* استهداف القوات الأمريكية في كينيا يمثل تحولا مقلقا، فلم يسبق أن استهدفت حركة الشباب منشأة تضم القوات الأمريكية خارج الصومال.
* هناك عوامل جذب محتملة بين إيران والشباب، يمكن أن تحصل حركة الشباب على أسلحة متطورة يتمتع بها الوكلاء الإيرانيون الآخرون، ويمكن أن تستخدمها إيران لتهديد الملاحة في البحر الأحمر.
* ثبت أن أكثر من عقد من التدخل الأمريكي والغارات الجوية لم تقدر على قص أظافر الشباب.
س/ج في دقائق
لماذا يعتبر هجوم الشباب على القوات الأمريكية في كينيا غير عادي؟
في الخامس من يناير، شارك مقاتلو حركة الشباب الصومالية، في هجوم جريء ضد القوات الأمريكية المتمركزة في قاعدة جوية كينية.
كان الهجوم الذي استمر عدة ساعات عنيفًا، فقد تمكن المقاتلون المدججون بالسلاح، تم ترجيح عددهم بـ15 مقاتلاً، من قتل ثلاثة أمريكيين (جندي واحد واثنين من المتعاقدين الأمنيين) وتدمير ست طائرات، بعضها تستخدمها القوات المسلحة الأمريكية للقيام بعملية المراقبة عبر الحدود الصومالية.
الحادث يمثل تحول مقلق، فلم يسبق أن استهدفت حركة الشباب منشأة تضم القوات الأمريكية خارج الصومال. كما تزامنت العملية مع استهداف الولايات المتحدة للجنرال الإيراني قاسم سليماني، مما فتح الباب أمام تساؤلات المحللين حول وجود رابط بين الحادثين.
مع انتشار أنباء الهجوم، كان بعض الكينيين- بحسب الإيكونوميست- قلقين من أنهم قد وقعوا بين فكي رحى إيران وأمريكا، وربطوا العملية بمقتل سليماني.
المسؤولون الأمريكيون نفوا سريعًا أن حركة الشباب هاجمت بناء على أوامر إيرانية، مستندين على أن الشباب تعتبر امتدادًا للقاعدة، ولذلك فإنها تأخذ وجهة النظر الأصولية السنية بأن إيران الشيعية لا قيمة لها تقريبًا مثل الغرب الكافر.
هل من الممكن التقارب بين إيران والشباب؟ وكيف سيتم؟
ربما لم تهاجم حركة الشباب بالوكالة عن إيران هذه المرة، لكن بعض المحللين يعتقدون أن اغتيال الجنرال سليماني قد غيّر المشهد الجيوسياسي بشكل عميق لدرجة أن نوعًا من التعاون في المستقبل قد أصبح ممكنًا.
رشيد عبدي، خبير مستقل، يعتقد أن الهجوم في كينيا ربما كان إشارة لإيران على أن حركة الشباب مهتمة بتحالف تكتيكي سري، بحسب الإيكونوميست.
في ظل هذه النظرية، سيضع الاثنان خلافاتهما جانبا من أجل النفعية، وستقوم إيران بالتنسيق معها، كما فعلت مع مجموعات لا تشترك معها في العقيدة مثل حماس. عبدي يرى أن قادة الشباب عندهم مرونة لعقد صفقة حتى مع الشيطان.
هناك عوامل جذب محتملة لكلا الجانبين في الصفقة، يمكن أن تحصل حركة الشباب على أسلحة متطورة يتمتع بها الوكلاء الإيرانيون الآخرون، خاصة في ظل الحصار ومنع السلاح المفروض عليها من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي.
في المقابل، وبحسب تقارير أمنية أمريكية وكينية، ترغب إيران في مد شبكة نفوذها في القرن الأفريقي، وقد تتضاعف هذه الرغبة بعد تأزم الموقف مع الولايات المتحدة، حيث تعلم إيران مدى أهمية التحكم في منطقة القرن الأفريقي لأمريكا، لذا، قد تقنع إيران حركة الشباب بتهديد عمليات النقل البحري الدولي في البحر الأحمر.
لكن بعض المحللين يشككون في قيام التحالف، مدعين أن العلاقة السرية مع إيران تنطوي على مخاطر بالنسبة للشباب، حيث تعتمد مصداقيتها على رفض العقيدة الشيعية، جزئيًا، لموالتها للقاعدة. لكن حتى القاعدة نفسها تتعاون مع إيران من حين لآخر.
حركة الشباب، على أي حال، تبلي بلاء حسناً بما يكفي، بمعاييرها الدموية، دون الحاجة لأسلحة إيرانية، فلقد قتلت في 2019 أكثر من أي عام منذ 2010، ولديها مواردها التي تكفيها لشراء أسلحتها الخاصة.
ربما كان وراء الهجوم في كينيا دوافع أخرى، مثل الانتقام من تصاعد الغارات الجوية الأمريكية.
يريد البعض في إدارة ترامب سحب القوات الأمريكية التي تقاتل المتشددين في إفريقيا، لكن الولايات المتحدة عززت وجودها بإرسال قوات إضافية لقاعدتها في كينيا، للقيام بغارات جوية على أهداف الشباب في الصومال.
سواء كان الهجوم في كينيا يمثل تصعيدًا كبيرًا أو حادثًا عرضيًا، فهناك شيء واحد أصبح مؤكدًا: أنه بعد أكثر من عقد من التدخل الأمريكي والغارات الجوية لم تقدر على قص أظافر الشباب.