التصعيد سيتحدى كذلك توازنًا حافظت عليه الصين بعناية في علاقاتها مع أطراف النزاع في الشرق الأوسط؛ لها علاقات متنامية مع إيران وكذلك خصومها في السعودية وإسرائيل، وكذلك الولايات المتحدة.
من ناحية أخرى، الصين قد تستفيد من صرف انتباه الولايات المتحدة عن تنافسهما التجاري. لكن ذلك يحتاج صراعًا أكبر يحتاج تورطًا أمريكيًا عسكريًا أضخم، وإعادة توجيه استراتيجي.
هنا، تفوق مخاوف بكين الفورية أملها في تحول تركيز واشنطن.. ولهذا أسباب:
الصين ترى أن استمرار التزام الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط مفتاح ضمان استقرار المنطقة، وبالتالي ضمان قدرة الصين على متابعة أنشطتها الاقتصادية هناك دون الحاجة لتورطها العسكري المباشر، ما يعني أن أي قرار أمريكي بسحب أعداد أكبر من القوات من المنطقة يمكن أن يضر بسياسة الصين الحالية. بالتالي، لا تبدو مستعدة أو راغبة في تجاوز دورها الدبلوماسي التقليدي إلى دور أكثر مباشرة في الشرق الأوسط.
إيران حاسمة لتدفق النفط إلى الصين (تمثل 6:7% من وارداتها من النفط الخام)، وخطط توسيع البنية التحتية، وجهود تحقيق التوازن مع الولايات المتحدة.
بكين صممت علاقاتها مع طهران حتى لا تضر بعلاقاتها مع دول الخليج الأخرى أو إسرائيل، أو المخاطرة بالتعرض لعقوبات أمريكية على الشركات الصينية العاملة في إيران، لكن تعقد المشهد قد يدفع الصين أكثر ناحية إيران وروسيا، ويزيد من تعقيد علاقاتها مع الولايات المتحدة.
مع ذلك، ستواصل الصين تقديم نفسها كـ “صوت العقل”، معطية الأولوية للجهود المشتركة مع الاتحاد الأوروبي للحفاظ على اتفاق إيران النووي، واستكشاف قنوات دبلوماسية بديلة.
علاوة على ذلك، ستعمل الصين على تسليط الضوء على دعمها للتدابير التي تدعم سيادة الدول وتعارض استخدام القوة في الشرق الأوسط، وبالتالي تدعم رواياتها لإضعاف شرعية الإجراءات الأمريكية في الأزمة الإيرانية.
الصين لا روسيا.. صراع وراثة أمريكا في الشرق الأوسط | س/ج في دقائق