في 24 يناير، 2021، منحت إسرائيل الضوء الأخضر للولايات المتحدة لنشر بطاريات القبة الحديدية في القواعد الأمريكية في الخليج. والهدف: “التأمين من هجمات إيران ووكلائها في المنطقة، خصوصًا في ضوء التحالف الذي دشنته اتفاقات إعلان إبراهام بين إسرائيل والإمارات والبحرين.
الإعلان تلى اختبار إسرائيل بنجاح منظومة “مقلاع داوود” المصممة بمشاركة منظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية ووكالة الدفاع الصاروخي الأمريكية، كمنظومة دفاع معقدة قادرة على مواجهة تهديدات متعددة متزامنة باستخدام نظام متعدد المستويات.. تهديدات تشبه سيناريو هجوم أرامكو 2019، الذي اعتمد على صواريخ كروز ودرونز انتحارية، وتشمل الصواريخ الباليستية التي تملكها ميليشيات إيران في العراق، والذحائر دقيقة التوجيه التي تملكها الميليشيات السورية وحزب الله في لبنان.
المعلومات المتاحة محدودة بالنظر لخصوصية القضية. لكننا هنا جمعنا أهم التفاصيل
س/ج في دقائق
ما هي القبة الحديدية الإسرائيلية؟ وما مقلاع داوود الأحدث؟؟
منذ التسعينيات، تعمل صناعة إسرائيل العسكرية على مجموعة اختبارات لتطوير درع دفاعي متقن قادر على صد مختلف أنواع التهديدات.
بهذا الصدد، تعاونت إسرائيل والولايات المتحدة على عدة برامج، بينها القبة الحديدية الذي كان النظام الأكثر استخدامًا لعشر سنوات ماضية. وسلمت إسرائيل الجيش الأمريكي بطاريتين من القبة الحديدية كجزء من اتفاق وقعتاه في أغسطس 2019.
لكن تطوير القبة الحديدية استمر. فبعدما كانت مصممة للتصدي للصواريخ قصيرة المدى وقذائف الهاون “التهديد الرئيسي القادم من قطاع غزة” توسعت لتشمل مجموعة أوسع من التهديدات بما في ذلك الدرونز وصواريخ كروز.
إسرائيل كشفت عن التطوير الأحدث لنظام القبة الحديدية قبيل أسابيع بضم نظام “آرو – السهم” مع القبة الحديدية وأنظمة الرادار، لتشكل جميعا ما أطلقت عليه “مقلاع داوود”.
وهو نظام متعدد الطبقات قادر كذلك على صد الصواريخ الباليستية، ما يعني قدرة النظام على اعتراض مختلف أنواع التهديدات بالتزامن حال اندلاع صراع.
لسنوات، ظلت صواريخ كروز وهجمات الدرونز خارج قائمة التهديدات التي تواجه إسرائيل. لكنها دخلت القائمة بعدما استخدمتها إيران في هجوم أرامكو على السعودية في سبتمبر 2019.
تل عنبار، خبير الصواريخ والدفاع الجوي في إسرائيل، قال إن “اختبار أنظمة الدفاع “القبة الحديدية – مقلاع داوود” حدث من بين أمور أخرى، لاختبار فعالية الدفاع ضد التهديدات الجديدة التي كشفتها الهجمات الأخيرة على البنية التحتية للنفط والغاز السعودية ….. والتي استخدمت أسلحة إيرانية المنشأ.
ناشونال إنترست وصفت هجوم أرامكو بـ “الدقيق والمعقد” إذ شمل عشرات الدرونز وصواريخ كروز التي حلقت لمئات الأميال. كما نشرت إيران طائرات مسيرة وصواريخ في سوريا لتهديد إسرائيل عبر سوريا.
حزب الله يملك كذلك 150,000 صاروخ ويطور ذخائر دقيقة التوجيه.
هنا، تأكدت إسرائيل أنها تحتاج في أي حرب مستقبلية إلى دفاع جوي متعدد الطبقات ضد مجموعة متنوعة من التهديدات. لتبدأ خطوات اختبار مقلاع داوود.
وفقًا لمسؤولين إسرائيليين وأمريكيين، من المتوقع أن تبدأ الولايات المتحدة قريبًا نشر بطاريات القبة الحديدية في قواعدها في دول الخليج فيما تقول هاآرتس إنه يحدث على خلفية اتفاقات إعلان إبراهام وصفقتي السلاح الأمريكيتين الضخمتين مع الإمارات والسعودية.
لكن المسؤولين الإسرائيليين ينفون أن يكون توفير أنظمة القبة الحديدية جزءًا من اتفاقيات السلام مع دول الخليج – لأن الولايات المتحدة اشترت بطاريات القبة الحديدية في عام 2019، قبل اتفاق إبراهام بفترة طويلة.
وتقول مصادر دفاعية إسرائيلية إن الولايات المتحدة حصلت على موافقة إسرائيل للبدء في نشر أنظمة الدفاع الصاروخي على القواعد العسكرية الأمريكية في عدد من الدول، بما في ذلك في الشرق الأوسط.
وبسبب حساسية الملف بالنسبة للأمريكيين، يرفض المسؤولون الإسرائيليون الكشف عن الدول التي ستنشر فيها صواريخ القبة الحديدية. لكن وراء الأبواب المغلقة، أعطت إسرائيل موافقتها الضمنية للأمريكيين لوضع البطاريات للدفاع عن قواتها من هجمات إيران ووكلائها، بحسب مسؤولين إسرائيليين.
وفي سبتمبر 2018، ذكرت تقارير صحفية أن السعودية وقعت اتفاقية لشراء بطارية القبة الحديدية عبر الولايات المتحدة. وزرارة الدفاع الإسرائيلية نفت التقارير. لكنها لم تنكر أن السعودية طلبت شراء النظام من الولايات المتحدة.
وفي غضون أشهر، من المتوقع أن تفتح إسرائيل والولايات المتحدة خطوط دفاع مشتركة لإنشاء نسخ أمريكية من القبة الحديدية يمكن تصديرها إلى عدة دول بينها الخليج.
ماذا يستفيد الخليج وماذا تستفيد إسرائيل؟ وهل تتطور إلى مقلاع داوود بالكامل؟
جيروزاليم بوست تقول إن امتلاك القبة الحديدية في الخليج قد يغير قواعد اللعبة؛ لأنه سيحيد تهديدات إيران ويمنع إيران وميليشياتها من ابتزاز الدول بالصواريخ والدرونز.
موشيه باتيل، مدير منظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية، قال في ديسمبر 2020 إن بلاده “منفتحة على التعاون الدفاعي المستقبلي” مع دول الخليج بالنظر لتهديد إيران المشترك.
وبينما قال مسؤولون عسكريون أمريكيون إن واشنطن تسعى لتعزيز أمن حلفاء الخليج ضد إيران بـ “تطوير نظام دفاعي تعاوني في المنطقة”، توقع إسرائيل والولايات المتحدة قريبًا مسودة اتفاقية لإنتاج مقلاع داوود بشكل مشترك يشمل الصواريخ الباليتسية.
باتيل أشار بوضوح إلى مزايا هندسية يوفرها التعاون “مثل مشاركة المعلومات وأجهزة الاستشعار”. النقطة لفتت انتباه رويترز لأن مناسبة السؤال متعلقة بنظام مقلاع داوود وليس فقط القبة الحديدية.
أودي إيفينتال، زميل أول معهد السياسة والإستراتيجيا في مؤسسة آي دي سي هيرتزيليا يقول إن تحسن العلاقات بين إسرائيل والخليج يفتح الباب أمام نشر أجهزة استشعار أقرب إلى إيران بطريقة يمكن أن توفر فرص اعتراض أكثر وأفضل.
دانيال شابيرو، السفير الأمريكي السابق في إسرائيل، أشار إلى نقطة أن اختبارات مقلاع داوود “مصدر لتنسيق أمني إسرائيلي عربي عميق”؛ يمكن أن تستفيد معه دول الخليج من القدرات الدفاعية الإسرائيلية.
موضوعات متعلقة
