مجموعة كبيرة من مخطوطات البردي النادرة ظهرت في جامعة كوبنهاجن الدنماركية، كشفت إحداها بشكل خاص عن المستوى الرفيع الذي وصل إليه المصريون القدماء في علوم الطب وفهم الجسد البشري.
أهم ما تكشف عنه البردية؟
كيف حدد المصريون القدماء نوع الجنين؟
المدى الجغرافي لعلوم المصريين القدماء؟
أولا: يعود أحد النصوص الطبية الواردة في البردية إلى 3500 عام مضت، لتغير الرؤية الحالية التي تنسب هذا المجال إلى الإغريق أو الرومان، حيث لم يصلنا حتى الآن نصوصًا مكتوبة في القارة الأوروبية في تلك الفترة بالأساس.
ثانيا: تعمل الباحثة آمبير جاكوب، من معهد دراسات العالم القديم في جامعة نيويورك، على برديات تعود إلى مكتبة معبد أم البريجات (تبتونس)، حيث وصلت إلى أدلة تشير لمعرفة المصريين القدماء بوجود الكلى، كأقدم نص طبي معروف في العالم يتحدث عن هذا العضو البشري.
يقول عالم المصريات كيم ريهولت، إن النصوص تغطي علومًا بينها الطب والنبات والفلك والتنجيم، وعلوم أخرى كانت مزدهرة في مصر القديمة.
وبدأ فريق من الباحثين الدوليين، يضم أربعة طلاب يعملون للحصول على درجة الدكتوراة، جهودًا لترجمة النصوص غير المنشورة سابقًا، والتي يقولون إنها تحتوي على رؤى جديدة ومثيرة حول تقدم العلوم عند قدماء المصريين.
تقول الباحثة الدنماركية صوفي شيودت، إن أحد النصوص الواردة في البردية، والتي تتولى مسؤولية ترجمته ضمن فريق الدراسة، يقدم علاجات غير عادية لأمراض الرمد.
ويكشف نص آخر عن توصل المصريين القدماء إلى اختبارات وتحليل الحمل وتحديد نوع الجنين، حيث تتبول المرأة في كيس من الشعير وأخر من القمح، ويتحدد النوع بناءً على أيهما ينبت أولًا، فإذا لم ينبت أي منهما، فإنها لم تكن حاملًا، بحسب شيودت.
تشير شيودت إلى أن هذه الاكتشافات المصرية امتدت إلى ما هو أبعد من القارة الأفريقية، حيث ظهرت لاحقًا في النصوص اليونانية والرومانية، وإلى الشرق الأوسط في القرون الوسطى، كما أشير إليها في نصوص ألمانية في 1699، مضيفة أن بعض آثارها ما زالت ممتدة إلى الطب الحديث.
تكشف البردية عن رؤى مصرية مختلفة عن التنجيم، الذي تعامل معه المصريون القدماء كعلم مركزي للغاية استخدموه كأداة مهمة للتنبؤ بالمستقبل، لدرجة لجوء الملوك إليه لتحديد إن كانت الأجرام السماوية تعتبر اليوم مناسبًا للخروج إلى الحرب، بحسب ريهولت.
عالم المصريات في جامعة ليبزيج الألمانية، هانز فيرنر فيشر إلفيرت، يشير إلى أهمية ترجمة النصوص المصرية القديمة غير المنشورة، مشيرًا إلى المعرفة الحالية للعلوم الطبيعية في مصر القديمة ما زالت مجتزأة للغاية.
يضيف إلفيرت أن بعض المصادر عرفها العلماء نظريًا دون دراستها بالتفصيل، معتبرًا أن الوقت بات مناسبًا للقيام بهذه المهمة.