إخراج زكاة المال على أقساط هو موضوع يثير اهتمام العديد من الناس في المجتمعات الحديثة، حيث يعتبر الأقساط وسيلة شائعة للتعامل مع المشتريات الكبيرة مثل السيارات والمنازل والتكنولوجيا الحديثة. ومع ذلك، يطرح هذا الموضوع تساؤلات حول جواز دفع الزكاة على المال المدفوع على أقساط وما إذا كانت هذه الأقساط تُعتبر جزءًا من الثروة التي يجب على المسلم دفع زكاتها.
أركان الإسلام وأركان الإيمان .. الفرق بينهما وأهم الأحاديث النبوية الشريفة
يُجوز شرعًا إخراج الزكاة متقسمة على مدار العام بعد انتهاء الحول الذي يجب فيه دفع الزكاة، وذلك للمستحقين المعروفين الذين يحتاجون إليها لتلبية احتياجاتهم شهرًا بعد شهر. يُؤخذ في الاعتبار عدم وصول الحول التالي إلا بعد أن يتم دفع كامل الزكاة، ولا يعتبر هذا تأخيرًا في دفع الزكاة عن موعدها، وفقًا لما نص عليه جماعة من الفقهاء.
شرح أركان الإسلام للأطفال | ما الفرق بين اركان الاسلام و اركان الايمان؟
يجوز تقسيم زكاة المال على أكثر من شخص بشرط أن يكونوا مستحقين للزكاة وفقًا لأحكام الشريعة الإسلامية. يمكنك توزيع زكاتك كلها أو جزء منها على من يعانون الحاجة ويستحقون الزكاة، وهذا يشمل أولئك الذين عليهم ديون تؤديها الزكاة. ومن الممكن أن تطلب استرجاع جزء من المال المدفوع عن طريق الدين بعد حصولك على المال، ولكن يجب أن يتم ذلك بنزاهة ودون أي احتيال أو محاولة للتلاعب بالدين لتجاوز فرضية دفع الزكاة.
في إطار الحديث عن إخراج زكاة المال على أقساط فإنه يُجوز توزيع زكاة المال على الأقارب الفقراء كصدقة وصلة، وذلك لأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم علمنا أن الصدقة على الفقير صدقة، وعلى الأقارب اثنتان، صدقة وصلة. لذلك، فإنه لا يوجد مانع شرعي من تقديم الزكاة للأخوة، الأعمام، والأخوال، إذا كانوا في حاجة ماسة لها.
ومع ذلك، يجب الانتباه إلى أنه إذا كان الفقير من بين الأبناء، الآباء، أو الأجداد، فإنهم لا يُعطون من الزكاة؛ بل يُنفق عليهم من المال الشخصي للأبوين أو الأقارب القادرين على دعمهم، حيث يعتبر الوالد والوالدة مسؤولين عن توفير احتياجات أبنائهم المالية.
كفارة تأخير إخراج زكاة المال تكون بالتوبة الصادقة إلى الله تعالى، وسرعة دفع المبلغ المستحق دون تأخير. فمن تأخر في إخراج زكاة ماله عمدًا، فإنه يقع في ذنب، وإذا كان غافلًا فعليه أن يتوب إلى الله ويسعى لتعلم فرائض دينه، ولا يعفي الجهل من واجب الزكاة وإن طال التأخير؛ لأنها دين موكل إلى الله في ذمته، ويجب أن يقضيها بأسرع وقت ممكن.
الشريعة الإسلامية هي النظام الذي شرعه الله لعباده المسلمين، يحتوي على مجموعة من الأحكام والقواعد التي تهدف إلى تنظيم حياة الناس وتوجيههم نحو الخير والعدل في كل جوانب الحياة. تشمل الشريعة الإسلامية العقائد والعبادات والأخلاق والمعاملات ونظم الحياة الاجتماعية والاقتصادية، وهدفها تحقيق سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة.
فمن يتبع هذه الشريعة ويسعى لتطبيقها في حياته، فإنه يسير على سبيل الله بغض النظر عن جنسيته أو عرقه أو ثقافته، فالله يحاسب الناس على أفعالهم ونواياهم. وتعتبر الشريعة الإسلامية مرشدًا شاملاً يغطي كافة جوانب الحياة الإنسانية، وتشجع على العمل الإيجابي والتطور العلمي والحضاري الذي يخدم مصالح الإنسان ويسهم في رقيه وتقدمه.
يتكون القانون في الإسلام من قوانين ربانية ثابتة ومقدسة، وقوانين اجتهادية قابلة للتطور والتغيير وفقًا لمصالح الناس وتطورات الحياة. القوانين الاجتهادية يجب أن تتوافق مع القوانين الإلهية وتحقق مقاصد الشريعة الإسلامية دون تعارض.
تتضمن هذه القوانين مجموعة من الأنظمة مثل نظام العبادات ونظام المعاملات والاقتصاد، ونظام الأحوال الشخصية، ونظام الحكم والسياسة، ونظام الاجتماع، ونظام الحسبة، ونظام الجهاد، ونظام الإفتاء، وغيرها.
موضوعات متعلقة
نسخة للطباعة
