لا يملك مايلز أي مؤهلات علمية.. يزعم أنه اكتسب خبرة بالدراسة الذاتية، وتوصل إلى تكنولوجيا للتدخل في تعديل الطقس، منطلقًا من إيمانه بعدم وجود مشكلة تواجه البشرية بلا حل.
نجح مايلز في الوصول إلى عملاء بالفعل في ولاية فيكتوريا الأسترالية، الذين وقعوا معه عقودًا لهطول الأمطار على مزارعهم التي ضربها الجفاف مقابل ربع مليون دولار.. العقود تغطي فترة 3 أشهر.
في 2006، حذرت وزارة الصناعات الأولية في فيكتوريا من مايلز الذي يخدع المزارعين، فأعاد مايلز تسمية شركته، وحدث موقعها على الإنترنت، ثم زاد الدعاية بنشر إعلانات على صفحة كاملة في الصحف الإقليمية.
رئيس اتحاد المزارعين في فيكتوريا ديفيد يوشينك وصف مايلز بـ "بائع زيت ثعبان"، وحث المزارعين على عدم التعامل مع شركته.
نائب رئيس لجنة المنافسة والمستهلكين الأسترالية ميك كيو قال إن اللجنة لا تملك شيئًا للتعامل مع شركة مايلز.
"لا يمكن تقديمه للمحاكم.. ستطلب المحكمة إثبات أنه لا يوجد أساس لمزاعمه، وهذا صعب للغاية"، يضيف ميك كيو، الذي يعتبر السلوك الأمثل للتعامل مع تلك الحالة هو تثقيف المستهلكين على أوسع نطاق.
بيتر، كان أحد المزارعين الذين وقعوا عقودًا مع مايلز.. يصفه بصديق يقدم قلبه لأولئك الذين يكافحون في معركة الجفاف.
لم يكشف بيتر عن المبلغ الذي دفعه لمايلز بسبب اتفاقات السرية، لكنه كان سعيدًا بالاستثمار.
الدليل موجود.. فقط ألق نظرة على توقعات الطقس، راقب الزيادة الكبيرة في كمية المطر، واعترف أن الفضل يعود لمايلز، يقول بيتر، الذي يؤكد أن جودة المحاصيل الحادث حاليًا ليس له سابقة في المنطقة على الإطلاق.
يعترف بيتر أن أمطار مايلز لا تسقط أحيانًا في مواعيدها المحددة، لكنه مقتنع بتفسير مالك الشركة الذي قال إنه يتعامل مع العديد من العوامل لتعديل الطقس، الخطأ "الوارد" في أحدها قد لا يأتي بالنتيجة المطلوبة.. حينها تسقط الأمطار في مكان آخر.
يهاجم بيتر منتقدي مايلز الذين يرفضون الاعتراف بالدليل الماثل أمام أعينهم، فيذمون المانح بدلًا من اقتناص الهدية.
الفيزيائي مارتن سيفور راجع موقع مايلز الإلكتروني، فوجد فيه إنه يستخدم "الموجات الكهرومغناطيسية العددية" لمعالجة الطقس.
يقول سيفور: "إنه لا يوجد لا يوجد شيء من هذا القبيل".
يضيف: "لقد أخذ بضع كلمات وجمعها وجعلها تبدو علمية إلى حد ما، لكنها بلا معنى"
"لقد قضيت حياتي المهنية بأكملها، وجزءا كبيرا من حياتي قبل ذلك، تعلمت عن الفيزياء وأستطيع أن أقول للناس إنه لا توجد أي صلاحية علمية على الإطلاق لأي شيء يقوله هذا الشخص."
اعترف مايلز بأن المصطلحات تبدو "غير منطقية"، لكنه تمسك بأهمية إخفاء تقنيته.
يرفض مايلز الكشف عن تفاصيل اختراعه، ويقول إنه سيبقيه في نطاق السرية كي لا يمثل تهديدًا عالميًا.
"قد يتحول إلى سلاح لو كشفنا سره.. لم نحاول الحصول على براءة اختراع كي لا نذيع تفاصيله"، يضيف مايلز.
"حاولنا تقسيم أسراره على مواقع متعددة كي لا ينكشف.. تمامًا كتركيبة الكوكاكولا.. ليستغلوا هذا للتشكيك في الاختراع كما يريدون.. إنها سذاجة".
دليل مايلز على صحة اختراعه هو هطول الأمطار الذي يتجاوز توقعات هيئة الأرصاد الجوية، مشيرًا إلى أن معدل هطول الأمطار في مايو ويونيو كان أعلى من المتوسط.
بروفيسور الأرصاد في جامعة ملبورن تود لين يقول إن هطول الأمطار "أصعب ما يمكن التنبؤ به"، معتبرًا أن التنبؤ بنسبة 60% يعني أن فرصة قائمة بـ 40% لعدم سقوط أمطار، وأن التوقعات الموسمية غالبًا تكون غير دقيقة.