بعدما فشلت في عزل ترامب في إجراءات مساءلة الرئيس، قادت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي جهود الديمقراط لمحاكمة وعزل الرئيس دونالد ترامب، لكنها فشلت بعد أن أوقف مجلس الشيوخ الدعوى.
الآن، ومع قرب الانتخابات الأمريكية 2020، لم تتوقف بيلوسي عن محاولاتها للإطاحة بترامب أو تهديد منصبه مستقبلا، فقامت بتقديم مشروع قانون جديد في مجلس النواب لسحب الأهلية من ربيع.
فما تفاصيل هذا القانون؟
وما موقف ترامب والجمهوريين منه؟
ولماذا يعد القانون انقلابًا على أي رئيس أمريكي قادم؟
س/ج في دقائق
ما تفاصيل مشروع القانون المقترح؟
قدمت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي مشروع قانون جديد يقضي بتفعيل التعديل الخامس والعشرين من الدستور الأمريكي عبر منح الكونجرس دورًا في تحديد ما إذا كان يجب إجبار رئيس الولايات المتحدة على ترك منصبه إذا شك في قدرته على أداء مهام منصبه.
ويسمح التعديل بإقالة الرئيس إذا اعتبره أغلبية أعضاء الإدارة ونائب الرئيس غير قادر على القيام بواجباته. وينص القسم الرابع منه على أنه إذا أعلنت أغلبية هيئة منشأة بموجب القانون، جنبًا إلى جنب مع نائب الرئيس، كتابة، أن الرئيس غير قادر على أداء مهام وظيفته، فإن نائب الرئيس يصبح على الفور الرئيس بالنيابة.
الاقتراح يؤسس للجنة من 17 شخصًا من الأطباء وشاغلي المناصب التنفيذية السابقين، وبينهم الرؤساء ونوابهم والوزراء وكبار المسؤولين – ثمانية يعينهم الجمهوريون وثمانية يعينهم الديمقراط – بالإضافة إلى كرسي تختاره الهيئة بأكملها. تملك اللجنة حق دراسة صحة الرئيس وكذلك طلب فحص الرئيس.
إذا رفض الرئيس الخضوع للفحص، يمكن للجنة إصدار حكم على حالة الرئيس وفق المعلومات المتاحة. ويمكن لأغلبية أعضاء اللجنة التصويت لعزل الرئيس، إذا وافقهم نائب الرئيس.
الصراع بين الكونجرس والبيت الأبيض حول صلاحيات كل طرف شبه دائم في السياسة الأمريكية. لكن بيلوسي استغلت تشخيص ترامب الأخير بفيروس كورونا لمحاولة انتزاع دور أكبر في إقالة الرئيس.
يقول الديمقراط إن مشروع القانون سيخلق الهيئة المنصوص عليها دستوريًا للمساعدة في تحديد مدى لياقة الرئيس.
وفي إعلانها عن مشروع تشكيل الهيئة، أصرت بيلوسي على أن التشريع سينطبق على الرؤساء المستقبليين، وليس مقصودًا منه ترامب الذي قالت إنه سيواجه حكم الناخبين في انتخابات نوفمبر. لكنها جادلت بأن التحديات الصحية الأخيرة التي يواجهها تؤكد الحاجة إلى مثل هذه العملية.
نائب الديمقراط جيمي راسكين، الذي شارك بيلوسي في تقديم المشروع قال إن الهيئة ستكون أفضل تأهيلًا لفهم واجبات الرئاسة واتخاذ قرار في الحالات القصوى بشأن ما إذا كان الرئيس مناسبًا للمنصب.
أثار القانون وتعليقات بيلوسي ردًا غاضبًا من ترامب، الذي أعاد تغريد عدة رسائل تشير إلى أن بيلوسي تحاول القيام بانقلاب.
رد ترامب: “نانسي المجنونة هي التي يجب أن تخضع للمراقبة. إنهم لا يصفونها بأنها مجنونة اعتباطا!”.
زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش مكونيل رفض جهود أعضاء مجلس النواب من الديمقراط ووصفها بالـ “سخيفة تمامًا” خصوصًا في الأسابيع الثلاثة الأخيرة قبل الانتخابات.
تقول وول ستريت جورنال إن التعديل الخامس والعشرين كان محاولة جادة لإدارة العجز الرئاسي الحقيقي، وأن الرئيسين ريجان وبوش فعلاه طواعية عندما خضعا لعمليات جراحية. لكن اقتراح بيلوسي سيجعله سلاحًا للمؤامرات السياسية.
تضيف الصحيفة أن أعضاء اللجنة من أحد الأحزاب سيكونون بحاجة إلى صوت واحد فقط لضمان الأغلبية وتمرير قرار عزل الرئيس. تستشهد كذلك بـ “أولئك الذين يرتدون المعاطف البيضاء ويهاجمون الرئيس في البرامج التليفزيونية، أو مؤلفي كتاب 2017 الحالة الخطيرة لدونالد ترامب” كشاهد على نوعية المهنيين الطبيين الذين قد يعينهم الديمقراط في مثل هذه الهبئة، خصوصًا إذا سيطر حزب معارض للرئيس على مجلسي الكونجرس، ما يفتح باب الضغط على الأعضاء لإساءة استخدام الأحكام الطبية لتحقيق أهداف حزبية.
هل يستهدف القانون عزل بايدن لا ترامب لحساب كامالا هاريس ؟
تقول وول ستريت إن معظم نواب الرئيس لن يكونوا متحمسين للمشاركة في مثل هذه الحيلة السياسية. هذا ربما ينطبق على نائب ترامب مايك بنس.
لكن في حالة جو بايدن، فالوضع مختلف. بايدن أظهر تعثرات في الخطاب فتحت المجال للحديث عن مدى أهليته العقلية لشغل المنصب، والمرشحة لمنصب نائب الرئيس كاملا هاريس جائعة للمنصب.
حتى واشنطن بوست، التي تتخذ خطا مناهضا لترامب، وصفت في مارس 2020 الحديث عن لياقة جو بايدن العقلية للرئاسة بـ “المسألة المشروعة”. قالت إنه في سن 75 ، يعاني 10% من ضعف عقلي كبير”. أضافت أن الشكوك التي دارت حول صحة ريجان – في عمر 73 والتي أعلن بعدها بعشر سنوات أنه يعاني من مرض ألزهايمر” جديرة بأن تلاحق بايدن؛ كونه أكبر من ريغان بأربع سنوات خلال حملة ولايته الثانية عام 1984. وأنه أكبر سنًا في اليوم الذي يتولى فيه منصبه مما كان عليه ريغان في اليوم الذي ترك فيه المنصب.
تستشهد بوقائع متعدة/ بينها حديثه عن “إمكانية استعادة مجلس النواب” وتسمية الثلاثاء الكبير بالخميس العظيم، ونسيان كلمات إعلان الاستقلال، وحديثه عن كونه مرشحًا لمجلس الشيوخ، وحديثه عن القبض عليه في جنوب أفريقيا أثناء محاولته زيارة نيلسون مانديلا في السجن – وهي حادثة اعترفت حملته لاحقًا بأنها لم تحدث أبدًا، بخلاف نسيانه اسم الولاية التي يعيش فيها.
وتضيف أن هذه السقطات مجتمعة تشكل نمطًا، وتثير أسئلة حول ما إذا كان بايدن قد تعرض لتدهور معرفي.
بي سي نيوز استعرضت التاريخ المرضي لبايدن في تقرير أحدث نشرته في أكتوبر 2020. قالت إنه نجا من تمدد الأوعية الدموية الدماغية في أواخر الثمانينيات، وأن حالته تعقّدت لاحقًا بسبب تجلط الأوردة العميقة والانسداد الرئوي. تضيف أن بايدن يتعاطى مميعات الدم وأدوية لارتجاع الحمض والكوليسترول والحساسية الموسمية، بما يمكن أن يتسبب أحيانًا في صوت أجش. كما خضع لاستئصال مرارته وعولج بشكل استباقي من الاورام الحميدة غير السرطانية وسحجات الجلد في السنوات الأخيرة.
موضوعات متعلقة
