بين الممر و أغنية على الممر.. بطولة نادية الجندي وخيانة نور الشريف..تقييم ١٠ أفلام حرب| أمجد جمال

بين الممر و أغنية على الممر.. بطولة نادية الجندي وخيانة نور الشريف..تقييم ١٠ أفلام حرب| أمجد جمال

25 Jun 2019

أمجد جمال

ناقد فني

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

مع صدور فيلم الممر – أحدث الإنتاجات المصرية التي تتعرض للصراع التاريخي مع إسرائيل – كان لابد أن نسترجع أهم ما قدمته السينما المصرية حول هذا الموضوع.

عشرات الأفلام تدور بين قصص حقيقية وخيالية، في إطارات الحرب أو الجاسوسية أو الدراما الاجتماعية، اخترنا أهمها.


10- مهمة في تل أبيب

رغم تذيله القائمة، فهو ليس أسوأ ما قدمته السينما المصرية عن الصراع مع إسرائيل، خاصة لو قارناه بأفلام مثل “الكافير” أو “حائط البطولات” أو “يوم الكرامة.

قل ما شئت عن أداء نادية الجندي، لكنها تظل الظاهرة النسائية الأنجح والأعصى على التحليل في تاريخ السينما المصرية.

رغم عيوب الفيلم وتشنجاته، نجح مخرجه نادر جلال في صناعة تتابعات مثيرة ومطاردات متقنة بأقل الإمكانيات. أفضل منها ذلك التتابع حين تمشط قوات عسكرية مدينة أفريقية بحثًا عن صواريخ مصرية مخبأة كطُعم.

هل كانت مصر فعلًا ثاني دول العالم معرفة بالسينما؟ | أمجد جمال


9- بئر الخيانة

“عاش خاين ومات كافر”.. واحدة من الجُمل الأشهر في تاريخ السينما المصرية. لعل البعض يذكرها أكثر من عنوان الفيلم وأحداثه.

الأفلام التي تنتهي بمواعظ من هذا النوع تشعرك أن صناعها ليسوا على يقين أنهم أدوا واجبهم الفني لإيصال رسالتهم واضحة للجمهور دون تلقين، لكنها سمة متكررة في معظم تلك النوعية من الأعمال.

 ما يميّز الفيلم حقًا هو جرأة بطله نور الشريف كنجم صف أول محبوب يقبل دور البطل المخالف للعرف (anti-hero)، ويجسد شخصية الجاسوس الإسرائيلي الواعي بخيانته لوطنه دون تردد، في واحد من أفضل أداءاته.

* الفيلم مستوحى عن قصة حقيقية.

أكثر المقولات إلهامًا حول صناعة الأفلام


8- أبناء الصمت

للمخرج محمد راضي أفلام أخرى عن الحرب، بينها العمر لحظة 1978. يتشابه الفيلمان في كثير من تفاصيل القصة، وطبيعة الشخصيات ووظائفها، والأهم تشابه الرسالة: هناك من يضحون بأرواحهم على الجبهة، بينما يلهو آخرون في القاهرة.

أكثر ما صمد من العمر لحظة ألحان وموسيقى بليغ حمدي وأغنية بحر البقر بمشاهدها التي مازالت مؤثرة حتى اليوم. بخلاف ذلك، يتفوق أبناء الصمت في جماليات الصورة، بأسلوب الإضاءة السوداوي، والتكوين والديكورات المتقشفة، والجو العام الكئيب الذي اشتهر به راضي. ولعل ذلك سبب وجوده في قائمة أفضل 100 فيلم مصري تاريخيًا والتي أصدرها مهرجان القاهرة 1996، إضافة لتفوق تمثيلي لمجموعة شباب في طريقهم لتزعم نجومية المرحلة اللاحقة. عيبه الأكبر كان الاستسهال في تصميم المعارك.

أفضل طرق اختيار عنوان لفيلمك، وأنجحها في تاريخ السينما | أمجد جمال | دقائق.نت


7- الممر

رغم عيوبه التي ذكرناها تفصيلًا في مراجعة سابقة، وأغلبها متعلق بالقصة والحوار، لا زال الممر يمثل نقلة تقنية مهمة في معادلة الأكشن-الحربي، وليس كل الأفلام الحربية بالضرورة خاضعة لنوعية الأكشن بالمناسبة. كان باستطاعة شريف عرفة أن يصل بهذا الفيلم لنقطة أبعد على مستوى بقية العناصر الفنية، وحتى الرسالة التي بدت مشتتة لإبراز مواقف ما في عدد من القضايا المتفرقة، منها التاريخي والسياسي والاجتماعي.

يحقق الفيلم نجاحًا كبيرًا على مستوى الإيرادات، وهو أمر إيجابي لإنعاش اقتصاد السينما، وسينعكس على الحالة الإنتاجية في السنوات المقبلة. الدرس الواجب تعلمه أن تعطش الجمهور للتقنية يخفت بمجرد ظهور تقنيات أكثر تطورًا، وينبغي للخطوة التالية أن تجيب على سؤال: ماذا بعد التقنية؟

فيلم “الممر”.. شريف عرفة وضع الفن في كفة والذخيرة في الكفة الأخرى | أمجد جمال


6- ولاد العم

يتناول صراعًا مصريًا – إسرائيليًا في نهايات العقد الأول للألفية، أي فترة تتسم فيها العلاقات الرسمية بالتقارب في أغلب القضايا الإقليمية، وإن ظل الحاجز النفسي بين الشعوب، وهذا ما كان يستهدفه المخرج شريف عرفة.

ولاد العم فيلم حركة جيد الصنع على المستوى الفني. جاسوسية انتقلت من الحبر السري وموجات الراديو إلى الساتالايت والتتبع بالـ GPS.

يتفوق على الممر (لنفس المخرج) بإظهاره القوى المعادية للبطل متمتعة بالحد الأدنى من القدرة والحجة. لم يكن الانتصار عليهم عسكريًا أو فكريًا سهلًا؛ لدرجة ظهور كوميكس تستعجب في رفض سلوى الحياة مع زوجها دانيال في تل أبيب، التي بدت في تقدمها ونظافة شوارعها كمدن أوروبا!

5 تيمات سينمائية دمرتها تطبيقات الهواتف | أمجد جمال


5- الصعود إلى الهاوية

أول سيناريو يكتبه صالح مرسي عن ملفات المخابرات. استمد قوته من قوة القصة التي – عكس أعمال مرسي اللاحقة – لم تكن تصلح كدراما تلفزيونية بسبب الجرأة النوعية في عرض طبيعة الحياة الجنسية لشخصيته الرئيسية.

المادة الخام لقصة الجاسوسة هبة سليم (مديحة كامل) – على الورق وبدون أي محسنات درامية – تستطيع الصمود كواحدة من أكثر القصص إرباكًا وإثارة مما وصلنا عن الصراع المخابراتي.

هنا، نعود لأفلام البطل المخالف للعرف، وأسباب التفوق هو التدريج في مراحل سقوط البطلة تحت الإغواء. أهم نقاط التميز الإخراجي لكمال الشيخ أن جعلنا نشارك البطلة غربتها في عالمها الجديد.

 معظم أحداث الفيلم صورت بالخارج، ما جعل اللقطات الأخيرة ونحن نرى القاهرة من الطائرة تنجح عاطفيًا، لتُخلد جملة من عيار “دا النيل .. ودا الهرم .. دي مصر يا عبلة”.

من دفاتر صلاح أبو سيف.. الواقعية والرقابة والجنس والنقاد | أمجد جمال


4- الرصاصة لا تزال في جيبي

لكل حدث تاريخي كبير عدد من الأعمال الفنية التي تناولته، لكن يبقى دائمًا عمل واحد هو الأكثر ارتباطًا وتعبيرًا عنه. الرصاصة لا تزال في جيبي لا يزال هو الفيلم الحربي المرتبط بصورتنا الذهنية عن حرب أكتوبر 73 ويوم العبور. القصة التي كتبها إحسان عبد القدوس مليئة بالشجن والرومانسية، متميزة في وصل العام بالخاص، والواقع بالرمز بأسلوب حكي كلاسيكي، ومستوى تأريخي سلس عن الحرب وسهل الاستيعاب من كل الشرائح.

العبور يبدو أجمل على موسيقى عمر خورشيد. ومن نقاط القوة للفيلم أن سنة إنتاجه وثيقة القرب من زمن الحرب. يؤخذ أحيانًا على الفيلم طول زمن المشاهد الحربية، والاستعانة بالمواد التسجيلية، أراها نقطة قوة جعلت الفيلم مرجعًا بصريًا نهائيًا للحرب.

أساطير هوليوود يخوضون الحرب العالمية بسلاح الكاميرا (جزء 1)


3- إعدام ميت

القاعدة تقول إن دراما الجاسوسية تلمع أكثر في الدراما التلفزيونية. الاستثناء هو إعدام ميت للمخرج علي عبد الخالق، وتأليف إبراهيم مسعود.

لحسن الحظ، كان الموسيقار عمر خيرت في ذروة إلهامه في 1985، حيث ألف تيمات موسيقية في أفلام: خلي بالك من عقلك، وقضية عم أحمد، وإعدام ميت. الثلاثية ما زالت في صدارة روائع عمر خيرت، والمؤكد أن الموسيقى كانت سببًا مباشرًا لتفوق هذا الفيلم، إضافة لأداء تمثيلي استثنائي من مجمل الكاست، وتفوق خاص لمحمود عبد العزيز المكلف بمهمة تمثيلية متعددة الطبقات. ويحيى الفخراني بدور “أبو جودة” ضابط الموساد الأخف ظلًا والبعيد عن الكليشيهات.

حبكة ذكية وفيلم مرح رغم جدية موضوعه. أكثر ما يثير في الحبكة هي حالة التباري المباشر بين طرفي الصراع: “محيي بيهزر معايا”، “محيي بيتريأ عليا”، عبارات رددها بكثرة “أبو جودة” وهو يشير لتلاعب القيادة المصرية المتمثلة في الضابط محيي (فريد شوقي)، والعكس صحيح، هو صراع مخابراتي بطعم مباريات التنس بين “محيي” و”أبو جودة”.

كيف ربحت إسرائيل حرب أشرف مروان بجدارة في فيلم الملاك؟


2- الطريق إلى إيلات

حتى مطلع التسعينيات، انحصر صراع مصر – إسرائيل على شاشة السينما في تيمات الجاسوسية أو المعارك البرية أو الجوية. الطريق إلى إيلات أول أفلام بطولات القوات البحرية، خاصة وأن العملية كانت مفصلية في حرب الاستنزاف. أشيع أن الغارة الإسرائيلية على مدرسة بحر البقر كانت انتقامًا من عملية إيلات الثانية التي استوحتها هنا المخرجة إنعام محمد علي.

الفيلم صدر بعد بضع سنوات من أفلام تجارية عن الغطس: جحيم تحت الماء 1989، جزيرة الشيطان 1990، كسرت رهبة تكاليف التصوير تحت الماء، وأتاحت صناعة فيلم مُشرف، لكن بطابع حربي تاريخي.

إثارة المغامرات البحرية واحدة من أسباب تميز الفيلم، وأسلوب الحكي الخطي المنضبط يشبه الحياة العسكرية لأبطاله، حكي يطبق مفهوم الرحلة في فن القصة بحذافيره، بداية، تعريف، تحدي، رفض ثم قبول، عقبات في الطريق للهدف، الحبكة تتأزم كلما مر الوقت، شخصيات تتحول، الشجاع يصير جبانًا، والعكس، نهاية سعيدة لا تخلو من بعض مرارة التضحية.

مخرجة الفيلم في أفضل حالاتها الإبداعية، بجانب التميز على مستوى التصميم الإنتاجي بديكورات مقنعة جدًا للطرف الإسرائيلي، هي أيضًا تعطي دروسًا عن الحس بعنصر الزمن السينمائي، مشاهد الغروب والشروق، وتزامن خطوط درامية تدور بالتوازي في بلدان متفرقة لتصب تراكميًا في نفس الاتجاه، دون أن تفقدنا بوصلة المتابعة.

لو كان لأعماق البحر صوتًا فلن يكون سوى صولو الفلوت المنفرد في موسيقى ياسر عبد الرحمن للفيلم.

سينما المؤلف والمخرج.. الفن يتسع للجميع


1-أغنية على الممر

لعل الموسيقى العنصر الذي أهملته كل أعمال الحروب الساذجة باختذالها في كميات البارود وميزان الجثث.  في أغنية على الممر كان اللحن الموسيقي الذي ألفه – أحد الجنود المحاصرين – بطلًا على المستويين الرمزي أو الفعلي.

أغنية على الممر كانت مسرحية قبل تحولها لفيلم لعلي عبد الخالق في أولى تجاربه الإخراجية، ويمكن تصنيفه كأول وآخر فيلم حربي مصري مصنوع بالأسلوب الشاعري، وهو أسلوب نادر الوجود مع هذه التيمة حتى على مستوى السينما العالمية.

الغريب في عذوبة هذا الفيلم أنه من تأليف علي سالم، مؤلف الكوميديا المسرحية الصارخة مدرسة المشاغبين.

الملاحظ على مدار زمن الفيلم أنه لم يظهر أي جندي إسرائيلي على الشاشة على مرأى البصر، وكأن صناع الفيلم انشغلوا بمفهوم التهديد للوطن، وحتمية الدفاع عنه، بغض النظر عن هوية المعتدي، وهو طرح أرقى وأنبل وأقل تقيدًا بالسياق التاريخي وأقل أدلجة للصراع. ما سيتناسب مع مواقف وآراء مؤلف الفيلم المؤيدة بقوة لاتفاقية السلام فيما بعد. وكأن من واقعوا الحرب وعبّروا عن أهوالها، كانوا الأقدر على استيعاب الدرس الأول من الحروب، وهو عدم تكرارها.

40 عامًا من معاهدة السلام.. ماذا واجه السادات؟ وماذا جنت لمصر؟ | س/ج في دقائق


رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك