عقد المراهقين.. كيف خطف الجيل الجديد صناعة الحدث؟ وهل كان هذا إيجابيا؟ | س/ج في دقائق

عقد المراهقين.. كيف خطف الجيل الجديد صناعة الحدث؟ وهل كان هذا إيجابيا؟ | س/ج في دقائق

26 Dec 2019
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

* سيلفي رئيس السلفادور على منصة الأمم المتحدة كان كاشفًا لما يحدث في الميديا الجديدة. الحدث ليس مهمًا.. المهم كيف سيصل للجيل الجديد.

* ثلث سكان الكوكب أقل من 20 عامًا. أكثر من نصف العالم متصل الآن بالإنترنت.. هنا بات الإنفلونسرز واليوتيوبرز أهم صناع الرأي.

* بين 2009 و2018، انخفضت نسبة المراهقين (15-16 عامًا) الذين يقرؤون الصحف من 60٪ إلى 20٪ تقريبًا، وفق برنامج تقييم الطلاب الدولي (بيزا).

* نحو 80٪ من الجيل الجديد الناطق بالعربية ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عامًا يحصلون على أخبارهم من السوشال ميديا. النسبة كانت 25٪ فقط 2015. الأولوية لفيسبوك في مختلف أنحاء المنطقة، وإن كان سناب شات يهيمن في دول الخليج، خاصة السعودية.

* الميديا التقليدية والسياسيون في أزمة.. لا يدركون أهمية التواصل مع الجيل الجديد.. إن أدركوا لا يجيدون تقديم الخطاب، وإن أجادوا هرب المستخدمون لساحة أحدث.

* أخبار حرائق الأمازون قدمت صورة مصغرة حول إمكانية تطويع الميديا الجديدة لخدمة أهداف مضللة.

* حين خضع فيسبوك للتدقيق تخلى عنه المراهقون. الاهتمام تحول إلى إنستجرام وواتساب ويوتيوب وسناب شات. تشير دراسة “بيو” إلى أن أكثر من 70٪ يستخدمون إنستجرام، بينما 85٪ يستخدمون موقع يوتيوب. لتضيف دراسة أخرى لـ “كومون سينس” أن 69٪ يشاهدون مقاطع فيديو لنحو سبع ساعات ونصف يوميًا، معظمها على يوتيوب.

 

س/ج في دقائق


كيف تغير تفاعل الجيل الجديد مع الأحداث؟

سيلفي رئيس السلفادور الشاب ناييب بوكيلي على منصة الأمم المتحدة قدم موجزًا بليغًا عن التغيير الضخم الذي شهدته صناعة الحدث في العقد المنصرم، حيث لم يعد لخطابات السياسيين ولا الأخبار التي تقدمها مؤسسات الميديا التقليدية أثرًا يذكر في تحريك مسار الجيل الجديد. بوكيلي كان حريصًا على التقاط صورة مثالية أكبر من اهتمامه بمضمون خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر. قال إن عدد من سيشاهدون السيلفي بمجرد مشاركتها أكبر كثيرًا ممن سيستمعون للخطاب.

سلوك مماثل انتهجته المرشحة المحتملة عن حزب الديمقراط للرئاسة الأمريكية 2020 ماريان ويليامسون حين قالت إنها تقيس نجاحها الخطابي بـ “الميمز” التي تتحدث عنها. كذلك، اعتبر منافسها أندرو يانغ، مقابلته مع اليوتيوبر جو روجان – الذي تجذب قناته 6.96 مليون مشترك – أن حملته الرئاسية تنقسم إلى ما بعد الحلقة – التي شاهدها مليون شخص خلال يومين – وما بعدها.

نمط استخدام مختلف كليًا

الإيكونوميست تقول إن هذا السلوك يتفهم تمامًا كيف يستقبل المراهقون والشباب في أوائل العشرينيات من أعمارهم الأخبار حاليًا، اعتمادًا على منصات السوشال ميديا الأحدث بشكل كامل.

دراسة أجريت على مراهقين أمريكيين وبريطانيين بتكليف من معهد رويترز لدراسة الصحافة كشفت إن الجيل الجديد انتقائي حتى في شكل تأثير الميديا عليه. يهتمون فقط بأثر ترك تلك الأخبار عليهم كأفراد لا على المجتمع ككل.

هذا النمط يمنح شكل تقديم الأخبار أهمية أكبر من محتواها، وحبذا لو كانت بصرية. يقول مراهق أمريكي: “أشعر أن الأمر ممل إذا كان مقالًا. إذا كان مقطع فيديو، فسيكون جذابًا للغاية”.

الخبر لا يصل إلى الجيل الجديد من صناع الميديا مباشرة. يخضع لمرحلة وسيطة، إما بإضافة تعليق أو تحويله إلى فكاهة، أو حتى بفلترته قبل تمريره للجموع عبر شخصيات يتابعها عدد ضخم من الجيل الجديد لكنها غير معروفة لدى عامة الناس.

جريتا ثونبرج.. دليل اليسار لإنتاج جماعات الكراهية | مينا منير


تغيير عالمي.. لماذا يجب أن يخيف صناع الميديا التقليدية؟

الميديا التقليدية اعتادت استبعاد عادات الجيل الجديد في تحديد أولوياتها باعتبار أن معظمهم لا يملك حق التصويت، وقدرتهم الشرائية محدودة، وربما لا يملكون معلومات كافية. لكن هذا الاستبعاد لم يعد في محله، والمنطقة الناطقة بالعربية ليست استثناءً. . 

بين 2009 و2018، انخفضت نسبة المراهقين (15-16 عامًا) الذين يقرؤون الصحف من 60٪ إلى 20٪ تقريبًا، وفق برنامج تقييم الطلاب الدولي (بيزا).

نحو 80٪ من الجيل الجديد الناطق بالعربية ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عامًا يحصلون على أخبارهم من السوشال ميديا. النسبة كانت 25٪ فقط 2015. الأولوية لفيسبوك في مختلف أنحاء المنطقة، وإن كان سناب شات يهيمن في دول الخليج، خاصة السعودية.

إحصاءات إضافية مهمة

مبادئ الميديا الجديدة سارية في شتى أنحاء العالم، فقط باختلاف بعض التفاصيل أو المنصات. واعتماد الجيل الجديد على الميديا التقليدية بات أقل بدرجة يجب أن تثير مخاوف صناعها على قدرتهم على البقاء بحد ذاته.

ثلث سكان الكوكب أقل من 20 عامًا. أكثر من نصف العالم متصل الآن بالإنترنت. وعادات الجيل الجديد باتت تحرك بيزنس ملياري، مثل شراء فيسبوك لإنستجرام في 2012 أو محاولته الفاشلة لشراء سنابشات في العام التالي.

ووفقًا لمركز بيو للأبحاث، 95٪ من المراهقين الأمريكيين لديهم إمكانية الوصول إلى هاتف ذكي و45٪ متصلون بالإنترنت بشكل دائم تقريبًا.

في بريطانيا، دراية الشباب الأصغر سنًا بعلامة بي بي سي التجارية أقل كثيرًا مقارنةً بيوتيوب أو نتفليكس. ووفقًا لـ أوف كوم، الجهة المنظمة لوسائل الإعلام في البلاد، ستواجه بي بي سي تهديدًا لاستدامتها في المستقبل إذا لم تتمكن من جذب الشباب بشكل كاف.

ثلثا المراهقين الكوريين الجنوبيين يعتمدون على الإنترنت لاكتشاف ما يحدث   في العالم، 97٪ منهم يعتمدون على بوابة ومحرك بحث “نافر”. وفي الهند، اهتمام الجيل الجديد بـ “تايمز أوف إنديا” مقارنة بالأكبر سنًا يصل إلى النصف؛ إذ يفضلون مقاطع الفيديو وأخبار بوليوود.

هنا يجب على السياسيين وصناع السياسات ومسؤولي الميديا التقليدية الانتباه إلى عادات الجيل الجديد في التعامل مع منتجاتهم؛ باعتبار أن مراهقي اليوم سيحددون مستقبل السياسة والاقتصاد في المستقبل القريب.

الاحتجاجات تشعل العالم فجأة.. هل من نظرية موحدة للتفسير؟ | س/ ج في دقائق


قوة الصوت العالي.. كيف شكلت طبيعة الوسائل الجديدة؟ وأين خطورتها؟

يدرك المراهقون أن التكنولوجيا تمنحهم قوة ضخمة. الإيكونوميست تنقلت عن مراهقين قولهم إن الأنشطة الإلكترونية باتت أبسط الطرق لتقديم أنفسهم بشكل رائع لأقرانهم من الجيل الجديد الذي يتابع التطورات في مناطق نائية من العالم في الوقت الفعلي لحدوثها، وبتمريرة بسيطة عبر الهاتف الذكي.. لكن الثمن فادح أحيانًا، كما حدث في حرائق الأمازون.

 

المعلومات المضللة تغزو الميديا الجديدة

في حرائق الأمازون مثلًا، كان كل من يملك حساب إنستجرام في العالم يعرف بحلول أواخر أغسطس أن “غابة الامازون المطيرة – الرئة التي تنتج 20٪ من أكسجين كوكبنا – تشتعل”، كما كتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. في نفس اليوم نشرت ناشونال جيوغرافيك (126 مليون متابع) عن حرائق الأمازون، كما فعل ليوناردو دي كابريو (38 مليونًا) ومشاهير آخرون من ذوي المتابعات المليونية. بعد يومين، أشعلت ناسا (51 مليونًا) لهيب إنستجرام بصورة جديدة ملتقطة بالقمر الصناعي.

أخبار حرائق الأمازون تجاوزت محاولات الميديا التقليدية لتجاهلها – وفق اتهام الجيل الجديد – لكن الاهتمام فتح باب التربح من الكارثة؛ حسابات جمعت التبرعات، وأخرى وعدت بزرع شجرة مقابل كل “لايك”، ومعلومات مضللة فندتها الصحف التقليدية لاحقًا، وبينها تأكيد ماكرون أن الأمازون تنتج 20٪ من أكسجين العالم.

مع ذلك، يصر مستخدمو الجيل الجديد على أن أخبار حرائق الأمازون لم تنل حقها في تغطية الميديا التقليدية. ويرون أن مصدر التغطية الوحيد كان ما ينشره أقرانهم.

هذا يفتح الباب للحزبية والتضليل. منشورات حرائق الأمازون كانت مليئة بالأخطاء. مشاهير السوشال ميديا واليوتيوبرز الآخرون متهمون دائمًا بإبداء تعليقات ملتهبة أو تقديم أعمال بلا طعم. الميمات في كثير من الأحيان تحيل أفكارًا بلا أرضية إلى حقائق. يقول العديد من المراهقين إنهم يعرفون كل هذا، لكن التكرار الهائل يكفي لإقناع البعض. يصدق آخرون المعلومات فقط إذا كانت تأتي من حسابات تم التحقق منها. لكن كثيرين يثقون بها طالما أنها تأتي من أصدقائهم.

القلق أكبر للمجتمعات. اليوتيوبرز ومشاهير إنستجرام لا يلتزمون بقواعد الميديا التقليدية بخصوص مدونات السلوك، أو الموضوعية، أو المنفعة العامة، ما ينقل قوة المعلومات الهائلة تمامًا إلى من لا ترغب الحكومات والمؤسسات في امتلاكهم لها.

هل الأمازون تنتج ٢٠٪ من أكسجين الأرض أم صفرا ٪ | س/ج في دقائق


هل انتقال الميديا التقليدية لساحات الجيل الجديد يحل المشكلة؟

العديد من وسائل الميديا التقليدية انتقلت فعلًا إلى ساحات تحظى باهتمام الجيل الجديد. لكن الطريقة لم تبد مجدية في معظم الحالات، ولأسباب عديدة:

 

مشكلات في الميديا.. وأخرى في الجمهور

إهدار قيمة العلامة التجارية

إحدى نتائج الاعتماد على الوسائط الجديدة أن الوسيط بات أكثر أهمية من مصدر الخبر. الولاء بات لواتساب أو إنستجرام وليس لعلامة بعينها من وسائل الميديا.

تقرير أوف كوم البريطانية وجد أن نمط الاستهلاك هذا يقلل اهتمام المستخدم بمعرفة مصدر الخبر. بعض الأشخاص من الجيل الجديد في بريطانيا ليس لديهم ارتباط وثيق بعلامة بي بي سي؛ باعتبارها “مجرد واحد من عديدين يقدمون الأخبار عبر الإنترنت”.

تكييف الخطاب القديم

سامهيتا موخوبادهياي، مسؤولة Teen Vogue، تقول إن الجيل الجديد “معقد للغاية في كيفية التعامل مع الميديا”. ويضيف هوارد ميتمان، المدير التنفيذي لشركة Bleacher، إن شركته نجحت عبر منصات الجيل الجديد لأنها تجنبت ضخ نمط نجح في وسيط قديم إلى وسائط العصر الرقمي، لكن شركات أخرى انتقلت لتلك الوسائط كـ “من اشترى سيارة مكشوفة بلون سيئ، أو ارتدى ملابس رائعة لكنها لا تناسبه”.

نفوذ أكبر لصناع الميديا الجديدة

الأخبار الآن لا تأتي فقط من الميديا التقليدية. حتى صناع “الميمز” أو اليوتيوبرز باتوا يتمتعون بنفوذ.

يفضل الجيل الجديد إقامة علاقة مع مصادرهم، ويبحثون عن “مستوى ذاتية يتيح لهم اليقين من أن مقدم المحتوى يحدثهم مباشرة”.

الجيل الجديد يفضل الحصول على أخباره من أقرانه، ولو عبروا عن رأيهم الشخصي وبمعلومات قد لا تكون دقيقة.

الهروب لساحات أحدث

الانتخابات الأمريكية 2016 كانت نقطة فاصلة. عندما خضع فيسبوك لتدقيق شديد لدوره كمنصة لتوزيع الأخبار، انصرف عنه الجيل الجديد في الغرب، باعتباره “بات لكبار السن”. الأمر ينطبق على تويتر لأنه مليء بالصحفيين والسياسيين (ودونالد ترامب). حتى المواقع التي تركز على الشباب مثل BuzzFeed لم تعد مهمة بما يكفي.

يتخلى المراهقون عن المنافذ التي رحبوا بها منذ بضع سنوات فقط عندما يغزوها الكبار.

الاهتمام تحول إلى إنستجرام وواتساب ويوتيوب وسناب شات. تشير دراسة “بيو” إلى أن أكثر من 70٪ يستخدمون إنستجرام، بينما 85٪ يستخدمون موقع يوتيوب. لتضيف دراسة أخرى لـ “كومون سينس” أن 69٪ يشاهدون مقاطع فيديو لنحو سبع ساعات ونصف يوميًا، معظمها على يوتيوب.

بي بي سي دائمًا في خطر.. لكن النهاية تقترب أكثر


هل يمكن بث مقطع مسجل على فيسبوك لايف.. كأنه يحدث على الهواء مباشرة؟| الحكاية في دقائق

كارثة حقيقية تضرب الإنترنت في جمعة فيسبوك السوداء.. أين الحل؟


رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك