يُعتقد باحثون أن السبب وراء الانتشار الأسرع للعدوى في جنوب شرق إنجلترا، ظهور سلالة جديدة من فيروس كورونا – سبق لها أن ظهرت في بلاد أخرى.
هذه ليست المرة الأولى التي تظهر فيها سلالة متحورة من كورونا منذ بداية الوباء. رصد الحالات يقودنا إلى أن السلالة الأصلية للفيروس، التي اكتشفت لأول مرة في ووهان، بدأت في الاختفاء مع ظهور أنواع جديدة.
كورونا تحور إلى 7 سلاسلات على الأقل خلال انتشاره في العالم، لكن هذا لا يقلق العلماء لأن العلاجات التي نطورها، بما في ذلك اللقاح، قد تكون فعالة ضد جميع سلالات الفيروس.
لمزيد من التفاصيل عبر:
س/ج في دقائق
هل حدوث طفرات للفيروسات عمومًا – كورونا خصوصًا – كارثي؟
الطفرات التي تمر على الفيروسات ليست بالضرورة أمرًا سيئًا. أي فيروس يتحور عندما يتصل بمضيف، فيصنع نسخًا جديدة من نفسه يمكن أن تصيب الخلايا الأخرى.
فيروسات الحمض النووي الريبوزي مثل فيروس كورونا أكثر عرضة للتغييرات الطفيفة التي تحدث أثناء عمل النسخ.
في بعض الحالات، قد تؤدي الطفرة إلى ضعف الفيروس، لكن في حالات أخرى، يمكن أن تجعل الفيروس أكثر عدوى أو تسبب مرضًا أكثر خطورة.
الطفرة الأخيرة المكتشفة في بريطانيا تساعد الفيروس على الانتشار بشكل أسرع، لكن لا يوجد مؤشر حتى الآن على أنها جعلته أكثر فتكًا أو مقاومة للقاح.
محرر سكاي نيوز العلمي توماس مور يقول إن الطفرة التي طرأت على فيروس كورونا عادية تمامًا، ولكنها شيء يستحق المراقبة عن كثب.
حتى الآن، كان هناك ما لا يقل عن سبع مجموعات أو سلالات رئيسية من فيروس كورونا المستجد الذي يتكيف مع مضيفيه من البشر.
السلالة الأصلية، التي اكتُشفت في ووهان الصينية في ديسمبر 2020، تعرف باسم سلالة L، ثم تحور الفيروس إلى سلالة S في بداية 2020، قبل أن تتبعه سلالتا V و G.
عثر الباحثون على السلالة G بشكل أكثر شيوعًا في أوروبا وأمريكا الشمالية.
لكن، نظرًا لأن دول هاتين القارتين كانت بطيئة في إجراءات الإغلاق، فقد سمحت لفيروس كورونا بالانتشار بشكل أسرع وبالتالي التحور إلى سلالات GR و GH و GV.
في الوقت نفسه، استمرت سلالة L الأصلية لفترة أطول في آسيا؛ لأن العديد من البلدان – بما في ذلك الصين – سارعت إلى إغلاق حدودها ووقف الحركة.
كما يشير باحثون بطريقة إجالية إلى الطفرات الأخرى الأقل تكرارًا على أنها سلالة O.
في الدنمارك، السلطات قلقة بشأن سلالة من فيروس كورونا وجدت في 12 شخصًا مرتبطة بحيوانات المنك، يخشى العلماء من أن الطفرة يمكن أن تعرقل فعالية اللقاح بسبب حدوث تغيير في بروتين السنبلة، ونتيجة لذلك، أمرت الحكومة بإعدام ما يصل إلى 17 مليون حيوان، وفرضت إغلاقًا لمدة شهر في شمال غرب البلاد.
سلالات G هي السائدة الآن في جميع أنحاء العالم، لا سيما في إيطاليا وأوروبا.
أما الطفرة D614G فهي الأكثر شيوعًا، ويقول بعض الخبراء إن هذه الطفرة جعلت فيروس كورونا أكثر عدوى، لكن دراسات أخرى تناقض ذلك.
في الوقت نفسه، فسلالات كورونا السابقة مثل سلالة L الأصلية وسلالة V تختفي تدريجياً.
يُظهر تحليل أجرته رويترز أن رد فعل أستراليا السريع على الوباء وإجراءات التباعد الاجتماعي الفعالة قضت على انتقال سلالات L و S السابقة في البلاد، وأن الإصابات الجديدة هي نتيجة سلالات G “مستوردة” من الخارج.
في آسيا، ازدادت السلالات G و GH و GR منذ بداية مارس، بعد أكثر من شهر من بدء انتشارها في أوروبا.
حتى الآن، لم يعثر الخبراء على أي متغيرات يمكن أن تجعل لقاحات فيروس كورونا أقل فعالية.
تعليقًا على السلالة الجديدة التي رصدها المختصون في بريطانيا، قال كبير المسؤولين الطبيين في إنجلترا البروفيسور كريس ويتي إنه سيكون “مفاجئًا” إذا كان لها تأثير على اللقاح.
وقال فيديريكو جيورجي، الباحث في جامعة بولونيا والذي نسق دراسة حول سلالات كورونا المستجد، لصحيفة ساينس دايلي: من المفترض أن فيروس كورونا SARS-CoV-2 متطور بالفعل للتأثير على البشر، وهذا يفسر انخفاض التغيير التطوري.
هذا يعني أن العلاجات التي نطورها، بما في ذلك اللقاحات، قد تكون فعالة ضد جميع سلالات فيروس كورونا.
اقترح علماء من العديد من المؤسسات، بما في ذلك جامعتي شيفيلد وهارفارد، استهداف سلالات كورونا G في تصنيع اللقاحات؛ لأن هذه السلالات تحتوي على المزيد من البروتينات الشوكية على سطحها.
لوسي فان دورب، الباحثة بمعهد الجينات بجامعة لندن، تقول إنه يتعين علينا أن نظل “يقظين” وأن نواصل مراقبة أي طفرات جديدة.
وقالت كاثرين بينيت، رئيسة قسم علم الأوبئة في كلية الصحة بجامعة ديكين في ملبورن: إذا تغير فيروس كورونا بشكل كبير، خاصة البروتينات الشوكية، فقد يفلت من اللقاح، لذلك نريد إبطاء انتقال العدوى على مستوى العالم لأن أفضل طريقة لضمان عدم تهرب الفيروس من اللقاح هي إيقاف انتشار العدوى وتقليل فرص تحورها.
موضوعات متعلقة
