في 2014، دفع أوباما باتجاه الإطاحة برئيس حكومة العراق نوري المالكي كشرط لتجديد الدعم العسكري الأمريكي؛ باعتبار أن سياساته ضد السنة ساعدت في صعود داعش.
إيران كانت تفضل المالكي – عاش في منفاه في إيران في الثمانينيات – وتتخوف من بديله حيدر العبادي، الذي تلقى تعليمه في بريطانيا، باعتباره “مرشح الأمريكان – رجل بريطانيا – الأكثر ودية للغرب – والأقل اعتزازًا بشيعيته”.
في مواجهة حالة عدم اليقين، عقد سفير إيران حينها حسن دنائي فر اجتماعًا سريًا لكبار موظفي السفارة كشف طمأنينة إيران بشأن حكومة العراق الجديدة.. رأوا أن لديهم الكثير من الوزراء الآخرين “في جيبهم”.
قائمة دنائي فر قالت إن إيران عززت نصيبها في الحكومة، وصنفت علاقة بعض الوزراء بطهران:
تقييم إيران للأعضاء في حكومة حيدر العبادي كما ورد في الوثائق
أحد جوانب تأثير تلك العلاقات تكشف في نفس العام. في خريف 2014، استقبل وزير النقل باقر جبر الجنرال سليماني الذي طلب فتح مجال العراق الجوي أمام طائرات محملة بالأسلحة والإمدادات لدعم نظام بشار الأسد في سوريا. وافق الوزير فورًا رغم اعتراضات واشنطن.
جبر أكد الاجتماع، لكنه قال إن الرحلات الجوية من إيران إلى سوريا كانت تحمل الإمدادات الإنسانية والحجاج المسافرين لزيارة المراقد المقدسة.
تقرير اجتماع جبر بسليماني وصلت إيران.. من جبر نفسه!
الموقف من حيدر العبادي نفسه تغير بعد بضعة أشهر. الوثائق أشارت إلى استعداده لإقامة علاقة سرية مع المخابرات الإيرانية.
يفصل التقرير الصادر في يناير 2015 لقاءًا خاصًا وسريًا بين العبادي وضابط بوزارة الاستخبارات. الضابط حاول استكشاف مشاعر العبادي حول الانقسام السني – الشيعي في العراق. قال إن السنة في أسوأ ظرف ممكن، بينما يستطيع الشيعة استعادة ثقتهم بأنفسهم. أعرب العبادي عن “موافقته الكاملة”.
عسكريًا، ترصد الوثائق اجتماعًا دام لثلاث ساعات بين ضابط مخابرات عسكرية عراقي ومسؤول مخابرات إيراني في كربلاء أواخر 2014. الضابط عرض إخبار الإيرانيين بكل ما يصل إليه حول الأنشطة الأمريكية في العراق.
الضابط اعتبر أن “إيران بلده الثاني”، وتعهد بالتفاني في خدمة نظام “يحكمه رجال الدين مباشرة”، ناقلًا رسالة شفهية من رئيسه في بغداد، اللواء حاتم المكصوصي، القائد السابق للاستخبارات العسكرية، مفادها أنهم “كشيعة لديهم عدو مشترك” مستعدون تمامًا لخدمة إيران ووضع ما تحتاجه تحت تصرفها.. “كل المعلومات الاستخباراتية للجيش العراقي – اعتبرها لك”.
جانب من تلك المعلومات كانت برامج استخبارات سرية قدمتها الولايات المتحدة للعراقيين.
المكصوصي شكك في الرواية، لكن مسؤولًا أمريكيًا سابقًا قال إن بلاده علمت بعلاقات الضابط مع إيران، وقلصت قدرته على الوصول للمعلومات الحساسة.
اعتبرها لك.. الضابط العراقي عرض تقديم كل ما لديه من معلومات لحساب إيران