عاشوراء كربلاء: من دم السماء لانتقام نهاية العالم.. 10 تشابهات بين الحسين والمسيح | هاني عمارة

عاشوراء كربلاء: من دم السماء لانتقام نهاية العالم.. 10 تشابهات بين الحسين والمسيح | هاني عمارة

29 Aug 2020
هاني عمارة دقائق.نت

هاني عمارة

باحث في جماعات الإسلام السياسي والتراث الإسلامي

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

الحسين بن علي يتمتع بمكانة كبيرة وجوهرية لدى الشيعة الإمامية بصورة تكاد تجعله الشخصية المركزية في المعتقد. ومن يطالع المراسم الشيعية في مرثياث مقتل الحسين وأيامه الأخيرة في كربلاء التي تتلى في الحسينيات وما فيها من حزن وألم، سيجد تشابهًا كبيرًا بينها وبين الطقوس المسيحية التي تتلى في أسبوع الآلام الذي ينتهي بعيد قيامة المسيح.

والحقيقة أن التشابه يجمع الروايات عن شخصيتي الحسين والمسيح؛ فكلاهما قررا الثورة على سلطة، وقتلا في سبيل ذلك.

يبدو أن هذا التشابه كان له الأثر في رسم صورة مسيحانية للحسين في المرويات الشيعية تتشابه في الكثير من التفاصيل نرصدها في النقاط العشر التالية:

1 – الأم القديسة البتول

تحتل السيد فاطمة أم الحسين مكانة كبيرة في الفكر الشيعي تناظر مكانة السيد مريم أم المسيح. الشيعة الإمامية يعتقدون بعصمتها، وكونها أفضل نساء الأرض على الإطلاق.

تعتقد طوائف مسيحية كذلك ببتولية مريم قبل وبعد ولادة المسيح، كما يعتقد الشيعة ببتولية فاطمة؛ بمعنى تنزهها عن دم الحيض والنفاس. بحسب المرويات الشيعية في “أمالي الصدوق” سئل النبي محمد: ما البتول؟! فإنا سمعناك يا رسول الله تقول: إن مريم بتول، وفاطمة بتول؟ قال: “البتول التي لن (لم) تر حمرة قط” أي دم الحيض والنفاس.

2 – معجزات الولادة

تتشابه معجزات ولادة الحسين مع معجزات ولادة المسيح .

فتروي المصادر الشيعية كما في كتاب الخرائج والجرائح للقطب الراوندي عن بشرى الملائكة لفاطمة ولجوءها تحت نخلة، وانعزالها في بيتها ونزول الرزق عليها ونفخ الملاك في وجهها ومجئ حمامة. وهو ما يتشابه مع معجزات ميلاد المسيح في الأناجيل والقرآن.

3 – شفاء المرضى واحياء الموتى

تذكر الأناجيل طرفًا من معجزات المسيح بأنه عالج شابين من العمى، وعالج عشرة رجال من البرص، كما أنه أحيى ابنة رئيس المجمع اليهودي وشابين من الموت. وأكد القرآن المعجزات الثلاث للمسيح.

وكذلك في المرويات الشيعية فيذكر القطب الراوندي في الخرائج والجرائح مرويات بأن الحسين رد إلى حبابة الوالبية بصرها وعالجها من البرص وأحيا لشاب أمه من الموت لتقول وصيتها.

4 – الثورة ودخول المدينة المقدسة 

الحدث البارز في حياتي الحسين والمسيح هو الأيام الأخيرة، حين قرر كل منها الثورة، فأرسل الرسل للإيمان به. وبعدها دخلا المدينة المقدسة؛ حيث الكوفة عند الشيعة توازي القدس عند المسيحيين.

وتأتي مرويات باعتبار كربلاء خير البقاع، وتفضلها على مكة والمدينة.

5 – خذلان الأنصار 

المسيح خذله قومه اليهود في القدس، وسلموه للرومان، وصادقوا على صلبه. والحسين خذلته شيعته بعدما أرسلوا له بالبيعة، فوجد نفسه يقاتل في عدد قليل من أنصاره وأهل بيته.

وتأتي مرويات شيعية في ذم موقف أهل الكوفة من الحسين. منها ما يذكره المفيد في “الإرشاد” من دعاء الحسين: “ثم رفع الحسين يده وقال: (اللهم إن متعتهم إلى حين ففرقهم فرقًا، واجعلهم طرائق قددًا، ولا ترض الولاة عنهم أبدًا، فإنهم دعونا لينصرونا ثم عدوا علينا فقتلونا).

تاتي كذلك مرويات في نقد موقف أهل الكوفة من الحسين عن السيدة زينب وعلي بن الحسين.

6 – وصية الخميس 

في ليلة الخميس والمعروفة بخميس العهد، جلس المسيح وسط حوارييه فتناولوا عشاء الفصح، ثم ألقى موعظة، تنبأ فيها بمقتله وخيانة يهوذا، واختيار الموت ليفدي البشر.

وكذلك الحسين تنقل المرويات خطبته ليلة الخميس السابق لمقتله واختيار الشهادة ورؤيته لمقتله في المنام.

7 – جمعة المقتل

كما قتل المسيح يوم الجمعة، قتل الحسين في وقعة كربلاء يوم الجمعة.

وتتشابه المقتلتان في بشاعة الألم؛ حيث صلب المسيح ودقت أطرافه بمسامير وتعرض للبصق ولبس تاجًا من الشوك.

أما الحسين وبحسب كتاب اللهوف لابن طاووس فقد فقتل أهله وأخوته أمامه حتى سقط جريحا فطعن وقطعت رأسه.

والمسيح صرخ أنا عطشان قبل موته والحسين قتل عطشانا لانه منع من الماء قبل موته، وبعد موتهما قام الجنود باقتسام ثيابهما  وأغراضهما.

8 – معجزات ما بعد المقتل

في إنجيل متى: “فصرخ يسوع أيضًا بصوت عظيم، وأسلم الروح، وإذا حجاب الهيكل قد انشق إلى اثنين، من فوق إلى أسفل. والأرض تزلزلت، والصخور تشققت، والقبور تفتحت”.

وأما في مرويات الشيعة الإمامية فيروي ابن قولويه عدد من المعجزات الكونية في مقتل الحسين منها بكاء السماء والأرض والملائكة والحيوانات والطيور وكسوف أحمرار الشمس  وانشقاق الجبال.

9 – الأربعين

يعتقد المسيحيون أن المسيح بعد موته قام من بين الأموات، ومكث في الأرض أربعين يومًا، ثم صعد بعدها إلى السماء ليجلس عن يمين الرب. وتذكر الأناجيل عدة ظهورات له تكلم فيها ببعض المواعظ في تلك الفترة. ويحتفل المسيحيون بعيد الصعود بعد أربعين يومًا من عيد القيامة .

وحسب المرويات الشيعية الإمامية، فإن الحسين بعد أن قتل فصلت رأسه عن جسده، وأرسلت إلى الخليفة يزيد بن معاوية في دمشق. وخلال تلك الفترة تكلمت الرأس في أكثر من موضع، ذكرها ابن طاووس في “اللهوف”. ثم بعد أربعين يومًا عادت الرأس للجسد بعدما عاد آل بيت الحسين إلى كربلاء يحملون الرأس. ويحتفل الشيعة الإمامية بذكرى الأربعين.

10 – الرجعة والانتقام

يعتقد المسيحيون بأن المسيح سينزل في آخر الزمان في سحابة ليحاكم الأموات، ويقيم مملكة الرب، ويعم السلام العالم

ففي متى 16: 27 يقول الوحي: “فان ابن الانسان سوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله”.

ويعتقد الشيعة الامامية كذلك برجعة الحسين في زمن المهدي، حيث سيقوم من قبره، ومعه آل بيته وأنصاره وأعداؤه، فيقتص منهم، ويحكم الأرض بعد وفاة المهدي،  كما ورد مختصر البصائر للحلي: “أول من تنشق الأرض عنه ويرجع إلى الدنيا الحسين بن علي عليه السلام. وإن الرجعة ليست بعامة، وهي خاصة، لا يرجع إلا من محض الايمان محضًا أو محض الشرك محضًا”.

ويروي العياشي عن جعفر الصادق في تفسير “ثم رددنا لكم الكرة عليهم”: “إن أول من يكر إلى الدنيا الحسين بن علي عليهما السلام وأصحابه، ويزيد بن معاوية وأصحابه، فيقتلهم حذو  القذة بالقذة”.

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك