قال الرئيس السوري بشار الأسد في خطاب متلفز: “المعركة من أجل تحرير ريف حلب وإدلب مستمرة بغض النظر عن بعض اللقطات الصوتية الفارغة القادمة من الشمال”.
س/ج في دقائق: كيف تأجج الوضع في إدلب السورية؟ ولماذا الآن؟
مؤخرًا دفعت أنقرة بأكثر من 10000 جندي بأكثر من 2000 قطعة من المدفعية والدبابات والعربات المدرعة لإدلب، وفقًا لتقارير وسائل الإعلام التركية، مما أثار مخاوف في واشنطن وعواصم غربية أخرى من أن المنطقة تقترب من حافة المواجهة العسكرية المباشرة بين تركيا وروسيا.
تمثل معركة إدلب اختبارًا لمناورة تركيا الجيوسياسية لتحديد موقعها قريبًا من روسيا، وبعيدًا عن الولايات المتحدة وغيرها من الحلفاء في حلف الناتو.
هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشن هجوم كامل على الجيش السوري، إذا لم تنفذ شروط الهدنة ويتراجع الجيش السوري قبل نهاية شهر فبراير. مضيفًا إنه إذا لم يكن هناك انسحاب فإن تركيا “ستتعامل معه”.
اجتماع المخابرات السورية التركية.. تركيا تجهز للخروج من سوريا؟ | س/ج في دقائق
قالت وزارة الخارجية التركية إن وفد أنقرة التقى مسؤولين روس. ولم يعلق المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على المحادثات مع تركيا، لكنه قال إن موسكو شعرت بخيبة أمل إزاء ما سماه زيادة الأنشطة الإرهابية في إدلب.
ألقى المسئولون الروس باللوم على أنقرة لفشلها في الوفاء بالتزام رئيسي تضمنه اتفاق سوتشي لوقف إطلاق النار، وهو فصل المتمردين السوريين عن المتطرفين.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في مؤتمر أمني عقد في ألمانيا: “الأمر الأكثر أهمية هو الفصل بين المعارضة الطبيعية والإرهابيين”.
كثيراً ما تخلط روسيا بين المتمردين السوريين الذين يقاتلون الأسد مع المتطرفين لتبرير نهج دمشق في قتال المتمردين.
حتى وقت قريب ، كانت معظم إدلب في أيدي جماعة متطرفة قوية تعرف باسم هيئة تحرير الشام، والتي انبثقت من جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة، لكن المجموعة تراجعت عن العديد من المناطق وصار الغالب عليها الآن جنود أتراك موجودون في المقاطعة، وفقًا لما ذكره عمر أوزكيزيلسيك، المحلل في مؤسسة سيتا، وهي مؤسسة بحثية مقرها أنقرة.
قال أوزكيزيلسيك إن تهديد أردوغان بمهاجمة الجيش السوري كان خطيرًا للغاية لأن الحكومة التركية، التي تعبت من وجود ما يقرب من أربعة ملايين لاجئ سوري يعيشون في تركيا ليس في مصلحتها خلق مشاعر معادية للمهاجرين، ولا يمكنها تقبل العيش في خوف من أن ملايين آخرين سوف يتدفقون عبر الحدود.
وقال المحلل “الكرملين يعتقد أن تركيا تخادع.. لكنها لا تفعل”.
تفاهمات ما قبل القصف.. كيف تعيد روسيا و تركيا تقسيم إدلب السورية؟ | س/ج في دقائق
تركيا تلوم الأسد، تجنبا لمواجهة مع روسيا. و روسيا تقول إنها ليست مسؤولة. لكنها ألمحت في بيانها إلى أن الخطأ خطأ تركيا، حيث نقلت عسكرييها إلى القتال بجانب المتمردين دون أن تبلغ روسيا.
بعد الهجوم أرسلت روسيا سفينتين حربيتين مسلحتين بصواريخ كروز إلى شرق المتوسط. المقاتلتان أبحرتا خلال البوسفور، الذي يشق أسطنبول، كبرى المدن التركية.
تركيا وروسيا سيحاولان تخفيف التصعيد في المحادثات بينهما. لكن التصعيد لن يخف في إدلب، التي يقطنها حاليا ٣ مليون. القتال خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة أدى إلى مقتل ٣٠٠، بينما فر حوالي مليون في اتجاه الحدود التركية.
تركيا شنت حوالي ٢٠٠ طلعة جوية على أهداف سورية بعد مقتل جنودها، وتدعي أنها قتلت ٣٠٠ جندي سوري. رغم ذلك لا يزال الأقوى صدى في وسائل الإعلام هو الإهانة التي لحقت بإردوغان بعد مقتل الجنود الأتراك.
الدبلوماسيون المعنيون أملوا لسنوات أن ينجح بوتين في تقييد حركة الرئيس السوري. لكن يبدو أنهم بالغوا في تقدير نفوذ بوتين، أو رغبته، في فعل ذلك. ورغم أن الخارجية الروسية تبدو ممتعضة من الهجوم السوري لأنه سيعقد العلاقات الروسية التركية، إلا أن وزارة الدفاع الروسية تبدو سعيدة به وتأمل في أن يتمكن الجيش السوري في اقتحام المقاطعة، وهي المعقل الأخير للمتمردين. حتى إيران التي ليس لها مصلحة مباشرة في إدلب أرسلت طائرات محملة بالميليشيات التابعة لها لمساعدة الأسد في حرب إدلب.
في الداخل التركي، يتعرض إردوغان لضغوط متزايدة. في البداية نظر الأتراك إلى تدخل الجيش التركي في شمال سوريا لمواجهة الأكراد والإرهابيين على أنه عمل نبيل يحمي تركيا، لكنهم الآن يتساءلون ما الذي جعله يحول الجنود الأتراك إلى دروع بشرية تحمي المتمردين في إدلب، وكثير من هؤلاء المتمردين متطرفون.
المعارضة التركية أغضبت إردوغان بدعوته إلى أجراء مباحثات مع الأسد. لكن يبدو أن إردوغان نفسه لا يعرف طريقا إلى نهاية منتصرة، حيث تغرق تركيا أكثر في الصراع.
يتوافد اللاجئون إلى المخيمات التي تديرها منظمات الإغاثة والملاجئ المؤقتة في مدينة سرمدا، التي تقع على بعد أربعة أميال فقط من الحدود التركية، والتي تعرضت أيضًا للقصف مما أجبر الكثيرين على الفرار مرة أخرى عبر التلال، على طول الطرق الموحلة وفي درجة حرارة التجمد.
الوضع الإنساني أصبح صعبًا، خاصة مع عدم توفر خيام كافية، مما يجعل كل ثلاث أسر يعيشون في خيمة واحدة.
تحدث الرئيس الأمريكي ترامب عن الوضع في إدلب مع إردوغان. وشكره على جهود تركيا لمنع وقوع كارثة إنسانية، وفقًا للبيت الأبيض، لكنه لم يصل إلى حد تقديم دعم عسكري أمريكي في مواجهة مع روسيا.
تركيا، عضو الناتو، كررت دعوتها الحلف إلى المشاركة في مراقبة منطقة حظر جوي. الحلف لم يقدم لتركيا سوى التعبير عن التضامن. البند خمسة من ميثاق الحلف لا يمكن تطبيقه لأن الجنود الأتراك قتلوا فوق أراض سورية. أما الولايات المتحدة فرفضت منح تركيا صواريخ باتريوت للدفاع عن نفسها قائلة إنها لا تملك فائضا.
اللاجئون تحركوا من تركيا نحو الحدود اليونانية. مراسل سكاي نيوز ذهب إلى “الأراضي العازلة” بين الحدود التركية والحدود اليونانية.. حيث تجمعت أسر من اللاجئين من جنسيات متعددة، منها الأفغاني والسوري والمصري، في محاولة لعبور الحدود إلى داخل الاتحاد الأوروبي.
المراسل يقول إن هؤلاء اللاجئين، الذين قدر عددهم بحوالي ألف، خدعوا. بعضهم نقلتهم إلى هنا شاحنات تابعة للشرطة التركية، حيث قالوا لهم إن بإمكانهم الآن العبور إلى الاتحاد الأوروبي، وإن الحدود مفتوحة، وهو ما ليس صحيحا.
مراسل سكاي نيوز قال إن الوضع منحه إحساسا بالديجافو.. لأنه يشبه ما حدث في الأزمة الشهيرة في ٢٠١٥.
ليس معلوما إن كانت الأزمة ستتكرر أم أن الاتحاد الأوروبي استعد هذه المرة. مجلة الإيكونوميست نقلت عن مسؤول في الاتحاد الأوروبي ما يوحي بأنهم ليسوا قلقين، لأن إردوغان “صرخ ذئب ذئب مرات أكثر مما يلزم”.
المنطقة العازلة بين الحدود التركية واليونانية عبارة عن أحراش غير معدة للسكنى. الصور التي بثها تلفزيون سكاي نيوز تظهر بعضا من اللاجئين يجلبون أخشابا للتدفئة.
تايم لاين في دقائق: إدلب على طريق الحرب.. أبرز محطات التصعيد
معركة إدلب ستنتهي.. لكن سموم الأسد ستضرب سوريا والعالم لسنوات | س/ج في دقائق
تايم لاين في دقائق: كعكعة إدلب على مائدة بوتين – أردوغان
إردوغان يخسر سوريا لحساب بوتين.. الآن يغازل الغرب بورقة جورجيا | س/ج في دقائق