القصص الدينية والتاريخ | لماذا لا تلتقي الروايتان؟ | س/ج في دقائق

القصص الدينية والتاريخ | لماذا لا تلتقي الروايتان؟ | س/ج في دقائق

2 Mar 2023
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

استمع أولًا إلى بودكاست ” القصص الدينية والتاريخ | لماذا لا تلتقي الروايتان؟ | س/ج في دقائق ” من هنا، أو واصل القراءة إن أردت:

انتشر برنامج للشيخ علي جمعة وهو يؤكد على أن مصر أرض الأنبياء، ثم خرج الدكتور زاهي حواس ونفى تمامًا تلك القصص وأنه لا يوجد دليل عليها.

(علي جمعة: مصر أرض الأنبياء)

(زاهي حواس: لا يوجد دليل)


من أين بدأ الاختلاف بين القصص الدينية والتاريخ أصلًا؟

بحسب دراسة نشرتها مجلة جامعة كامبيردج، فالاختلاف بين القصص الدينية والتاريخ خارج من أصل التاريخ ومن أصل الدين.

1- التاريخ

هو علم يتضمن نوع معين من تشغيل العقل، والتفكير في الزمن، وفي فاعلية البشر، ويدور حول السجلات المادية التي تركها الأقدمين؛ لكي توفر معلومات عن وجود البشر في مكان معين بمرور الزمن.

2- الدين

فهو مساحة تتضمن تعليق العقل. وتصديق ما ورد في الكتب الدينية دون البحث عن دليل أو إعمال العقل.

بالتالي يرى المؤرخون أنه لا يمكن الاعتماد في التاريخ على الرواية الدينية، ولا يمكن توكل مهمة التأريخ لرجال الدين.


ما المشكلة في توكل مهمة التأريخ لرجال الدين؟

لن يكون هناك مشكلة إن كانت الرواية مفتوحة زمانيًا أو مكانيًا. لكن تظهر الإشكالية في حالة تحديد نقط زمنية أو مكانية محددة. وهنا يأتي دور باحثي التاريخ أو الآثار لتوضيح مدى تطابق الرواية الدينية مع الحقائق التاريخية أو الأثرية.


هل تختلف القصص الدينية والتاريخ حقًا؟

بالتأكيد طبعًا. خاصة في الأحداث التاريخية التي ذُكرت بالتفاصيل في كتب مقدسة واكتشف باحثي التاريخ والآثار ما يثبت إن هذا الأمر من المستحيل حدوثه في هذا المكان والتاريخ.


هل يوجد أمثلة على الاختلاف بين القصص الدينية والتاريخ ؟

يوجد مثالين شهيرين جدًا.

1- شخصية يسوع المسيح

يقول الباحثون إنه لا يوجد دليل قاطع بأن شخصية يسوع المسيح نفسها حقيقية، ولا يوجد دليل أثري مباشر على وجود شخص باسم وتفاصيل يسوع أصلًا في الفترة المفترض ولادة المسيح فيها.

2- قصة خروج اليهود من مصر

المثال الثاني هي قصة خروج اليهود من مصر وفرعون موسى وكافة التفاصيل التي وردت في الروايات الدينية.

بحسب المؤرخون فالأدلة الأثرية تنفي حدوث تلك الوقعة بالتفاصيل الزمنية والمكانية التي وردت في الكتب المقدسة.


هل ينفي المؤرخون حدوث القصص الدينية بشكل قطعي أم حدثت لكن بشكل مختلف؟

هناك جدل بخصوص تلك النقطة.

بعض الباحثين يؤكدون على نفي تلك الأحداث بشكل قاطع، والبعض الآخر يقول إن الإشكالية هنا في غياب تحديد التواريخ الدقيق في حالة الخروج، أو إن غياب الأثر لا ينفي الوجود في حالة المسيح، ومن أبرز هؤلاء الباحثين هو الأستاذ المشارك في جامعة بيرديو، لورانس ميكيتيوك الذي برر غياب الآثار عن يسوع بأن “الفلاحين لا يتركون في العادة أثرًا وراءهم”.

إذا كتاب إلهي حدد حدث معين بزمن معين، فالطبيعي أن يُصدق المؤمن كتابه المقدس ويُكذب الباحث في التاريخ أو الآثار؛ لذا هناك بعض الدراسات التي اهتمت بمعرفة الاختلاف بين القصص الدينية والتاريخ

من منظور فيتجنشتاين فإن معنى الزمن في الروايات الدينية مختلف عنه في الروايات التاريخية. حيث يختلف إطار الوقت ومفهومه.

بالتالي فإن الدين يقدم سردية تاريخية غير حقيقة تاريخية؛ لأن الهدف مختلف. المطلوب من الرواية في الدين هو تقديم عبرة أو عظة، والمهم بالنسبة للأديان هو الفرق الذي يحدث في حياة أتباع الدين بعد معرفة الرواية وليس السياق الذي وقعث فيه الأحداث نفسها. بمعنى آخر: الرواية في الكتب الدينية تحتمل كثير من المجاز التي لا تحتمله الرواية التاريخية.


إن لم يكن الهدف هو التأريخ، لماذا أفرطت الروايات الدينية في سرد حكايات تاريخية؟

أشار الباحثو إلى أن الكتب الدينية مثل التوراة، استخدمت بعض تقنيات السرد بشكل نموذجي في تقديم المعتقدات والسلوك والتجارب بهدف الإيمان بها، وإدراك نعم الله أو عقابه للشخصيات، في النهاية من المفترض أن يؤمن القارئ بأن كل شيء يسير وفق الإرادة الإلهية. وبالتالي لم يكن المقصود من الرواية الدينية التأريخ.

شاهد أعمال دقائق أيضًا

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك