الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعلن أنه سيرفع السودان من قائمة الدول رعاة الإرهاب بمجرد إتمام دفع تسوية لضحايا الهجمات الإرهابية التي تُتهم الخرطوم بالتورط فيها.
الخطوة، التي أعلنها ترامب على تويتر، ستنهي أكثر من 25 عامًا من الجهود الأمريكية لعزل السودان، وتأتي كمقدمة محتملة لتطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل، في خطوة سعى إليها البيت الأبيض ضمن خطة السلام في الشرق الأوسط.
فما أهمية ذلك للسودان؟
وكيف توصل الجانبان للصفقة؟
وما علاقة ذلك بالتطبيع مع إسرائيل؟
س/ج في دقائق
ما أهمية رفع السودان من قائمة رعاة الإرهاب ؟
رفع السودان من قائمة رعاة الإرهاب يساعد في إنهاء عقود من العزلة الدولية بعد أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات عليها في التسعينيات لإيوائها زعيم القاعدة آنذاك، أسامة بن لادن، ومساعدة الجماعات الإرهابية.
ومنذ الإطاحة بالرئيس السوداني عمر البشير العام الماضي، ضغطت الحكومة الانتقالية في السودان لتحسين موقفها مع الغرب، حيث تسعى إلى الحصول على مساعدات وتمويل بمليارات الدولارات لإنقاذ اقتصادها المنهار.
كيف وصلنا إلى إعلان ترامب؟ ومتى يصبح القرار رسميًا؟
تعمل الولايات المتحدة مع السودان منذ فترة طويلة على صفقة لتعويض الضحايا وإخراج البلاد من قائمة رعاة الإرهاب. ضمن الصفقة، وافق السودان على دفع تعويضات بحدود 335 مليون دولار لأكثر من 700 من ضحايا هجمات 1998 التي شنتها القاعدة على سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا.
تمرير الصفقة يحتاج أولًا إلى قرار رسمي من الرئيس ترامب، على أن يعرض لاحقًا على الكونجرس الذي يملك حق مراجعة قرار رفع دولة ما من قائمة رعاة الإرهاب خلال 45 يومًا، ويمكن إبطال القرار بالتصويت ضده بالأغلبية في مجلسي الشيوخ والنواب.
ما العقبات التي تواجه رفع السودان من رعاة الإرهاب حاليًا؟
الإصدارات السابقة من الخطة لم تحظ بموافقة الديمقراط في مجلس الشيوخ، خصوصًا زعيم الأقلية تشاك شومر، وزعيم السيناتوزز الديمقراط في لجنة العلاقات الخارجية بوب مينينديز.
وفي رسالة إلى وزير الخارجية مايك بومبيو، أعرب مينينديز عن دعمه لزيادة المساعدات للسودان، لكنه اعترض على خطط إدارة ترامب للتوصل إلى تسوية باعتبارها تعرض طلبات عائلات ضحايا هجمات 11 سبتمبر للخطر، بسبب تقديم تعويض أقل للمواطنين الأمريكيين والمواطنين الأجانب الذين وقعوا ضحية للهجمات الإرهابية في 1998.
وحث جاك كوين، محامي مجموعة من أقارب ضحايا الأحداث، الكونجرس على رفض الصفقة إذا كانت تؤثر سلبًا على قضايا موكليه.
وزارة الخارجية أحالت الأسئلة المتعلقة بإعلان ترامب رفع اسم السودان من قائمة رعاة الإرهاب إلى البيت الأبيض.
هل لرفع السودان من قائمة رعاة الإرهاب علاقة بالسلام مع إسرائيل؟
إعلان ترامب يتزامن مع جهود إدارته لتطبيع علاقات إسرائيل مع عدد من دول الجوار الناطقة بالعربية، خصوصًا بعد خطوة الإمارات والبحرين، وإشارة مسؤوليين أمريكيين وإسرائيلين لاحتمال انضمام دول أخرى، بينها السودان، في الأشهر المقبلة.
وقال مسؤولون سودانيون وإسرائيليون في أغسطس إنهم يجرون محادثات بشأن تطبيع العلاقات. ثم أجرى مسؤولون أمريكيون وسودانيون محادثات في الإمارات في سبتمبر، غطت مجموعة من القضايا، بما في ذلك طلب الخرطوم للحصول على مساعدات اقتصادية.
كاميرون هدسون، الذي عمل في القضايا المتعلقة بالسودان أثناء وجوده في وزارة الخارجية والبيت الأبيض خلال إدارتي جورج دبليو بوش وباراك أوباما، قال إن ممثلي ترامب ضغطوا لأسابيع على السودان لتطبيع العلاقات مع إسرائيل. لكن السودان يقول إن العلاقات مع إسرائيل قضية منفصلة عن إزالته من قائمة رعاة الإرهاب.
مع ذلك، يتوفع هدسون أن يكون إبلاغ ترامب للكونجرس برفع السودان من قائمة رعاة الإرهاب خطوة أولى يعني تنفيذها التحرك نحو الخطوة الثانية من الاتفاق بتطبيع علاقات السودان مع إسرائيل.
هل سيكون التطبيع مع إسرائيل طوق نجاة السودان؟
معدل التضخم في السودان ارتفع إلى أكثر من 200% في 2020، حيث استمر نقص الغذاء والوقود. الدين الخارجي ارتفع كذلك إلى ما يقرب من 60 مليار دولار، أي حوالي 200٪ من الناتج المحلي الإجمالي.
الأزمة الاقتصادية في السودان نفسها كانت قد أججت الاحتجاجات المناهضة للحكومة منذ 2018، وأدت إلى الإطاحة بعمر البشير، الذي قاد البلاد لمدة 30 عامًا.
من خلال تطبيع العلاقات مع إسرائيل، يقول محللون أن السودان سيحسن فرصه في الحصول على المساعدات والقروض التي يحتاجها لعلاج اقتصاده المتعثر، دون مواجهة عقبات من الولايات المتحدة وحلفائها.