قلعة وادرين أحد المعالم التاريخية العريقة التي بنيت على يد الأتراك في ظل الحكم العثماني. واختلفت الآراء حول مكانها الحقيقي وذلك لوجود موقعين بنفس الاسم، أحد المواقع يقع في المملكة العربية السعودية، والآخر يقع في بلغاريا، وتشابه الأهداف بينهما.
ولأن التاريخ والمعالم الأثرية هي محط اهتمام الكثيرين، سنحاول جاهدين أن نثبت بالأدلة التاريخية عن موقعها الأصلى.
قلعة وادرين أو قلعة كالي فلف كما أسماها الأتراك. معناها في اللغة العربية ( القلعة المحبس) وهي من أقدم القلاع الموجودة في بلغاريا.
قلعة وادرين تم بناءها منذ حوالي 1000 عام ميلادي، في مدينة بونونيا على أحد ضفاف نهر الدانوب، بالاستعانة بعدد من المهندسين من إيطاليا وإنجلترا.
في عام 1396م سيطر العثمانيين على بلغاريا، واتخذوا تلك القلعة حصنًا لهم لتخزين الأسلحة والأمتعة.
كما كانت بمثابة معتقل لكل من يعارض حكم العثمانيين، وأيضًا مكان لإعدام البعض منهم.
أصبحت القلعة مكانًا مخيفًا للكثير، كما كان المكان سئ السمعة؛ لأن كل من كان يدخلها لا يخرج منها أبدًا إلا في الحالات النادرة.
تعتبر هذه القلعة من القلاع الأثرية الأقدم على الإطلاق في بلغاريا، والتي مازالت دليلًا إلى يومنا هذا على فرض نفوذ العثمانيين على بلاد بلغاريا مما جعلها مزارًا سياحيًا هامًا.
قيل أن مساحة القلعة ستين ألف مترًا مربعًا، لكن أثبت تاريخيًا أن المساحة الحقيقة لها عشرين ألف مترًا مربعًا.
وأضاف العثمانيون إليها مخازن للأسلحة، مستودعات للمؤن، بالإضافة إلى بناء مسجد وغرف للحرس
هناك أقاويل حول السبب من تسمية القلعة بهذا الاسم.
إذ يقول بعض الأشخاص أن السبب وراء تسمية القلعة به أنه منذ قديم الزمن كان هناك سيدة تدعى (وادرين) كان زوجها يحبها كثيرًا، وعاشا حياة سعيدة ولم يتأخر عنها في أى طلب تطلبه منه.
ذات يوم طلبت أن يخرجا معًا في رحلة بحرية؛ أرادت أن تركب قاربًا.
وقد ازدادت الأمواج وتعالت كثيرًا بعدما هبت عاصفة، وذلك بعد ركوب الزوجين القارب.
أدت الأوضاع الجوية إلى غرق القارب والزوج، لكن الزوجة حاولت مرارًا ثم تعلقت بواحدة من خشب القارب و لم تغرق.
ولكن ذهبت بها الأمواج إلى أحد الأماكن المهجورة، وكان المكان به قلعة كبيرة.
ظلت الزوجة وادرين في هذه القلعة المهجورة وسكنت بها سنوات طويلة.
وقد كتبت (وادرين) كل ماحدث لها ولزوجها في قصة.
عندما وصلت إلى بعض علماء البحار، وعلموا بذلك قاموا بتسمية هذه القلعة باسم قلعة وادرين حيث قيل أنها كانت الشخص الأول الذي سكنها.
أما عن تحليل ومعنى كلمة وادرين حسب ما قاله العلماء؛ أنها من الأسماء المكونة من مقطعين المقطع الأول وادي.
والثاني رين ومعنى كلمة رين بالإنجليزية هو المطر، لذلك فإن الاسم كاملًا معناه وادي المطر.
عند زيارة تلك القلعة والتجول بها نجد أنها تتكون من طابقين:
الطابق الأول به فناء ليس له غطاء.
ثم نجد سلم يوصل إلى الطابق الثاني والذي يوجد به مسجدًا ليس له سقف، ومجموعة من الحجرات.
يوجد الآن في الطابق العلوي من القلعة مكان يسمى (الحمام الشمسي) يستخدم لتسطح البلغاريين به.
كانت قلعة وادرين في بلغاريا قديمًا عبارة عن خندق يملأ بمياه نهر الدانوب.
أما عند زيارتك لها الآن ستجدها مزينة بالأشجار والبحيرات.
يبلغ قطر الأسوار المحيطة بها مترين، منهم السور الجنوبي والذي يعتبر معبر للوصول إلى نهر الدانوب لدخول الزوار منه للاستحمام.
بها جسر متحرك من الصخر الكبير.
قلعة وادرين كانت محاطة بتسعة أبراج مراقبة بها فتحات يستخدمها العثمانيين في رمي السهام.
لكن الأبراج أصبحت الآن برجين فقط.
القلعة تحتوي على سجن به أدوات من المعدن ومعصرة كانت تستخدم في تعذيب المعارضين.
وجد بداخل القلعة تمثالًا يدل على تعذيب السجناء، وهو تمثال عبارة عن شخص يجلد شخص آخر.
فقد كان العثمانيين يتبعون نظام التخويف والترهيب لكل المعارضين من الشيوخ والأمراء التي كانت كلمتهم مؤثرة في الشعب في ذلك الوقت.
أصبحت القلعة الآن حسب ما جاءت به هوليود من أكبر المواقع التي صورت التاريخ ونظام الحرب قديمًا.
كما تعد أكبر قلعة حربية موجودة بين بلدان أوروبا.
والتي مثلت الحصن الفرطوسي الذي لم يتأثر بعوامل الزمن.
بنيت القلعة في مدينة تبوك في عام 1559م أي في القرن التاسع عشر الميلادي وفي عام 679 ه. وذلك في ظل سيطرة العثمانيين على المملكة العربية السعودية.
قامت وكالة الآثار والمتاحف بتوكيل من الحكومة في السعودية بالعمل على ترميم القلعة، بعد ما مر عليها العديد من العصور حتى تبقى شامخة بنفس الهيكل والتصميم القديم.
ذكر أيضًا أن القلعة لم يتم ترميمها مرة واحدة بل عدة مرات.
كانت أول مرة رممت بها القلعة في عام 1906م.
اتخذت قلعة تبوك كحصن للأتراك ومكان لوضع الأسرى السعوديين بها الذين عارضوا الحكم العثماني.
ذكر الدكتور (علي إبراهيم الغبان)، وهو نائب رئيس هيئة السياحة والآثار السعودية، أن القلعة ليست في تبوك ولا تمت أراضي المملكة السعودية بأي صلة.
وأضاف أن مكان قلعة وادرين الحقيقي في بلغاريا، وقد أثبت ذلك من خلال المصطلحات التي كانت تطلق عليها في قديم الزمان.
حيث أطلق عليها (قلايع وادرين)، كما تعلقت بمصطلح (روح بقلعة وادرين).
تلك المصطلحات كان يستخدمها الأشخاص بهدف الدعاء على الآخرين بالذهاب دون رجوع سواء على سبيل المزاح أو الغضب من الشخص.
وهذه المصطلحات مشتقة من الأشخاص المعارضين الذين نفاهم الأتراك.
أما وادرين هو عبارة عن أحد السجون التركية التي خصصت للسجن والمعاقبة.
كما أضاف أن من تناقل المعلومات عن أن هذه القلعة من قلاع مدينة تبوك هم مجموعة من رواد المواقع الإلكترونية.
وبالنسبة لكل ما ذكروه عن تسمية الاسم نسبة للسيدة وادرين فكان ذلك من نسج خيال بعض الأشخاص.
وأضاف أيضًا أن ذلك الاسم اشتق من كلمة (ودر) أي أبعد.
أثبت الدكتور علي كل ما جاء به من معلومات عن القلعة عن طريق أهم المصادر التاريخية لبلاد المملكة السعودية.
كما أثبت أيضًا كل المعالم التاريخية التي وجدت بها خلال العهد العثماني، والتي لا يمكن إنكارها مطلقًا والتي لم يأتي بها اسم هذه القلعة.
أما عن موقع القلعة الحقيقي فهي موجودة في بلغاريا على أحد ضفاف نهر الدانوب.
والقلعة استخدمت قديمًا من أجل نفي العديد من المعارضين لحكم الدولة العثمانية من شيوخ وأمراء؛ الذين كانت كلمتهم مسموعة لكل متبعيهم،.
ذكر أيضًا أن اسم القلعة في الأساس ويدين، أما باللغة التركية فتكتب Vidin.
استطاعت قلعة وادرين الأسطورية منع الإمدادات عن سكان الكثير من البلاد الأوروبية الذي بلغ عددهم عشرة دول منها فرنسا وألمانيا.
وذلك عن طريق منعهم عبور نهر العواصم الأوروبية أو نهر الدانوب الذي كان يمر بفيينا وبلغراد ؛ نتيجة فرض السيطرة من قبل العثمانيين على هذه القلعة بعد أن قاموا بالدخول إلى بلغاريا وحكموها في عام 1396م.
ثم وصلوا إلى النهر المذكور وفرضوا سيطرتهم عليه وعلى طريق التجارة به، و تمركزوا في القلعة واتخذوها حصنًا لهم فهي تمتاز بموقعها الأكثر تميزًا من الناحية الاستراتيجية.
نسخة للطباعة