“لا حرب بين الولايات المتحدة وإيران تلوح في الأفق”، مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية يخبر الصحفيين، بينما تغير حاملة الطائرات “يو أس أس أبراهام لينكولن” ومجموعتها الهجومية خط سيرها لتتجه إلى مياه الخليج؛ لتعزيز الانتشار العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط.
فلماذا تعزز الولايات المتحدة قواتها في المنطقة؟ ماذا تخشى واشنطن؟ وكيف ردت إيران؟ الإجابة عبر:
حتى أسبوع مضى، لم تكن هناك علامات واضحة على وجود تهديد جديد، لكن الوضع تغير بشكل كبير بعدما أظهر تقييم جديد للمخابرات الأمريكية أن تهديدات متعددة تواجه القوات الأمريكية، التي قد تكون في خطر في العراق وربما في دول الشرق الأوسط الأخرى مثل سوريا والكويت، حسبما ذكر مسؤولون.
وقال مسؤولون إن التهديدات شملت مخاوف من وقوع هجمات برية أو بحرية، بعد الحصول على خطط إيرانية دقيقة حددت الأمريكيين كأهداف محتملة.
وتعتبر مصادر “وول ستريت جورنال” أن مصدر القلق هو أن الجيش الأمريكي – وليس فقط السياسيين من كبار مسؤولي البيت الأبيض – يقدم مصداقية أكبر للتهديد الذي أظهره تقييم المخابرات.
المسؤولون العسكريون الإمريكيون يقولون إن الجنرال كينيث ماكنزي، قائد القيادة المركزية، طلب التعزيزات الإضافية في الشرق الأوسط بعد المعلومات الاستخباراتية حول التهديد المحتمل.
واستجابت إدارة ترامب بإرسال حاملة الطائرات أبراهام لينكولن، ومن أربع إلى ست قاذفات قنابل كقوة إضافية إلى الشرق الأوسط.
وتشمل مجموعة يو إس إس أبراهام لنكولن عادة حاملة الطائرات ومجموعتها الهجومية التي تتضمن سفن تدخّل وثلاث مدمرات وطرادا وعددا من المقاتلات.
وقال مسؤولون إنه قد يتم إرسال أنظمة صواريخ باتريوت المضادة.
مسؤولون أمريكيون قالوا إن المعلومات الاستخباراتية الجديدة أظهرت أن إيران وضعت خططًا لاستهداف القوات الأمريكية في العراق وربما سوريا، أو مضيق باب المندب عبر الوكلاء الإقليميين (الحوثيين) في اليمن، أو في الخليج العربي بطائرات دون طيار.
المعلومات الاستخبارية أفادت أيضًا بأن إيران ربما تسعى لاستهداف القوات الأمريكية في الكويت.
أحد المسؤولين يشير إلى إنه من غير الواضح ما إذا كانت المعلومات الاستخباراتية تشير إلى عمليات وشيكة، أو استعدادات لحالة طوارئ حال تطور التوتر بين الولايات المتحدة وإيران إلى شن أعمال عدائية.
يقول مسؤولون عسكريون أمريكيون إن الجنرال ماكنزي طلب القوات الإضافية سعيًا لإرسال إشارة إلى طهران مفادها أنها ستتحمل المسؤولية الكاملة، وبالتالي ستدفع الثمن إذا حاولت إيذاء القوات الأمريكية، سواء عبر جيشها النظامي، أو الحرس الثوري، أو الوكلاء الإقليميين في العراق أو اليمن أو أي مكان آخر في الشرق الأوسط.
ولطالما دعمت إيران العديد من الميليشيات الشيعية في العراق، بما في ذلك كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق، كما دعمت حزب الله والميليشيات الشيعية الأخرى التي تعمل في سوريا، وتتهمها الولايات المتحدة بتسليح الحوثيين في اليمن.
ويقول المسؤولون العسكريون الأمريكيون إن الهدف هو إرسال رسالة واضحة إلى إيران “لكي تفكر مليا قبل التورط في عمل عدائي ضد القوات الأمريكية في المنطقة”.
ويعمل نحو 5,000 – 7,000 جندي أمريكي في العراق، بجانب أكثر من ألف آخرين في سوريا، وأعداد أكبر في الكويت، بحسب مسؤولين أمريكيين.
القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي باتريك شاناهان وصف عملية الانتشار بعملية “إعادة تموضع حكيمة” بناءً على تهديد موثوق به.
المتحدثة باسم وزارة الدفاع لشؤون القيادة المركزية في الشرق الأوسط والخليج ريبيكا ريباريتش قالت إن حاملة الطائرات ستعمل كقوة ردع لحماية القوات الأمريكية ومصالحها في المنطقة، مؤكدة أن أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب مع إيرانـ “وتأمل أن يتخذ نظام طهران خطوات لخفض التوتر القائم حاليًا”.
الانسحاب الإيراني الجزئي من المعاهدة النووية يمثل أقوى رد فعل لإيران حتى الآن على الإجراءات الأمريكية الرامية إلى تكثيف الضغوط عليها.
وانسحبت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الصفقة العام الماضي، ليلمح مسؤولون إيرانيون إلى أن طهران قد تعدل تمسكها بالاتفاق إذا فشلت في الحصول على الفوائد الاقتصادية التي توقعتها.
وأبلغت إيران الدول الأخرى الموقعة على الاتفاق، وهي فرنسا وألمانيا، وروسيا، والصين، وبريطانيا، بانسحابها من عدة التزامات أساسية في الاتفاق النووي 2015، بعد عام من انسحاب الولايات المتحدة.
وقال الرئيس حسن روحاني إن إيران ستواصل تخصيب مخزون اليوارنيوم في الداخل بدلًا من بيعه إلى الخارج.
وهدد روحاني باستئناف إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب خلال 60 يومًا.
متحدث باسم المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني وصف الانتشار العسكري الأمريكي بـ “الحرب النفسية”، فيما دعا الرئيس روحاني، في اتصال هاتفي مع أمير قطر، إلى الاعتدال في العلاقات الدولية.
والشهر الماضي، صنفت الولايات المتحدة الحرس الثوري الإيراني كتنظيم إرهابي أجنبي، كأول جهة عسكرية تابعة لدولة أخرى تضعها الولايات المتحدة على اللائحة.
وحذر المشرعون الذين عارضوا القرار من أن اتخاذه قد يصعّب على الأفراد الأمريكيين العمل في العراق.
وخلال حرب العراق، استهدفت الميليشيات العراقية الشيعية التي دربتها إيران القوات الأمريكية وقتلت ما لا يقل عن 603 جنود، لكن القوات الأمريكية والميليشيات المدعومة إيرانيًا حافظت في السنوات الأخيرة على هدنة غير رسمية للتركيز على مقاتلي داعش كعدو مشترك.
ويعتقد المسؤولون الأمريكيون أن قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، أيد هذه الهدنة، لكن ضباط الجيش الأمريكي قلقون من اتجاه إيران لإلغاء الهدنة وإطلاق العنان للميليشيات الشيعية لمهاجمة القوات الأمريكية مجددًا.
لاحقًا، أعلنت الولايات المتحدة إنهاء الإعفاءات المؤقتة الممنوحة لثمانية من كبار مستوردي النفط الإيراني، في محاولة لدفع صادرات النفط الإيرانية إلى النقطة صفر.