عاش صفاء السراي في ألم متواصل منذ أعوام بسبب مرض والدته ثنوة حسن فرحان، التي أصيبت بـ4 سرطانات مختلفة في الدماغ والعظام والثدي والغدة الدرقية، وظلت لفترة مصابة بشلل نصفي وفقدت الذاكرة والإحساس، حتى توفيت في ديسمبر 2017.
تأثير والدته في شخصيته بدا واضحًا في صوره معها، وفي قسمه بها عند مشاركته في أي مظاهرة بقوله "قسمًا بروح ثنوة"، كما أنه جعل التعريف الخاص به في مواقع التواصل الاجتماعي "ابن ثنوة".
صفاء السراي عرف عنه الشعر والرسم، وقد شارك في مهرجان "أنا عراقي أنا أقرأ 2018"، ورسم لوحات للرموز العراقية، وعند انتهاء المهرجان قام بتوزيعها على الزوار.
رغم أن والدته كانت حبه الأول والأخير، إلا أنه كتب في رسالة لأحد أصدقائه، نشرها بعد وفاته، عندما سأله عن حبه الأول قال "ثنوة"، لكنه عاد وقال إنه يحب العراق أكثر من ثنوة والدته.
في 13 أكتوبر كتب عن بغداد "أحس بغداد قلقة، مرتبكة، حزينة وكئيبة بس مو خايفة، وأحس الأيام جاي تمر ثكيلة وما بيها روح، وأحس كلشي هسه ما ممكن يخليني مبتسم غيرها، ترجع تلبس بدلتها، ترجع عروستنا، وحلوتنا، نرجع نفرح ونبتسم".
صفاء السراي الذي في العشرينات من عمره، شارك في كافة التظاهرات والاحتجاجات منذ عام 2011 وحتى 2019، ونشر صور وفيديوهات من قلب الأحداث على مدار سنوات.
سبق أن اعتقلته القوات الأمنية في تظاهرات الصيف الماضي، وتم الإفراج عنه في وقت لاحق.
شارك في الموجة الاحتجاجية الأخيرة، وأدلى بتصريحات إعلامية في 2 أكتوبر، وصف الموجة بـ"إنها مظاهرة شبابية بامتياز، وخالية من التوجه الحزبي أو الوجوه التي تباعُ وتُشترى".
وفي 26 أكتوبر، أصيب في المظاهرات بذراعه وضاع هاتفه، وحدثت رجة في أوساط الشباب المحتج بسبب اختفائه، لكنه سرعان ما خرج للطمأنة عبر فيسبوك.
أصيب صفاء السراي فجر يوم 29 أكتوبر بقنبلة دخانية اخترقت جمجمته واستقرت بمنتصف الرأس في ساحة التحرير ببغداد.
نقله المتظاهرون إلى مستشفى الجملة العصبية، حيث تم إخراج الشظايا من رأسه، وإيقاف النزيف، وتم نقله إلى العناية المركزة، لكنه فارق الحياة متأثرًا بجراحه.
كانت وصيته لأصدقائه أن يشيعوه بساحة التحرير، وتم دفنه بجوار والدته.
بعد وفاته دشن الشباب المحتجون في العراق عدة وسوم لحكاية قصته، منها باسمه #صفاء_السراي ، ومنها من كان باللقب الذي لقب به نفسه #ابن_ثنوة .
وتحولت كلماته لأيقونة وعلى رأسها آخر رسالة منه للحشد الشعبي والتي طالبهم فيه أن يقفوا إلى جوار المتظاهرين بدلاً من الوقوف مع الحكومة بقوله "ابقوا كما كنتم في صفوفنا، فالشعب باقٍ ويتذكر، والحكومات إلى زوال".