باماكو إحدى مدن جمهورية مالي غرب إفريقيا، عانت المدينة من تاريخ طويل مع الاحتلال الفرنسي لها ولكن في النهاية نجحت في الحصول على حريتها ورفع معدل النمو والاقتصاد داخل الدولة.
باماكو التي يبلغ عدد سكانها 1.8 مليون نسمة ، هي أكبر مدينة في جمهورية مالي.
وهي بمثابة مقر الحكومة المالي والمركز الاقتصادي والثقافي في البلاد. تقع المدينة في الركن الجنوبي الغربي لمالي على ضفاف نهر النيجر.
في لغة بامبارا ، باماكو تعني “نهر التمساح”. ترتبط باماكو بأجزاء رئيسية أخرى من مالي عبر نهر النيجر.
على الرغم من أنها برزت لأول مرة كمركز حضري في إمبراطورية مالي ، إلا أن التاريخ الدقيق لتأسيسها غير معروف.
من القرن الحادي عشر حتى القرن السادس عشر ، سافر الناس في جميع أنحاء إمبراطورية مالي إلى باماكو لدراسة الإسلام.
في وقت من الأوقات ، كانت باماكو تنافس مدينة تمبكتو الأكثر شهرة كمقر للتعلم. ولكن بعد انهيار دولة مالي تناقصت أهمية باماكو بشكل ملحوظ.
قام المستكشف الاسكتلندي Mungo Park بزيارة باماكو بصحبة الرابطة البريطانية الأفريقية ، وذلك في عام 1797م وعام 1806م، وبذلك أصبح أول أوروبي يدخل المدينة في العصر الحديث.
في عام 1806م ، أعلن بارك أن تلك المدينة يبلغ عدد سكانها 6000 نسمة ، ولكن بحلول نهاية القرن أصبحت المدينة مستوطنة لبضع مئات من السكان.
في عام 1883م ، تمكن الفرنسيون من فرض سيطرتهم على المدينة التي يبلغ عدد سكانها آنذاك حوالي 1000 نسمة.
قام الفرنسيون ببناء حصن في المدينة في نفس عام الغزو، وفي عام 1908م جعلوا باماكو عاصمة لمستعمرة السودان الفرنسية.
في عام 1923م ، قام الفرنسيون بإكمال خط سكة حديد يربط باماكو بدكار، السنغال.
كعاصمة استعمارية، برزت باماكو كمركز للنشاط المناهض للاستعمار.
وفي عام 1946م تم إنشاء التجمع الديمقراطي الأفريقي (RDA) في باماكو، وكان الهدف الرئيسي منه القضاء على الاستعمار في إفريقيا الفرنكوفونية.
أصبح التجمع الديمقراطي الأفريقي أول منظمة أفريقية ناطقة بالفرنسية في العالم، كما تم تعيين موديبو كيتا، عمدة باماكو، زعيماً للتجمع عام 1957م.
حصلت الدولة على استقلالها عا 1960م، وتمت إعادة تسميتها مرة أخرى “جمهورية مالي”، كما أصبح موديبو كيتا أول رئيس للبلاد.
اضطر الناس إلى الهرب نحو ريف باماكو بسبب الفقر والجوع؛ لذا ارتفعت نسبة السكان بشكل كبير خلال العقود الأربعة التالية.
ثقافة باماكو هي نتاج قرون وقرون من الممالك المختلفة والتأثيرات الأجنبية التي مرت بها الدولة.
سمحت المنطقة الغنية بالتربة الخصبة بالزراعة المناسبة، كما أدت المعادن الثمينة إلى رفع ثروة المنطقة إلى مستوى معيشي جديد.
أما عن التجارة عبر الصحراء فقد شهد تطورًا ملحوظًا؛ لذا أصبحت المدينة وضواحيها مزدهرة بشكل لا يصدق.
اعتمدت المدينة بشكل كبير على تجارة الذهب والعاج والملح وغير ذلك من السلح التي أدخلتها إلى سوق أوروبا، وبالتالي أضافت تأثيرًا ثقافيًا جديدًا.
بالإضافة إلى ذلك فقد كان للاحتلال الفرنسي للدولة تأثيره الشديد على الثقافة داخل الدولة.
على الرغم من حصول شعب باماكو على استقلاله عن الفرنسيين في عام 1960م ، إلا أن الثقافة الفرنسية تلعب اليوم دورًا مهمًا للغاية واللغة الرسمية داخل الدولة هي اللغة الفرنسية.
لكن لا يزال السكان القدامي الموجودين في الدول، مثل: شعب البوزو في وادي نهر النيجر؛ يحتفظون بعاداتهم الخاصة.
شعب البوزو هو عبارة عن مجتمع صيد وتعود ثقافتهم إلى ما قبل القرن العاشر، عندما كانت منطقتهم تحت مملكة غانا.
على الرغم من سيطرة مملكة غانا على شعب البوزو إلا أنه يمكن العثور على فنونهم وحرفهم اليدوية للبيع في باماكو.
الدين الأكثر شيوعًا في الدولة هو الدين الإسلامي، فهو الدين السائد الذي يتجلى في المسجد الكبير الجميل في مدينة باماكو.
كما تلعب الموسيقى أيضًا دورًا مهمًا في نمط الحياة هناك؛ لن يكون من الصعب العثور على دقات الطبلة التقليدية عندما تكون في المدينة.
بالإضافة إلى كونها المركز السياسي وعاصمة مالي، فإن باماكو هي المركز الاقتصادي والثقافي للجمهورية بأكملها.
تعمل المنطقة الريفية على تقديم السلع كالأرز والماشية والقطن بالإضافة إلى بعض المعادن كالذهب؛ ليتم تصديرها إلى الخارج.
كما يتم تصنيع المنسوجات والسيراميك والأدوية في المدينة من أجل الاستهلاك المحلي.
تضم مدينة باماكو بعض المؤسسات الكبيرة، ومن بينها: جامعة باماكو، وحديقة الحيوان الخاصة بمالي، ومتحف وطني ضخم، بالإضافة إلى مسجد كبير في مدينة باماكو، وأيضًا المطار الدولي الخاص بالمدينة.
تتميز العمارة في مدينة باماكو بطرازها الفريد ، يعد برج BCEAO هو أكبر مبنى في المدينة، حيث يضم فرع البنك المركزي لدول غرب إفريقيا.
تواجه المدينة ، مثل غيرها من العواصم الحضرية ، تحديات تتعلق بقضايا الآفات الحضرية، والبطالة الهائلة، والخدمات العامة المتخلفة، كذلك يؤدي فقر مالي إلى تفاقم مشاكل المدينة.
على الرغم من أن حكومة الدولة وقوات حفظ السلام العالمية توفر تواجد أمني مكثف في المنطقة، إلا أن الوضع الأمني غالبًا ما يكون متقلب.
تعاني جمهورية مالي بشكل عام من الهجمات الإرهابية وخاصة في الأعياد والمناسبات العامة، والتي تستهدف قوات الأمن وقوات حفظ السلام بشكل خاص.
بالإضافة إلى ذلك فإن الهجمات الإرهابية تستهدف الأماكن السياحية التي يتواجد بها السياح؛ لذا فمن الأفضل لك أن تبتعد عن الأماكن العامة وأن تأخذ كافة التحذيرات الرسمية على محمل الجد.
كما تعاني مدينة باماكو من كثرة عمليات الاختطاف بها وكذلك عمليات السطو المسلح وسرقة سيارات.
غالبًا ما يتم اختطاف أحد السياح الأجانب وطلب فدية مقابل إطلاق صراحه، مع العلم أن تلك الفدية تمول الإرهاب.
إذا عزمت على الانتقال أو زيارة تلك المدينة فمن الأفضل أن تحصل على مشورة أمنية احترافية قبل السفر.
احتفظ بأبواب ونوافذ السيارة مقفلة، حتى أثناء التحرك، واعلم أن الاحتجاجات وأعمال الشغب من الممكن أن تحدث في المدينة دون سابق إنذار.
إذا علمت بأي احتجاجات أو مسيرات أو مظاهرات، غادر المنطقة على الفور، وكن يقظًا وتابع الأخبار المحلية.
واعلم أن الوضع الأمني يمكن أن يتغير بسرعة ودون سابق إنذار؛ لذا فإن الابتعاد عن الحواجز التي تقيمها الشرطة وقوات الأمن هو الخيار الأفضل.
ومن الشائع أيضًا في باماكو انتشار برامج التعارف والزواج الوهمية من خلال شبكة الإنترنت، حيث تتم العديد من عمليات النصب والاحتيال من خلال تلك البرامج وغرف الدردشة.
أثبتت بعض الإحصاءات أن هناك الكثير من الأشخاص قد تعرضة للخطف والاعتداء وحتى القتل من خلال برامج المواعدة.
لهذا كن حذرًا للغاية عند الاتصال بأي شخص لا تعرفه في تلك المدينة.
المناخ في مدينة باماكو لن يكون في صالحك أغلب الأوقات حيث إن الفيضانات التي تعاني منها الدولة غالبًا ما تُسبب فصل الخدمات المحلية، وخاصة خلال موسم الأمطار الذي يتزامن مع الأشهر من يونيو إلى سبتمبر؛ لذا فمن الأفضل دائمًا أن تتبع النصائح المحلية.