الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتعهد بتوقيع أمر تنفيذي هدفه أن تلتزم الجامعات والكليات الأمريكية بالحفاظ على حرية التعبير في الحرم الجامعي، وعدم قمعها بدعوى الصوابية السياسية (وهي بالنسبة له الوسيلة التي استخدمها اليسار لفرض أفكاره)، ويهدد غير الملتزمين بخسارة التمويلات البحثية الاتحادية.
أنا فخور بإعلان أنني سأوقع قريبًا جدًا أمرا تنفيذيًا يطالب الكليات والجامعات بدعم حرية التعبير إذا كانوا يرغبون في الحصول على التمويلات البحثية الاتحادية
وتمنح الحكومة الأمريكية للجامعات أكثر من 30 مليار دولار سنويًا في هيئة تمويلات بحثية، ما دفع ترامب للقول إنه إذا لم تلتزم الجامعات فسيكون هذا مكلفًا جدًا.
إذا كانت الجامعات تريد الحصول على أموالنا – ونحن نعطيهم المليارات منها – فعليهم أن يسمحوا للناس بالحديث – حرية التعبير
وحرية التعبير منصوص عليها في التعديل الأول في الدستور الأمريكي.
حرية العبادة والكلام، والصحافة وحق الاجتماع والمطالبة برفع الأجور. لا يصدر الكونغرس أي قانون خاص بإقامة دين من الأديان أو يمنع حرية ممارسته، أو يحد من حرية الكلام أو الصحافة، أو من حق الناس في الاجتماع سلمياً، وفي مطالبة الحكومة بإنصافهم من الإجحاف – التعديل الأول
ولا يبدو محتوى أمر ترامب التنفيذي واضحًا حتى الآن، لكن الإدارة الأمريكية مهدت الطريق له منذ شهور. ودعمت وزارة العدل في دعاوى قضائية مختلفة طلابًا قالوا إنهم تعرضوا لانتهاكات تناقض حق التعبير.
تعرض الناشط المحافظ هايدن وليامز للكم في جامعة كاليفورنيا في بيركلي في 19 فبراير/ شباط الماضي، بينما كان يساعد على الترويج لمجموعةTurning Point USA المحافظة في الساحة الرئيسية للحرم الجامعي.
وسُجلت لقطة الاعتداء عبر مقطع فيديو انتشر سريعًا عبر الإنترنت، ليكتسب هايدن وليامز شهرة واسعة بين مؤيدي ترامب.
LEFTIST VIOLENCE ON CAMPUS!
A Leftist Thug Violently Assaulted A Conservative Student That Was Recruiting For The @TPUSA Chapter At UC Berkeley!
وفي مؤتمر العمل السياسي المحافظ السنوي، ظهر هايدن وليامز رفقة ترامب الذي اقترح على محاميته مقاضاة الرجل الذي لكم موكلها، والجامعة، وربما الولاية أيضًا.
وتعهد ترامب بعدم السماح باعتداءات مماثلة
أخذ وليامز لكمة قوية في وجوهنا جميعًا. ولن نسمح بحدوث ذلك
على منصة المؤتمر، تحدث هايدن وليامز عن “التحرشات” الذي يواجهها الطلاب في الحرم الجامعي، بالإضافة لما سماها بـ “الانتهاكات الليبرالية”.
وقال وليامز للحشد: “الكثير من الطلاب المحافظين في جميع أنحاء البلاد يواجهون التمييز والمضايقة والأسوأ من ذلك، لو تجرأوا بالحديث في الحرم الجامعي”.
وأضاف أن تقدم اليسار سيدمر دستور الولايات المتحدة، معتبرًا أن العمل على إدخال إصلاحات في الحرم الجامعي الآن أكثر أهمية من أي وقت مضى، ومطالبًا بعرض الانتهاكات الليبرالية أمام الرأي العام.
أحبكم يا سيدي الرئيس. وبصراحة، إذا واصلت الدفاع عنا، نستمر في الدفاع عنك
ترامب رد : “المستقبل ليس للمؤمنين بالاشتراكية، بل للمؤمنين بالحرية”.
وتعهد ترامب بأن الولايات المتحدة لن تكون يومًا بلدًا اشتراكيًا منتقدًا ما وصفه بـ “الكابوس الاشتراكي الذي يرسخه الديمقراط“.
هاجمت إدارة جامعة كاليفورنيا في بيركلي ما وصفته بـ “تسييس الهجوم” إلى درجة ذكره في خطاب للرئيس ترامب. وقالت الجامعة إنها تحركت على الفور وبلا تحيز للتعامل مع الحادث.
الجامعة قالت إن الشرطة الجامعية اعتقلت زاكاري جرينبرج (28 عامًا – ليس طالبًا) للاشتباه في تورطه في الاعتداء على هايدن وليامز (الذي قالت إنه ليس طالبًا هو الآخر.
وبحسب رواية الجامعة، كان وليامز يوزع منشورات دعائية لـ Turning Point USA داخل الحرم الجامعي، فدخل معه المعتدي في مشادة بدأ ويليامز تصويرها بهاتفه، ليبدأ الاعتداء.
المتحدث باسم الجامعة دان موغلوف قال إن الحادثة لا علاقة لها بقضايا حرية التعبير، معتبرًا أن الكثير مما حدث خضع للتشويه عن عمد ونُقل بصورة غير دقيقة.
انتقد موغلوف ما وصفه بـ “الغضب المسرحي”، مضيفًا أن تكاليف الإجراءات الأمنية لحماية الضيوف المحافظين في الجامعة بلغت حوالي 4 ملايين دولار العام الماضي.
لم تنشر مؤسسة إعلامية واحدة حقيقة لا تقبل الجدل أن المجموعات الطلابية المحافظة استضافت عددًا كبيرًا من المتحدثين المحافظين، وبينهم تشارلي كيرك، مؤسس Turning Point USA، دون اعتراض وحيد
في مقال نشرته “يو إس إيه توداي”، قال هايدن وليامز إن الطلاب المحافظين في كل الجامعات الأمريكية يتعرضون لاعتداءات لفظية وجسدية ونبذ اجتماعي، واضطهاد أكاديمي حال تعبيرهم علنًا عن آرائهم في الموضوعات السياسية.
وبرر وليامز الأمر بأن الشباب الليبراليين يؤمنون بأنهم على الجانب الأخلاقي في حرب ثقافية، ولكي ينتصروا عليهم أن يخرسوا أي شكل من أشكال المعارضة.
لا يرضى اليساريون والتقدميون بأقل من جعل الإعلان عن كونك محافظا أمرا مستحيلا
يضيف وليامز أن اليسار في الجامعات الأمريكية يصنف كل يوم مزيدا من الأفكار السياسية تحت مسميات تحمل صبغة عنيفة (كتسميتها فاشية مثلا)، لكي يمنح اليسار نفسه المبرر للرد عليها بالعداء المفتوح والقوة الجسدية.
ولم تنف الجامعات كليًا مثل تلك الاعتداءات، لكنها تصنفها ضمن نطاق الحوادث الفردية، وتتهم المحافظين بتضخيمها، وتقول إنها تتخذ الإجراءات الكفيلة بمنعها.
رئيس جامعة شيكاغو روبرت زيمر اعتبر أن أي إجراء اتحادي لمعالجة مشكلات قد تواجه حرية التعبير في الحرم الجامعي سيكون “مضللًا ومؤسسًا لسابقة تنطوي على إشكاليات”.
ويحذر زيمر من خلق شبح يقلص حرية التعبير، ويثير التوتر عبر التحدي الخطابي والفكري، ويكرس مستويات جديدة من البيروقراطية التي من شأنها تنظيم وإنفاذ السياسات المتعلقة بحرية التعبير.
يضيف زيمر أن تشكيل لجنة اتحادية في واشنطن لتقييم سياسات وأنشطة المؤسسات التعليمية قد يؤدي لأحكام متغيرة وفقًا لهوى من في السلطة، بما يحد بالتبعية من حرية التعبير في الجامعات.
هذا يفتح الباب أمام أي عدد من السياسات المثيرة للقلق على مر الزمن، بحيث يمكن للحكومة الفدرالية، مهما كان الحزب السياسي المعني ، أن تتبنى مثل هذه الأمور
ويقول مشرعون ديمقراط إن انتهاك حرية التعبير يأتي غالبًا من تيار اليمين وليس اليسار. النائب بوبي سكوت قال إن التحقيقات التي نشطت حول انتهاكات مزعومة من طلاب محافظين، تجاهلت حوادث التحريض بدافع الكراهية والعنصرية.
مؤيدو القرار يبررون أهمية الأمر التنفيذي الذي اقترحه ترامب بتزايد شكاوى المحافظين من أن الجامعات في البلاد تحاول إسكات أصواتهم عندما يتعرضون للمضايقات أو التشويه، وأن حضورهم في الحرم الجامعي لم يعد محل ترحيب على الإطلاق.
وزير العدل السابق جيف سيشنز قال إن القضية قد وصلت إلى نقطة محورية، مضيفًا: “حان الوقت للوقوف أمام المتنمرين في الحرم الجامعي وفي ثقافتنا”.
وتقول وزيرة التعليم الأمريكية بيتسي ديفوس إن مسؤولي الجامعات في كثير من الأحيان يحاولون حماية (عقول) الطلاب من الأفكار التي يقررون بشكل شخصي أنها مكروهة أو مهينة أو ضارة، أو تلك التي لا تعجبهم.
وعقد الكونجرس، عندما كان خاضعًا لسيطرة الجمهوريين المطلقة، عدة جلسات استماع حول حرية التعبير داخل الحرم الجامعي خلال العامين الماضيين لكن محاولة التشريع في هذا الشأن لم تحرز تقدمًا كبيرًا.
وتقدم السناتور الجمهوري السابق أورين هاتش بمشروع قانون كان من شأنه منع الجامعات من تقييد الخطب السياسية للطلاب إذا كان هذا النشاط مشروعًا.