* ترامب أوهم الفلسطينيين أنه لم يعترف بدولة لهم خلال مراحل الإعداد، ثم فاجئ الجميع بخطة تستند على حل للدولتين.
* اتبعت الولايات المتحدة نهجًا دبلوماسيًا غير تقليدي هذه المرة لإتمام الصفقة.. سلحت الإسرائيليين، والآن تحاول تعويض الفلسطينيين بالمال. نقلت سفارتها للقدس، وطلبت من العالم إقناع الفلسطينيين بالأمر الواقع.
* إدارة ترامب اتبعت استراتيجية مشابهة في تحريك ملف البلقان العالق بعد فشل الاتحاد الأوروبي.
نقدم الموضوع من خلال شقين:
نعرض أولًا أهم مفاتيح فهم صفقة القرن من خلال معطياتها الأساسية عبر إنفوجرافيك في دقائق
صفقات ترامب ليست كسابقاتها. لا يعتمد على القواعد القديمة لحل الصراعات.
لكن نستطيع أن نرى في صفقة القرن لمحات مما فعله ترامب من قبل في البلقان. يؤسس لوضع جديد يضع المال فيه كمفتاح للحل السياسي، ويخلق اعتمادًا عليه مصلحة مشتركة بين طرفي النزاع.
منهج تفكير ترامب في عقد الصفقات.
س/ج في دقائق
ما التكلفة التي يحملها تمرير صفقة القرن على الفلسطينيين وإسرائيل؟
من خلال متابعة جهود السلام التي قامت بها إدارة ترامب في الشرق الأوسط بقيادة مستشاره وصهره جاريد كوشنر، اعتقد الكثيرون أن البيت الأبيض سيرفض قيام الدولة الفلسطينية، ولن يطلب أي تنازلات من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. لكن تفاصيل صفقة القرن حملت بعض الاختلاف عما كان متوقعًا.
الخطة – بوصف وول ستريت جورنال – كانت أكثر وعيًا مما توقعه المراقبون. لم تذهب باتجاه فرض الدولة الواحدة، بل حملت تفاصيلها تأييدًا رفيع المستوى لحل الدولتين. لم تحمل كذلك هدية من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لصديقه نتنياهو، بل أمرًا واقعًا على إسرائيل كذلك تحمل نصيبها من تكاليفه.
تقول الصحيفة إن هذه خطة مؤيدة لإسرائيل وفقًا للمعايير التاريخية؛ فلا تفرض عليها إخلاء المستوطنات من الضفة الغربية، بينما تشترط نزع سلاح الفصائل الفلسطينية في غزة، وتمكن إسرائيل من ضم غور الأردن الذي تعتبره حيويًا للأمن على حدودها الشرقية. تمنح الفلسطينيين 80% فقط من الضفة الغربية، وتعترف ببعض التوسع الإقليمي لإسرائيل منذ عام 1967، بما يعكس ببساطة التغيرات في الوقائع السياسية، في السنوات التي رفض فيها الفلسطينيون القبول باتفاق سلام منذ سنوات.
لكنها في المقابل، لا تحمل “هدية” لنتنياهو قبل الانتخابات الإسرائيلية المقبلة، أجزاء منها تباعد بينه وبين العناصر اليمينية في ائتلافه، وتعرضه لاعتراضات حادة من صقور الأجهزة الأمنية الإسرائيلية؛ إذ تنص على تجميد بناء المستوطنات في الضفة الغربية لمدة أربع سنوات. والأهم من ذلك، أنها تعطي دفعة سياسية لحل الدولتين الذي تخلى عنه نتنياهو في السابق. كما تتوقع وجود خط سكة حديد عالي السرعة بين غزة والضفة الغربية.
اتبعت الولايات المتحدة نهجًا دبلوماسيًا غير تقليدي هذه المرة لإتمام الصفقة. دعمت الإسرائيليين بشكل غير اعتيادي – بما في ذلك عن طريق نقل السفارة الأمريكية إلى القدس – وفي الوقت نفسه أغرت الفلسطينيين بالمال، وطلبت من بقية العالم إقناع الفلسطينيين بقبول الأمر الواقع.
قد ينجح أو يفشل هذا النهج مثل الكثير من الجهود السابقة، لكن في بعض الأحيان الأساليب الدبلوماسية غير التقليدية تستحق المحاولة، بحسب وول ستريت جورنال، التي أضافت أن إدارة ترامب ساهمت مؤخرًا في تحقيق تقدم دبلوماسي محدود في البلقان، بعدما وافقت صربيا وكوسوفو على استئناف النقل بين البلدين بعد تجميدها منذ حروب التسعينيات.
لا تعترف صربيا بدولة كوسوفو ولا تثق في الولايات المتحدة التي تدخلت لحماية كوسوفو في عام 1999. وفشلت المحادثات التي يدعمها الاتحاد الأوروبي في تحقيق أي تقدم، بينما نجح مبعوث ترامب الخاص ريتشارد جرينيل في تحقيق خطوة صغيرة لكنها ملحوظة نحو تطبيع العلاقات، وذلك بموافقة شركة الطيران الألمانية لوفتهانزا على القيام برحلات بين البلدين. استراتيجية جرينيل حققت ذلك الاختراق بتجاوز المفاوضات العادية إلى التركيز على المخاوف التجارية.
بشكل مقارب في صفقة القرن، تتمتع الصفقة بشكل من الدعم من دول الخليج العربية، التي تقف في نفس الخندق مع إسرائيل ضد إيران، وأصابها الملل من الرفض الفلسطيني المتكرر لأي مقترح للحل.
ولإغراء الفلسطينيين بقبول خطته للحل هذه المرة، أرفق ترامب بـ صفقة القرن مشروعات اقتصادية تصل قيمتها إلى 50 مليار دولار، يفترض أن تنعش الاقتصاد الفلسطيني، وتخلق مليون فرصة عمل. تفاصيلها عبر الرابط التالي: