جيم جونز رجل دين له وجه ملائكي يفعل الخير أمام الجميع، وفي نفس الوقت هو الشيطان بحد ذاته، فهو المتسبب في انتحار ما يقارب ألف شخص، لم يكن رجل صالح أو رجل دين كما كان يدعي، بل كان من ممارسي الشذوذ وكافة الفواحش ويفعل عكس ما يقول، وسوف نتعرف في هذا المقال عن أبشع شخصية عرفتها البشرية على مر العصور، سوف نتعرف على القاتل اللطيف ونبذة عن حياته، والانتحار الجماعى.
اسمه بالكامل جيمس وارن جونز، ولد في 13 من شهر مايو لعام 1931م في الولايات المتحدة الأمريكية بإنديانا في إقليم راندولف.
وهو الزعيم الذي قام بتأسيس معبد الشعوب، وهو منسق عملية الانتحار الجماعي التي تسببت في هلاك أكثر من 900 شخص بينهم أطفال، وذلك في الثامن عشر من شهر نوفمبر لسنة 1978م.
وفي النهاية مات بطلق ناري في غيانا في الثامن عشر من نوفمبر في نفس عام الانتحار الجماعي عن عمر يناهز 47 عام.
وهو أحد رجال الدين البروتستانت، كان جيم يؤمن بكافة مبادئ الشيوعية ويناصرها إلى أقصى حد.
ولد جيم جونز في الولايات المتحدة الأمريكية في الفترة التي كان يسودها ركود اقتصادي، وكان أبوه واحد من ضمن المشاركين في الحرب العالمية الأولى.
ولكن بسبب الأوضاع الاقتصادية في الولايات المتحدة الأمريكية خلال هذه الفترة، اضطر أبوه للانتقال في عام 1934م إلى ولاية إنديانا والعيش في مدينة لين هو والعائلة بكاملها.
لم يكن جيم طفلًا عاديًا فكل من عاشره كان يرى فيه شيء غير طبيعي، فهو لم يكن مثل أقرانه، فعلى الرغم من صغر سنه كان مهووس بالموت والدين على حد سواء.
وكان يعشق القراءة بكثرة خاصة فيما يتعلق بأفكار ستالين وحياته، وكان يقرأ كثيرًا لزعيم الاشتراكية كارل ماركس وهتلر والمهاتما غاندي.
بعد مرور عامين فقط على زواجه أصبح أحد أهم الأعضاء في الحزب الأمريكي الشيوعي وكان من أبرز الأعضاء النشطين، وتأثر خلال هذه الفترة بصورة كبيرة جدًا بمبادئ الشيوعية.
تزوج جيم جونز في سنة 1949م من إحدى الفتيات وتدعى مارسيلين بالدوين، وكانت تعمل ممرضة في إحدى المستشفيات.
على الرغم من الأفكار الغريبة التي يؤمن بها جيم، إلا إنه كان يعيش حياة زوجية مستقرة إلى حد ما، وكان يرغب في تكوين عائلة كبيرة من الأبناء.
وأسفر زواجه من مارسيلين عن إنجاب 9 أطفال وهم: أغنيس بوليت جونز، وسوزان جونز، ولو إريك، وستيفاني، وجيم جونز بروكس، وستيفان غاندي، وجيمس وارن.
كان جيم جونز منذ طفولته مهتمًا بالدين بشكل كبير، وحينما كبر أصبح واحد من رجال الدين الذين لهم كلمتهم، ويملكون قدرة كبيرة في إقناع من حولهم.
وكان مهتم بالفقراء إلى حد كبير، ومن صور اهتمامه بهم دفاعه الدائم عن حقوقهم.
كما قام بإنشاء مطعم خصيصًا للفقراء، وكان يقوم دائمًا بتوزيع الطعام والملابس دون مقابل على كل المحتاجين والفقراء.
ومن أهم المبادئ التي كان يرسخ لها جيم هي المساواة بين الناس جميعًا، فلا يفرق بين الناس بسبب العرق أو اللون.
كل هذه الأشياء التي كان يفعلها جعلته مؤثر قوي في الناس في الولايات المتحدة الأمريكية، والجميع صار يحبه ويتبعه دون تفكير.
وفي كل مؤتمراته يتحدث بكثرة عن مبادئ العدل والمساواة والحرية ونبذ العنصرية والتمييز في أمريكا.
وصل عدد اتباع ومحبي جيم جونز إلى نحو 30 ألف شخص، وكانوا ينظرون له على إنه المخلص الذي أتي إلى الكون ليخلص الناس من كافة أشكال الشر.
على الرغم من كونه رجل دين يتبع البروتستانتية وله الكثير من الأتباع، الذين يصدقونه ويتبعونه بلا شك أو ريب ووصل عددهم الآلاف.
لكنه لم يكتفِ بذلك، فقام بتأسيس ما يسمى معبد الشعوب مما ساهم في زيادة عدد تابعي جيم جونز وتابعي هذا المعبد.
ولثقة الناس المطلقة في جيم وعدم شكهم في إيمانه وإخلاصه وتدينه وأخلاقه لحظة واحد، كانوا يتبرعون بالكثير من الأموال التي لا تعد ولا تحصى لهذا المعبد.
ولكن لم يكن يعلم الكثير أن وراء الكواليس ما هو عكس الظاهر تمامًا، فهو بالنسبة للجميع رجل دين صالح.
فلم يكن يعرفون إنه مدمن للشذوذ الجنسي، ومدمن للكحول والمخدرات، والجنس، فهو لم يكن رجل صالح كما يظهر للكثير من الناس على الإطلاق، والقليل منهم فقط هم من يعرفون ذلك، ولكن لم يصدقهم أحد.
كان جونز كثير الإقناع لدرجة أنه لم يتخيل ولو للحظة واحدة أن هناك شخص قادر على رفض فكرته أو رأيه أو حتى يفكر فيه مجرد تفكير.
فجنون العظمة سيطر عليه بشكل كبير، فكان يرفض إقامة علاقات جنسية بين اتباعه وكانوا ينصاغون له.
ولكن على العكس تمامًا نجده يقوم بعلاقات جنسية كثيرة بين مريديه واتباعه سواء كانوا رجال أو نساء.
لكي تكتمل مظاهر الصلاح في شخصية جيم جونز التي يضحك بها على الناس وعلى تابعيه.
كان يقوم بتبني عدد كبير من الأطفال من أصول وعروق مختلفة، فتبنى أطفال من أصول كورية، وآخرين من أصول هندية أمريكية.
كما تبنى أطفال من ذوات البشرة السوداء، ليرسخ مبادئه في رفض التفرقة والتمييز العنصري.
وأطلق على عائلته من الأطفال الذين قام بتبنيهم عائلة قوس قزح نظرًا لاختلاف أعراقهم وأصولهم وألوانهم.
ويعتبر جيم جونز وزوجته أول أسرة في ولاية إنديانا تقوم بتبني طفل أسود وذلك سنة 1961م.
كما تبنى أيضًا أحد الأطفال الذين كانت أمهم تابعة لمعبد الشعوب الذي أسسه جيم جونز.
كثير من الأشخاص ذو الوجهين المنتشرين في حياتنا، ولكنهم بمثابة خديعة للعالم بكامله، حتى أنه لا يوجد أحد يصدق عليهم أي شيء.
ومن هؤلاء الأشخاص جيم جونز الشيطان بوجهه الملائكي، فقد فعل كل شيء يراه الناس طيبًا ولكن بهدف آخر أكثر شرًا.
أنشأ معبد الشعوب الذي طالما كان يتحدث فيه عن المبادئ الإنسانية، والحقوق والمساواة، ولكن جيم جونز نفسه كان لا يتبع هذه المبادئ التي يتحدث بها في كل مكان، بل كان يعامل اتباعه معاملة لا تليق بالمستوى الآدمي.
ومن الحقائق المروعة عن جيم إنه كان يخضع اتباع المعبد الخاص به إلى الضرب والإذلال.
كما كان يجبرهم على التنازل عن بيوتهم وكافة ممتلكاتهم له وللمعبد، وكان يكرههم ويجبرهم على التوقيع على ذلك.
وكل من يرغب في ترك المعبد كان يتم القبض عليه، كما عمل على التفرقة بين العائلات حتى الأب وأبنه فالولاء له وحده، ومن ينشق عنه، يبلغ عنه أحد أفراد أسرته.
وفي حادثة غريبة من نوعها قام جيم باحتجاز بعض الضحايا من اتباع المعبد السابقين بداخله، وقام بتعذيبهم بشكل وحشي نفسيًا وبدنيًا.
وكان من بين هؤلاء بعض الأطفال، وفي حادثة بارزة قام والد طفل بعد أن انشق عن الطائفة، بأخذ ابنه ولكن تم رفض تسليم الطفل للأب من قبل جيم جونز.
شهد العالم سنة 1978م أغرب حادثة من نوعها، وهي انتحار ما يقارب من 1000 شخص معًا.
فكان جيم جونز ذو تأثير قوي على اتباعه، وأوهمهم إن الحكومة سوف تقبض عليهم جميعًا، وبدأ يمهد لفكرة الانتحار الثوري.
وحينما عارضت إحدى السيدات هذا هتف جميع اتباعه ضدها، ووافقوا على فكرة الانتحار الجماعي.
والجدير بالذكر إنها لم تكن حادثة انتحار بل هي قتل مقنع، فمن رفض فكرة الانتحار قام بتنفيذها تحت تهديد السلاح بشكل إجباري.
فقام جيم بتوزيع عصائر فاكهة على حوالي ألف شخص، ووضع بها سم السيانيد وذلك في الساعة 5 مساءً في 18 من شهر نوفمبر سنة 1978م.
حتى أن الأهالي والتابعين له ناولوا السم لأطفالهم والرضع كذلك، ثم ماتوا جميعًا في أغرب حادثة انتحار جماعي على مستوى العالم.
وفي النهاية توفى جيم جونز بعيار ناري في رأسه، لكن لم يتم معرفة من القاتل حتى الآن.