أمريكا تصادر السفن المحملة بالنفط الإيراني.. كيف؟ ولماذا الآن تحديدًا؟ | س/ج في دقائق

أمريكا تصادر السفن المحملة بالنفط الإيراني.. كيف؟ ولماذا الآن تحديدًا؟ | س/ج في دقائق

17 Aug 2020
إيران الولايات المتحدة
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

صادرت الولايات المتحدة أربعا من السفن المحملة بالنفط الإيراني، والتي كانت في طريقها إلى فنزويلا.

المصادرة تمت لأول مرة في تاريخ العقوبات الأمريكية على طهران.

فكيف جرت عملية المصادرة؟ ولماذا لجأت لها واشنطن؟ وما أسباب نجاحها هذه المرة رغم فشلها قبل ذلك؟

س/ج في دقائق


كيف صادرت الولايات الأمريكية السفن المحملة بالنفط الإيراني ؟

صادرت إدارة ترامب للمرة الأولى شحنات أربع سفن يُزعم أنها محملة بالنفط الإيراني- كانت في طريقها إلى فنزويلا- منتهكة للعقوبات الأمريكية. وذلك في الوقت الذي تكثف فيه واشنطن حملتها لممارسة الضغط الأقصى على طهران.

وأجبر ملاك السفن المحملة بالنفط الإيراني – لونا وباندي وبرينج وبيلا – وهم يونانيون، على تسليم الوقود الإيراني إلى الحكومة الأمريكية.

مسؤول حكومي أمريكي قال إن مصادرة السفن المحملة بالنفط الإيراني جرت في المياه الدولية، بعد اتصالات عن بعد بين المسؤولين الأمريكيين وملاك السفن.

وجهت واشنطن رسالة لمالكي ناقلات الوقود الأربع، وحذرتهم من أنهم أو أطقمهم قد يتعرضون للعقوبات. وتشمل هذه العقوبات عمومًا حظر الوصول إلى البنوك الأمريكية والمعاملات الدولارية.

وافق مالكو السفن المحملة بالنفط الإيراني على نقل حمولتهم إلى سفن مملوكة لشركة Eurotankers اليونانية وشركة Maersk الدنماركية، والتي تتجه إلى هيوستن الأمريكية، على أن يلتقي كبار مسؤولي الإدارة الأمريكية بملاك الناقلات لاحقًا.

كانت السفن الأربع في الأصل جزءًا من أسطول مكون من تسع ناقلات، بما في ذلك خمس سفن إيرانية، ترافقها سفينة استخبارات بحرية إيرانية، وفقًا لمسؤولين أمريكيين.

لكن بسبب التضييق الأمريكية، تعتمد إيران وفنزويلا بشكل متزايد على القطاع الخاص – أو الأسواق غير القانونية – لنقل منتجات النفط والطاقة الحيوية لاقتصادات الدولتين المتعثرة، حيث أدت حملات الضغط التي تشنها واشنطن إلى شل قدرة الأساطيل المملوكة للدولة على شحن الإمدادات.


من يملك السفن المحملة بالنفط الإيراني ؟

وفقًا لوول ستريت جورنال، فإن السفن المحملة بالنفط الإيراني المضبوطة مرتبطة بشبكة من الشركات التي يملكها أو يديرها جيورجيوس جيالوزوغلو وابنه ماريوس.

يدير الأب والابن شبكة من النقلات في بيرايوس اليونانية، تقدر بأكثر من 12 ناقلة وقود ونفط أخرى، وفقًا لبيانات سجل الشركة.

وفقًا لبيانات تتبع السفن ومسؤولي الصناعة، أجرت العديد من هذه السفن مؤخرًا عمليات نقل متعددة من سفينة إلى أخرى وسجلت فجوات طويلة في بيانات جهاز الإرسال والاستقبال.

ففي يوليو، كانت بيرينغ وبيلا تبحران قبالة الرأس الأخضر، كانت آخر مرة أرسلت فيها لونا وباندي إشارة لاسلكية من المياه العمانية قبل شهر، وفقًا لقاعدة بيانات الشحن FleetMon، وهي أنشطة قالت وزارة الخزانة الأمريكية في تحذير بشأن عقوبات مارس / آذار إن صناعة الشحن يجب أن تراها على أنها شارات إنذار لتهرب محتمل من العقوبات.


ما سبب نجاح عملية المصادرة هذه المرة رغم فشلها قبل ذلك؟

العام الماضي، فشلت محاولة مماثلة، حيث لم تنجح السلطات الأمريكية في السيطرة على سفينة نفط إيرانية كانت محتجزة في إقليم جبل طارق البريطاني، ولم تجد محاولاتها لاستخدام اتفاقيات التعاون القضائي للسيطرة عليها نفعًا.

لكن الشهر الماضي، رفع ممثلو الادعاء الفيدراليون في الولايات المتحدة دعوى قضائية لمصادرة السفن المحملة بالنفط الإيراني التي أرسلتها إيران إلى فنزويلا، في أحدث تحرك في إطار جهود الإدارة لخنق تدفقات السلع والأموال.

زعمت الدعوى القضائية للحكومة الأمريكية أن رجل أعمال إيرانيًا تابعًا للحرس الثوري الإيراني، الذي صنفته الولايات المتحدة على أنه جماعة إرهابية، قام بترتيب شحنات الوقود من خلال شبكة من الشركات الوهمية لتجنب الكشف عنها والتهرب من العقوبات الأمريكية.

والأسبوع الماضي، أعطى قاض فيدرالي في واشنطن الحق للسيطرة على السفن المحملة بالنفط الإيراني ، قائلاً إن المدعين الفيدراليين قدموا أدلة كافية على أن الناقلة ووقودها من أصول منظمة إرهابية مصنفة.

قال مسؤولون أميركيون كبار إن الإدارة تتوقع أن تؤدي المصادرة إلى ردع شركات الشحن عن التعامل مع الإيرانيين والفنزويليين، حيث يرى مالكو الناقلات والوسطاء وشركات التأمين وشركات أخرى أن المخاطر مكلفة للغاية.


لماذا لجأت الولايات المتحدة للمصادرة؟ وهل ستحقق أهدافها؟

السيطرة على السفن المحملة بالنفط الإيراني إجراء هو الأحدث في سلسلة من التحركات التي اتخذتها الولايات المتحدة ضد إيران وحليفتها فنزويلا في إطار عملية واسعة للضغط على الحكومتين في طهران وكراكاس لتلبية المطالب الأمريكية.

جاءت التحرك بعد مبادرات دبلوماسية وتحذيرات عامة وخاصة للشركات العاملة في قطاع الشحن بشأن تداعيات التعامل مع إيران وفنزويلا.

يقول المحللون إن حملة الضغط الأمريكية أدت إلى انخفاض صادرات الطاقة لكلا البلدين.

كانت إيران وفنزويلا يخططان لمزيد من الشحنات، حيث أعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو عن خطط لتأمين صفقة مع طهران، لكن جهود إدارة ترامب أثرت.

ساعد احتواء الولايات المتحدة لصناعة الشحن الإيرانية على مدار العامين الماضيين في خفض صادرات النفط الخام للبلاد من حوالي 2.5 مليون برميل يوميًا إلى ما يقدر بنحو 70.000 في أبريل.

قال مسؤولون أميركيون إنه إلى جانب تحذير حكومات العالم من مساعدة إيران، فإنهم قاموا بتواصل واسع مع صناعة الناقلات، بما في ذلك شركات التأمين والشركات التي توفر تراخيص الشحن المطلوبة بموجب القوانين البحرية الدولية.

دفع هذا الجهد، إلى جانب التحذيرات الرسمية التي نشرتها وزارة الخزانة الأمريكية، العديد من الشركات إلى إجراء مراجعة للمعاملات في دفاترها، وفقًا لمسؤولين حكوميين وصناعيين.


رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك