القصة في دقيقة:

خلال الأشهر الأخيرة، وبشكل دوري، أعلنت وزارة الآثار المصرية عن اكتشافات كبرى من منطقة سقارة الأثرية، وصلت في بعضها إلى إعلان اكتشاف أكثر من 100 تابوت سليم مرة واحدة،

ثم الإعلان عن بردية طولها 5 أمتار تتضمن الفصل السابع عشر من كتاب الموتى. أحد أهم النصوص في التاريخ، كونه قدم تفاصيل عن معتقدات المصريين القدماء في ما بعد الموت. وهي الفكرة التي ظهرت في الأديان الأحدث.

إصدارات متخصصة اختارت اكتشافات سقارة نهاية العام 2020 – التي تتواصل في 2021 – بين أهم منجزات العالم الأثرية خلال الأشهر الماضية.

المفاجأة أن كل هذه الاكتشافات في سقارة لا تمثل إلا  30% فقط من كنوز المنطقة، وأن كل اكتشاف منها يفتح الباب أمام اكتشافات متتالية.

إلى جانب الكشف الجديد الذي يضيف إلى “كتاب الموتى”، تعيد هذه الاكتشافات كتابة تاريخ بعض الأسر التي حكمت مصر القديمة – وتسهل عمل أشجار عائلية للأشخاص البارزين في التاريخ القديم.

س/ج في دقائق

ماذا تتضمن اكتشافات سقارة المصرية الأخيرة؟

منذ سبتمبر 2020، تصدر مصر سلسلة إعلانات متتالية عن اكتشافات أثرية ضخمة عبر فريق يقوده زاهي حواس في سقارة.

بدأت اكتشافات سقارة باستخراج 59 تابوت دفن سليم بكامل هيئتها، تلاها اكتشاف أقنعة جنائزية وأكثر من 40 تمثالًا للإله الجنائزي بتاح سوكر، وجميعها لم تمس منذ ألفي عام على الأقل.

في نوفمبر، أعلنت مصر اكتشاف أكثر من 100 تابوت سليم إضافي في سقارة فيما وصف بأكبر اكتشاف من نوعه، حيث تعود النعوش الخشبية المختومة، إلى جانب تماثيل الآلهة القديمة، إلى أكثر من 2,500 عام، وهي مملوكة لكبار المسؤولين في العصر المتأخر والعصر البطلمي في مصر القديمة.

وفي مطلع 2021، كشفت الجهات المعنية عن معبد الملكة نيت، زوجة الملك تيتي، أول ملوك الأسرة السادسة التي حكمت مصر بين 2323 – 2150 قبل الميلاد.

الكشف شمل العثور على المعبد الجنائزي بالإضافة إلى ثلاثة مستودعات في الموقع، حيث اكتشف الفريق أيضًا 54 تابوتًا خشبيًا، يعود تاريخه إلى عصر الدولة الحديثة التي حكمت مصر بين حوالي 1570 – 1069 قبل الميلاد على عمق 40 قدمًا.

الاكتشافات شملت إضافة مهمة إلى كتاب الموتى عبر بردية طولها 5 أمتار تتضمن الفصل السابع عشر من الكتاب، شاملة مجموعة من “التعاويذ” التي تهدف إلى توجيه الموتى عبر العالم السفلي في مصر القديمة. شملت كذلك تابوتًا لجندي ومعه فأسه القتالي، وكذلك أقنعة وقوارب خشبية وألعابًا لقدماء المصريين.

كشف يؤكد أن نيوتن كان محقا .. جزئيا .. والأهرام لم يبنها اليهود ولا الفضائيون | الحكاية في دقائق

أين أهمية اكتشافات سقارة الجديدة؟

زاهي حواس، الذي يقود فريق البحث، يقول إن اكتشافات سقارة تعيد كتابة التاريخ بعد العثور على كنوز الدولة الحديثة (عصر الإمبراطورية) التي بدأت في مصر قبل أكثر من 3 آلاف عام.

النادر كذلك في اكتشافات سقارة الأخيرة، وفق حواس، أنها تعود إلى آلاف السنوات قبل الميلاد، بعدما كان معتادًا أن تتوقف الاكتشافات في المنطقة عند نحو 500 عام قبل الميلاد.

اكتشافات طبية أخرى قد نعرفها بمزيد من الأبحاث. البعثة درست مومياء سيدة تبين أن صاحبتها كانت تعاني من مرض مزمن يعرف باسم “حمى البحر الأبيض المتوسط” أو “الحمى الخنازيرية” وهو مرض يأتي من الاتصال المباشر بالحيوان ويؤدي إلى خراج في الكبد. الدراسات الطبية تتواصل على المومياوات المكتشفة، وبينها مومياء لطفل، حددت الدراسات أسباب وفاته وعمره وقت الوفاة.

العدد الهائل من الاكتشافات المتاحة الآن يفتح أيضًا إمكانيات جديدة، مثل إنشاء أشجار عائلية للأشخاص المدفونين في الموقع.

ألغاز تراثية (6) – كلب أصحاب الكهف.. هل كان أنوبيس عند المصريين القدماء؟ | هاني عمارة

هل أخرجت اكتشافات سقارة كل كنوزها؟

سقارة، التي هي موطن لثلاثة عشر هرمًا، بجانب الأديرة القديمة ومواقع دفن الحيوانات، هي مقبرة شاسعة للعاصمة المصرية القديمة ممفيس وموقع تراث عالمي لليونسكو منذ السبعينيات.

وزير الآثار والسياحة المصري خالد العناني يقول إن “سقارة لم تكشف بعد عن كل محتوياتها”. واعتبر  أن ما تم اكتشافه منذ عقود وحتى الآن، لا يمثل إلا 30% من الآثار الموجودة بسقارة، وأنه جارِ استكمال الحفر للوصول إلى الباقي.

وزير الآثار الأسبق، أكد أن سقارة دائمًا ما تفاجئ الآثريين. في عام 2010 استطاعوا اكتشاف هرم جديد، احتوى على تابوت يضم مومياء ملكة وبعض القطع الأثرية.

البعثة الأخيرة كشفت أيضًا عن مقصورة ضخمة من الطوب اللبن ترجع إلى عصر الدولة الحديثة ذات بئر يصل عمقه حتى الآن إلى 24 مترًا ولم تصل بعد إلى نهايته، ومن المتوقع أن ينتهي بحجرة للدفن، ويعتقد زاهي حواس أن هذا البئر لم يصل إليه اللصوص وسوف يتم الكشف عنه كاملًا.

س/ج في دقائق: بردية كوبنهاجن تكشف كيف حدد المصريون القدماء نوع الجنين

لماذا زادت وتيرة الاكتشافات الأثرية في مصر مؤخرًا؟

عانى قطاع السياحة الحيوي من سنوات من الاضطراب السياسي والعنف الذي أعقب أحداث 2011 التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك.

في السنوات الأخيرة، بدأت مصر الترويج بشكل كبير للاكتشافات الأثرية الجديدة لوسائل الإعلام الدولية والدبلوماسيين على أمل جذب المزيد من السياح إلى البلاد.

ونظرًا لأن جائحة كورونا أثرت على صناعة السياحة التي تعتمد عليها مصر، فقد تم الإعلان عن الاكتشافات الأخيرة في سلسلة من المؤتمرات الصحفية العالمية، وبأسلوب مختلف، حيث فتح المسؤولون المصريون نعشًا مباشرًا أمام الكاميرات، وكذلك قاموا بمسح آخر بالأشعة السينية لاكتشاف المومياء بداخله، وكشفوا أن الفرد كان ذكرًا بالغًا ربما في الأربعينيات من عمره، تمت إزالة دماغه من خلال أنفه كجزء من عملية التحنيط.

كما أن هذه الاكتشافات تعتبر دعاية جيدة لمشروع مصر القومي الجديد: المتحف الكبير، الذي تخطط مصر لافتتاحه في هضبة القرن خلال هذا العام.

أزمة توت عنخ أمون.. نزاع خارج الحدود على رأس الملك الصغير| س/ ج في دقائق

هل هناك مصادر أخرى لزيادة المعرفة؟

علماء الآثار يعلنون العثور على كنز دفين يضم 50 تابوتًا ولفافة كتاب الموتى (ديلي ميل)

مصر تكشف عن كنوز تعيد كتابة التاريخ (ساوث تشاينا مورنينج بوست)

علماء الآثار بدأوا اكتشاف المومياوات وأسرار سقارة (سميثسونيان)