في إحدى قاعات الأكاديمية الملكية للعلوم، جلس جمهور غفير بانتظار متابعة تجربة فريدة. الفيزيائي جون أمبروز فلمنج ينتظر استقبال رسالة مرسلة عبر نظام التلغراف اللاسلكي بعيد المدى أرسلها الفيزيائي جولييلمو ماركوني من على بعد 300 ميل؛ في محاولة لإثبات أن رسائل شفرة مورس يمكن إرسالها لاسلكيًا عبر مسافات طويلة.
بدأ استقبال الرسالة بالفعل، لكن النص كان مختلفًا كليًا: “فئران.. هناك زميل إيطالي خدع الجمهور بشكل لطيف نسبيًا”.
الأمر انكشف سريعًا بإعلان المخترق عن هويته بفخر. شركة التليغراف الشرقية جندت الساحر والمخترع البريطاني نيفيل ماسكيلين.
لم تكن موجة الإرسال خاصة كما أرادها ماركوني، أثبت ماسكيلين للجميع أنه يمكن اعتراضها، وحتى التدخل في محتواها.
خلال الحرب العالمية الثانية، كانت ألمانيا النازية تضمن سيطرة دول المحور بفضل جهاز الإنجما، وهي آلة تشفير معقدة جدًا مكنتها من تداول الرسائل المشفرة مع كل فرقها العسكرية والمخابراتية في أي مكان في أوروبا.
الشفرة كانت تتغير كل صباح، وتحتاج سنوات طويلة لفكها، لكن خبير الرياضيات آلان تورينج تمكن ببراعة من اختراع آلة تحمل اسمه، خفضت زمن فك الشفرة إلى 20 دقيقة فقط، ما منح الاستخبارات العسكرية البريطانية القدرة على فك رسائل ألمانيا المشفرة، وبالتالي مراقبة تحركات هتلر وخططه.
تأسس نادي فوضى الحاسوب في ألمانيا، كأول تجمع معروف لقراصنة حواسب في التاريخ، وأعلن عن نفسه لاحقًا عبر عملية بنك هامبورج؛ إذ اكتشف مؤسسا النادي ثغرة مكنتهما من الوصول إلى كلمة المرور الخاصة بتعاملات البنك المالية، فحولا أموال البنك إلى حساب تبرع خاص، لكنهم أعادوها للبنك علنًا في اليوم التالي، ونبها إدارته للثغرة، لتصيح العملية أول سرقة إلكترونية.
النادي يعرف نفسه حاليًا بمجموعة تسعى جاهدة لضمان حرية تداول المعلومات، والشفافية الحكومية، وحق الإنسان في الاتصال، ودعم مبادئ أخلاقيات القراصنة الإلكترونيين، ومحاولة إيصال أجهزة الكمبيوتر والبنية التحتية التكنولوجية المجانية للجميع.
ويستضيف النادي المجلس السنوي لفوضى الاتصالات، وهو أكبر تجمع للقراصنة في أوروبا، ومخيم اتصالات الفوضى للقراصنة من جميع أنحاء العالم مرة كل أربع سنوات.
خطوط الغاز السوفييتي في صحراء سيبيريا تتعرض لما وصف بأكبر انفجار غير نووي في التاريخ البشري. سبب الانفجار كان ببساطة اختراق أمريكي لأنظمة إلكترونية استولى عليها الاتحاد السوفييتي من كندا للتحكم في الخطوط،
طور روبرت تابان موريس أول برمجية خبيثة بهدف معرفة حجم الإنترنت، عن طريق تحديد عدد الأجهزة المتصلة به. أصابت “دودة موريس” 10% من أصل 60 ألف جهاز كان متصلًا بالإنترنت وقتها.
عدل موريس بعد ذلك كود برمجيته لتنسخ الدودة نفسها على أجهزة الحواسيب التي تضربها في ساعات محدودة.
احتاجت عمليات استعادة البيانات وإعادة تنظيمها عدة أيام، ووصلت تقديرات إصلاح الأضرار ما يتراوح بين 100,000 إلى مليون دولار.
ألقي القبض على موريس، وعاقبته إحدى المحاكم الأمريكية بالمراقبة لمدة ثلاث سنوات، و400 ساعة في خدمة المجتمع و10 آلاف دولار غرامة، ليصبح أول شخص يحاكم بموجب قانون الاحتيال الإلكتروني الأمريكي.
لم تخل عمليات القرصنة الإلكترونية من بعض الأمور الطريفة. كيفين بولسن استخدم قدرته على القرصنة الإلكترونية للفوز بسيارة بورش في مسابقة إذاعية، إذ اخترق شبكة الهاتف وحجب المكالمات عن إذاعة محلية؛ لضمان فوزه بالجائزة، وهو ما حدث، لكن الحيلة اكتشفت لاحقًا، ليقضي 5 سنوات في السجن
الولايات المتحدة تتعرض لهجوم الكتروني ممنهج ينجح في السيطرة على أكثر من 500 نظام كمبيوتري خاص وحكومي. الاستهداف شمل أجهزة الكمبيوتر التي تعمل بنظام التشغيل سولاريس المتفرع من يونكس.
أشارت أصابع الاتهام فورًا لهاكرز عراقيين، لكن تحقيقات مكثفة تعاونت فيها عدة جهات كانت مثيرة للدهشة، فمن شن الهجوم الذي أثر بشدة على البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات في الولايات المتحدة لم يكونوا إلا ثلاثة مراهقين من كاليفورنيا.
جوناثان جيمس، صبي لم يتجاوز 15 عامًا يتمكن من اختراق أجهزة الكمبيوتر التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية، وتثبيت “باب خلفي” على خوادمه، سمح له باعتراض آلاف الرسائل الإلكترونية الداخلية من مختلف المؤسسات الحكومية، بما في ذلك تلك التي تحتوي على أسماء المستخدمين وكلمات المرور لأجهزة كمبيوتر عسكرية مختلفة.
باستخدام المعلومات المسروقة، كان جيمس قادرًا على سرقة جزء من برنامج ناسا، مما أدى إلى توقف النظام لمدة ثلاثة أسابيع. الأخطر أن البرمجيات المسروقة كانت تتعلق بالتحكم في أجواء غرفة المعيشة في المحطة الفضائية الدولية.
في نفس العام، ظهر فيروس ميليسا، وهو فيروس ماكرو ينتشر عبر البريد الإلكتروني، وكان يخترق أجهزة الكمبيوتر في صورة مستند نصي، ويقوم بتحميل مواقع إباحية على كمبيوتر الضحية ثم يرسل نفسه إلى آخرين عن طريق عناوين البريد الإلكتروني المسجلة على الكمبيوتر الأول.
وتسبب الفيروس في خسائر بعشرات ملايين الدولارات، رغم أنه لم يكن مصممًا لإلحاق أضرار. نتيجة لهذه الهجمة، حققت برامج مكافحة الفيروسات مبيعات قياسية في ذلك العام.
صبي لم يتجاوز 15 عامًا يطلق هجومًا سيبرانيًا على عدة مواقع تجارية بارزة، بينها أمازون وإي باي وياهو وسي إن إن، ليكلفها خسائر تقترب من 1.2 مليار دولار.
هجوم سيبراني معقد يستهدف الإنترنت مباشرة! للمرة الأولى في تاريخ الهجمات المماثلة، استهدف المخترقون لمدة ساعة كاملة الخوادم الـ 13 بشكل مباشر. لم يتأثر معظم المستخدمين حينها، لكن الهجوم كان يهدد بإسقاط الخدمة بشكل كامل لو صمد المهاجمون لفترة أطول.
في ذلك الوقت، وصفت السلطات الفيدرالية الأمريكية الهجوم بأنه الأكبر والأكثر تعقيدًا في التاريخ.
أمطار التيتان كان الاسم الذي استخدمته الحكومة الأمريكية لوصف هجمات إلكترونية منسقة ودقيقة استهدفت حواسبها على مدار ثلاث سنوات، تعتقد أن مصدرها كان الصين، فيما يوصف بأول عملية ضخمة تتورط فيها دولة في رعاية عمليات القرصنة الإلكترونية
القبض على هاكر روماني اخترق 150 جهاز حاسب آلي للحكومة الأمريكية، بينها حواسب مراكز ناسا، التي وجدت نفسها مجبرة على حجب رسائل البريد الإلكتروني قبل إطلاق المركبات الفضائية خشية اختراقها.
حادثان متزامنان أرخا لمرحلة جديدة ومهمة في تاريخ القرصنة. حاسبات الحكومة الإستونية تتعرض لهجمات واسعة بهدف حجب الخدمة عنها بعد جدال مع روسيا بشأن إزالة نصب تذكاري، في ما يصنف بأول عملية كبيرة يشتبه في تورط قراصنة روس مدعومين من الدولة بها. الحادث الثاني يتعلق باختراق قراصنة يشتبه في تبعيتهم للجيش الصيني في اختراق قواعد بيانات البنتاجون، ما حجب الخدمة عن مكتب وزير الدفاع نفسه.
خلال الحملات الدعائية للانتخابات الرئاسية الأمريكية، تمكن هاكرز مجهولون من اختراق حواسيب حملتي باراك أوباما وجون ماكين، ونشروا البيانات والمعلومات التي حصلوا عليها. الاختراق استمر شهورا، واعتمد على إرسال ملف وهمي باعتباره أجندة اجتماعات لقيادات الحملتين، ليثبت نفسه على الأجهزة. لم يتم كشف الاختراق وإيقافه إلا بتدخل إف بي آي. ولم تكشف واشنطن عن هوية المهاجمين إلا في 2013، حيث أعلنت أنهم صينيون، وفتحت الملف في مباحثات مع بكين.
في نفس العام، مجموعة هاكرز أنونيموس يشنون هجومًا واسع المدى شمل أكثر من 500 هجمة على خوادم الكنيسة العلموية كجزء من حركة النشاط السياسي ضد الكنيسة.
جوجل تكتشف اختراقًا واسع المدى يستهدف نسختها في الصين، لتدرك لاحقًا أن حسابات البريد الإلكتروني التابعة لنشطاء حقوقين صينيين، وكذلك لمدافعين عن حقوق الإنسان من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تعرضت لدخول غير قانوني بشكل روتيني، لتضطر لاحقًا للانسحاب من السوق الصيني.
اختراق شبكة PlayStation وتسريب بيانات أكثر من 77 مليون مستخدم بما فيها بيانات بطاقاتهم الائتمانية, قدرت الخسائر من هذه الهجمة بنحو 2 مليار دولار، واستمر تأثيرها لـ 24 يومًا متواصلًا حتى تمكنت سوني من حل المشكلة.
ياهو تتعرض لاختراق ضخم، اضطرت للإعلان عنه متأخرًا في 2016. الشركة أعلنت “على مراحل” أن الهجوم طال بيانات نحو 3 ملايين مستخدم.
جي بي مورجان، أكبر البنوك الأمريكية، يتعرض لهجوم سيبراني ضخم طال حسابات 76 مليون أسرة و7 ملايين مؤسسة صغيرة. ما هو مؤكد أن المتسللين تمكنوا من الوصول إلى أسماء وعناوين وأرقام هواتف ورسائل البريد الإلكتروني لأصحاب الحسابات، لكن لم يظهر أي دليل على وصولهم لكلمات المرور أو أرقام الضمان الاجتماعي.
هجمات إلكترونية تطال قاعدة بيانات الناخبين الأمريكيين، وأنظمة الحزب الديمقراطي، والبريد الإلكتروني للمرشحة هيلاري كلينتون وحملتها الانتخابية. التحقيقات ما زالت مستمرة حتى الآن، لكن أصابع الاتهام موجهة إلى وكالة الاستخبارات العسكرية الروسية.
فيسبوك يعلن في سبتمبر اختراق نحو 50 مليون حساب بسبب ثغرة أمنية. تمثل وظيفة “View As” في فيسبوك إحدى وظائف خصوصية المستخدم التي تسمح للناس بمشاهدة كيف يبدو مظهر صفحتهم للآخرين، ويظهر لهم أي معلومات يمكن أن يشاهدها أصدقاؤهم، وأصدقاء أصدقائهم، أو الجمهور العام.
وقالت إدارة الموقع إن المهاجمين وجدوا ثغرات في هذه الوظيفة سمحت لهم بسرقة رموز دخول فيسبوك، التي يمكن أن يستخدموها لاحقا للسيطرة على حسابات الآخرين.
ألان تورنج.. عبقري الحرب العالمية الثانية المنسي والمثلي المنتحر
ألغاز الـ GRU تتواصل.. ماذا نعرف عن استخبارات روسيا العسكرية؟
كارثة حقيقية تضرب الإنترنت في جمعة فيسبوك السوداء.. أين الحل؟
روسيا وانتخابات أمريكا: هل تواطأ ترامب؟ هذا هو السؤال القادم
إنفوجرافيك تفاعلي| 3 اتهامات قانونية تهدد رئاسة ترامب