيميائية من بينها كلوريد الصوديوم، والبوتاسيوم والمغنيسيوم.
وخلال الثلاثة أشهر الأولى من 2017، قامت السعودية بـ101 عملية من عمليات هندسة الطقس، مقارنة بـ77 عملية استمطار خلال نفس الفترة من عام 2014.
هل تفرض بعض الدول ضوابط على استخدام هذه التقنية؟
نعم، في أمريكا على سبيل المثال وفقًا للقانون رقم 92-205 لعام 1972، يجب إبلاغ وزير التجارة الأمريكي، بأي عمليات لهندسة الطقس، عبر مكتب برنامج الطقس NOAA.
وتطلب وزارة التجارة والإدارة الوطنية للغلاف الجوي من الأشخاص الذين يشاركون في أنشطة تعديل الطقس بالولايات المتحدة تقديم تقارير قبل النشاط وبعده، وفقا للمادة 6 من القانون.
هل هناك مصادر إضافية لمزيد من المعرفة؟
هل التلاعب بالطقس حل لندرة المياه؟
الصين “عدلت” الطقس لخلق سماء صافية خلال احتفال سياسي
مشروع تعديل الطقس
الصين توسع برنامجها لتعديل الطقس