آنا بيرنز تتوج بجائزة مان بوكر البريطانية هذا العام، كأول أيرلندية شمالية تفوز بها تاريخيًا، عن روايتها “بائع الحليب” أو Milkman،
المنافسة النهائية شهدت روايات لكاتبات ضعف عدد الكتاب. أربع نساء ورجلان
المنافسة ضمت ديزي جونسون، 27 عاما، وهي أصغر مرشحة في تاريخ مان بوكر.
وتختار لجنة تحكيم الجائزة الأدبية، التي تأسست عام 1969، أفضل رواية أصلية مكتوبة باللغة الانجليزية ومنشورة في المملكة المتحدة.
ويتلقى الفائز بالجائزة 50,000 جنيه استرليني، بينما يحصل كل من يصل إلى القائمة القصيرة على 25000 جنيه، فضلًا عن الترويج العالمي، الذي ينعكس على حجم مبيعات الروايات المرشحة.
هي ثالث عمل روائي طويل للكاتبة آنا بيرنز، 56 عامًا، من أيرلندا الشمالية.
تتناول الرواية قصة علاقة فتاة صغيرة مع رجل كبير متزوج، تعيش في مجتمع قريب من مرحلة الاضطرابات الدامية التي شهدتها بلفاست.
الفيلسوف والروائي كوامي أنتوني أبياه، رئيس لجنة تحكيم الجائزة، قال عنها: ”لم يقرأ أحد منا شيئًا كهذا من قبل. صوت آنا بيرنز المميز تمامًا يتحدى الشكل والتفكير التقليديين بنثر مدهش وطاغٍ. إنها قصة عن الوحشية والاعتداء الجنسي والمقاومة، مطعمة بدعابة لاذعة. إن الرواية التي تدور أحداثها في مجتمع منقسم على نفسه تستكشف الأشكال الخفية التي يمكن أن يتخذها القهر في الحياة اليومية".
الرواية الأولى للكاتبة البريطانية ديزي جونسون، 27 عامًا، التي باتت أصغر روائية تصل إلى القائمة القصيرة.
تدور أحداث الرواية في الريف الإنجليزي، وتصور العلاقة المعقدة بين فتاة (جريتل) ووالدتها، التي تخلت عن طفلتها وتركتها لتبدأ علاقة غرامية جديدة.
تعيد الرواية تصوير أسطورة يونانية، لكنها تصطحب القارئ إلى إنجلترا الحديثة، وتتحدث عن العائلة والهوية واللغة والانتماء والقدر والحب.
عضو لجنة التحكيم فال ماكديرميد تقول إن الكلمة الوحيدة التي يمكنها وصف الرواية التي صيغت ببراعة هي الانسيابية. لقد حاكت الكاتبة هذه الراوية وجدلتها مع قصص أخرى من الحكايات الشعبية الأوروبية لإنشاء نهر من السرد القوي الذي يحملنا إلى استنتاج ملئ بافتراضات محيرة، وهى قصة تشبه الممرات المائية، وعليك أن تواصل الرحلة حتى النهاية لفهم ما تحتها.
الرواية الثالثة للأمريكية راشيل كوشنر، 50 عامًا، وأول أعمالها ترشحًا للجائزة.
يشير اسم الرواية إلى نادٍ ليلي للتعري، حيث تعمل البطلة رومي هول، والتي أدينت بعقوبتي سجن مدى الحياة في سجن للنساء، وتواجه حياة جديدة أكثر انتظامًا مقارنة بحياتها الفوضوية السابقة خارج السجن.
يقول رئيس لجنة التحكيم: الرواية تمثل استكشافًا مفجعًا لأشكال مختلفة من الحياة على هامش المجتمع، مع حشد شخصيات مبتكرة تظهر حياتها غالبًا وكأنها مدانة.
العمل الروائي الثالث للكاتبة الكندية إيسي إيدوجيان، 39 عامًا، الذي دخلت به قائمة مان بوكر القصيرة للمرة الثانية.
الرواية مستوحاة من قصة حقيقية عن طفل مستعبد يعمل في مزرعة سكر في بربادوس، تنتقل ملكيتها لأخوين إنجليزيين، يختاره أحدهما كخادم شخصي، وهو مكتشف وعالم وشخص ينادي بإلغاء العبودية، يحاولان معًا الهروب من جزيرة باربادوس طلبا للحرية.
لجنة التحكيم قالت إن الرواية: "صورت لحظات القسوة المرعبة والعنف، بجانب حلقات من الحنان والتواصل العميق بينهما. وأبرزت نبلًا عظيمًا بلمسات رقيقة".
رحلة أدبية طويلة بدأها الأمريكي ريتشارد باورز، 61 عامًا، منذ أصدر روايته الأولى في 1985، نشر خلالها 12 عملًا، وحصد عدد كبيرًا من الجوائز، لكنه يدخل القائمة القصيرة للمرة الأولى، بعدما لحق بالقائمة الطويلة مرة وحيدة في 2014.
تدور أحداث الرواية حول تسعة غرباء، استدعتهم الأشجار بطريقة ما؛ لإنقاذ الأفدنة القليلة المتبقية من الغابات البكر.
تقول ليان شابتون، عضو لجنة التحكيم، إن الرواية تعرض الملحمة الإيكولوجية الأهم للعام الحالي وربما العقد كله، إذ تضمنت تسع قصص مترابطة بشكل قوي. وهناك دائمًا إثارة وأشعار غنائية عن الحب وصور ثقافة الصين القديمة ومعلومات علمية، وربما كان أكثر ما يثير الإعجاب الإيمان دون تقديس أو إساءة.
روبين روبرتسون، 63 عامًا، شاعر اسكتلندي، ربما تكون روايته "لونج تاك"، التي رشحته للقائمة القصيرة، آخر أعماله الأدبية، إذ قال على هامش حفل إعلان الفائز حين سئُل عن أعماله المقبلة: "لقد استهلكت كل شيء. لقد ألقيت كل ما كان لي في هذا الكتاب. الخزائن خاوية، وأنا كذلك".
يشعر روبرتسون بحيرة من دخول روايته القائمة القصيرة، ويقول إن السر يكمن في فهم أعضاء لجنة التحكيم لكيفية سرد الروايات بطرق مختلفة.
يمزج روبرتسون في روايته الشعر مع السرد الخيالي، ليروي قصة عن أحد المحاربين القدماء ،ومعاناته من اضطرابات ما بعد الصدمة، والذي يحاول استجماع شتات حياته في أمة أمريكية منقسمة بسبب العرق والطبقة الاجتماعية.
تقول عضو لجنة التحكيم جاكلين روز، إن الرواية قدمت صوتًا وشكلًا أدبيًا فريدًا من نوعه. رواية شعرية مع صور فوتوغرافية تمكنت من إثارة جوانب حيوية استثنائية من تاريخ ما بعد الحرب العالمية الثانية، لتكون بمثابة تحية وتقدير غنائي لقوة الكتابة، والصورة التي تنقل لنا معاناة تاريخية وظالمة ومستمرة.