س/ج في دقائق: كيف تأجج الوضع في إدلب السورية؟ ولماذا الآن؟

س/ج في دقائق: كيف تأجج الوضع في إدلب السورية؟ ولماذا الآن؟

6 Sep 2018
الشرق الأوسط
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

“خراج متقيح يحتاج تطهيرًا فوريًا”.. وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يصف إدلب السورية في 27 أغسطس الماضي، بينما تعلن وزارة الدفاع في حكومة الرئيس بشار الأسد عزمها إعادة المحافظة إلى حضن الوطن إما بالمصالحات أو بالعملية الميدانية، ويحذر أبو محمد الجولاني، القائد العام لهيئة تحرير الشام، الفصيل المسيطر هناك، في تسجيل مصور، الفصائل المقاتلة من التفاوض مع النظام والدخول في اتفاقات تسوية كما حصل في مناطق أخرى.

فكيف يبدو الوضع في إدلب؟

من أطراف الصراع؟

لماذا تدق أجراس الحرب؟

وكيف تتعامل الأطراف الإقليمية والدولية ذات الصلة؟

سنحاول الإجابة على هذه الأسئلة وشرح تفاصيل الوضع في السطور التالية.

كيف تبدو الطبيعة الميدانية لمحافظة إدلب؟

تحولت إدلب، القابعة في أقصى الشمال السوري على الحدود مع تركيا إلى نقطة تجمع للناجين المدنيين من الحرب الأهلية الممتدة منذ 2011 في سوريا، وكذلك لمسلحي المعارضة الذين أخرجوا من بقية المحافظات التي دخلتها قوات الجيش تباعًا.

وتحتل المحافظة مساحة 6100 كم2، ويبلغ تعدادها السكاني 1.5 مليون مواطن، بحسب آخر الإحصاءات الرسمية المتوفرة، أضيف إليهم مليون ونصف المليون من النازحين، ليصل التعداد السكاني إلى الضعف.

وتحولت إدلب إلى مركز قوى ونفوذ لفصائل المعارضة، سيما مع تمتعها بحماية الجارة تركيا، التي تمد بعض الفصائل المسلحة بالتمويل والسلاح والمساعدات العينية، والتدخل العسكري إن لزم الأمر.

من يقاتل في إدلب؟

ينتمي المسلحون في إدلب إلى عشرات من التنظيمات المعارضة أو الجهادية، لكن بالإمكان تقسيمهم إلى أربعة فئات رئيسية:

كيف وصل المشهد إلى شفا الحرب؟

تفاعلات محلية وإقليمية ودولية كانت إدلب عنصرها النشط خلال الفترة القليلة الماضية، وجميع الأطراف باتت إلى المحافظة كنقطة فاصلة تحدد مستقبل الصراع في سوريا.

المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا قال إن التقارير تشير إلى أن النظام السوري وضع مهلة تنتهي في العاشر من سبتمبر الحالي قبل شن الهجوم الحاسم على إدلب.

نرصد بعضًا من تلك التطورات في تسلسل الزمني، يمكنك الانتقال إليه بالضغط على هذا الرابط.

لماذا تظهر تركيا بوضوح في مشهد إدلب؟

وفق اتفاق الأستانة الخاص بمناطق خفض التصعيد، والذي يتمتع أيضًا بضمانات روسية وإيرانية، تثبت تركيا 12 نقطة مراقبة عسكرية داخل الأراضي السورية منذ أكتوبر 2017، تنتشر على تخوم المنطقة الخاضعة لسيطرة المعارضة شمال غربي سوريا.

وتشمل المنطقة إدلب وما يتصل بها من أرياف حلب وحماة واللاذقية، فيما تنتشر نقاط مراقبة روسية وإيرانية في المناطق المقابلة الخاضعة لسيطرة نظام الأسد.

وتضم نقاط المراقبة عشرات الآليات العسكرية والمجنزرات وعربات الهندسة وناقلات الجند والجرافات.

انطلاقًا من هذا الدور، عمدت تركيا إلى تقوية قوات المعارضة، بداية من العمل على توحيدها تحت راية واحدة وإمدادها بالدعم المادي والسلاح، وصولًا إلى مد نفوذ سلطات الصحة والتعليم التركية إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، وبينها إدلب، التي تعتبر الحصن الأقوى بين الأراضي السورية الباقية بعيدًا عن سلطة النظام.

لمعرفة المزيد عن الدور التركي في توحيد المعارضة المسلحة.. يمكنكم الضغط على هذا الرابط.

كيف يبدو المشهد السياسي الحالي؟

يبقى الوجود التركي في إدلب نقطة توضع في حسبان نظام الأسد وحلفائه قبل شن الهجوم المرتقب.

وبحسب تقارير الإعلام الروسي، فإن موسكو أمهلت أنقرة شهرًا من أجل التعامل مع الوضع في إدلب، وأن المحافظة ستصبح هدفًا لجيش الأسد وحليفه الروسي إذا فشلت تركيا في التعامل مع الوضع كما ينبغي.

بالتزامن، تعمل تركيا على توحيد قوات المعارضة بما يمكن أن يؤدي إلى إنشاء جيش يتألف من سبعين ألف مقاتل، ما يعني أنها ستحاول جاهدة تعطيل أي هجوم محتمل على إدلب حتى اكتمال الخطط.

بهذا الصدد، يفترض أن تستضيف اسطنبول في السابع من سبتمبر قمة موسعة تشمل، بجانب تركيا، قادة روسيا وألمانيا وفرنسا، في محاولة لتوسيع قاعدة اتفاق الأستانة. وليس معلومًا بعد إن كانت خطط الاجتماع ما زالت قائمة، لكن انعقدت قمة تركية روسية إيرانية في طهران، الوضع في إدلب محورها الرئيسي.

كيف يبدو الواقع على الأرض؟

يواصل الجيش السوري حشد تعزيزاته على محاور إدلب وريف حماة الشمالي. ودفع الجيش برتل جديد يضم 20 آلية جديدة بينها دبابات من طراز “تي 72”  وعدة عربات “بي إم بي” وحاملة جسور، بالإضافة إلى عشرات السيارات ناقلات الجنود، من بوابة ريف حماة الشمالي، ضمن الاستعدادات لعملية عسكرية تستهدف استعادة المحافظة.

واستهدف الجيش السوري مواقع للمسلحين في بلدة بداما بريف جسر الشغور غربي إدلب، كما قصفت وحدات أخرى بالمدفعية الثقيلة تحركات الحزب التركستاني في بلدة الزيارة وقرى المشيك والزيادية والقرقور بسهل الغاب الغربي.

مقاتلات روسية شنت بالتزامن غارات مكثفة على مواقع المسلحين في ريف إدلب الجنوبي، وصولًا إلى سهل الغاب، ضمن التحضيرات للعملية التي ستجري بدعم جوي روسي.

واستهدفت الغارات الروسية عشرات المواقع في ريف إدلب وسهل الغاب.

على الجبهة الأخرى، أرسلت أنقرة تعزيزات عسكرية إلى نقطة المراقبة التركية قرب مدينة مورك في ريف حماة الشمالي على الحدود الإدارية لمحافظة إدلب، تشمل رتلًا مؤلفًا من 30 آلية ثقيلة ومدرعات، إضافة إلى سيارات مرافقة تتبع ميليشيا فيلق الشام.

وأرسل الجيش التركي تعزيزات عسكرية إلى الحدود الجنوبية مع سوريا، تتكون من 15 مركبة، بينها 6 شاحنات محملة بدبابات ومدافع، بالإضافة إلى ناقلات جنود مدرعة.

كيف ينظر القطبان لما يحدث في إدلب؟

تعتبر روسيا طرفًا أصيلًا في المعركة المرتقبة في إدلب، التي وصفها الكرملين بـ “وكر للإرهابيين”.

ويعتبر الكرملين أن وجود مسلحين إدلب يقوض عملية السلام السورية، ويجعل المنطقة قاعدة لشن هجمات على القوات الروسية في سوريا.

الولايات المتحدة من جانبها حذرت في أكثر من مناسبة من تدهور الوضع الإنساني الخطير أصلًا من أي ضربة عسكرية على إدلب.

الرئيس دونالد ترامب نصح نظيره السوري بشار الأسد بعدم التهور بشن هجوم على أدلب، ليؤكد وزير الخارجية مايك بومبيو أن بلاده تشاطر روسيا القلق من وجود إرهابيين في المحافظة، لكنه أضاف أن واشنطن تنظر إلى مؤشرات الحرب الوشيكة كتصعيد لصراع خطير في سوريا، ويبحث الموضوع بشكل مكثف مع نظيره التركي مولود تشاوش أوغلو.

رئيس هيئة الأركان الأمريكية الجنرال جوزيف دانفورد أوصى روسيا بتنفيذ عمليات عسكرية على نطاق ضيق ضد الإرهابيين في إدلب.

هل يؤدي تدهور الوضع لتدخل أمريكي مباشر؟

الولايات المتحدة حذرت النظام السوري من استخدام السلاح الكيماوي في إدلب. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز: “لنكن واضحين، يبقى موقفنا حازمًا أنه إذا اختار الرئيس بشار الأسد مجددًا استخدام السلاح الكيميائي، فإن الولايات المتحدة وحلفاءها سيردون بسرعة وبالطريقة المناسبة”.

بالتزامن، تتهم روسيا فصائل المعارضة السورية بالتحضير لهجوم كيماوي في محافظة إدلب، بهدف تحميل دمشق المسؤولية عنه واستخدامه كمبرر للقوى الغربية لضرب أهداف حكومية في سوريا.

تقارير صادرة عن وسائل إعلام موالية للنظام السوري تحدثت بالتزامن عن نشاط محموم لمجموعة الخوذ البيضاء، شملت استدعاء عناصر الاحتياط في عدة مناطق بإدلب والطلب منهم الالتحاق فورًا بالعمل من دون وجود أية معلومات إضافية عن سبب الاستدعاء.

من هم الخوذ البيضاء؟ ولماذا عادوا للمشهد في إدلب؟

هي منظمة تقوم بأعمال الدفاع المدني، تصنف نفسها كقوة عمل تطوعية تعمل لإنقاذ المتضررين في مناطق الاشتباكات بين قوات بشار الأسد ومعارضيه.

ويعتبر النظام السوري وحلفاؤه “الخوذ البيضاء” حصان طروادة الذي تستخدمه الولايات المتحدة لإيجاد مبرر لتدخلها في سوريا، وتعتبرها المسؤول الرئيسي عن الهجوم الذي شنته أمريكا وفرنسا وبريطانيا على سوريا، ردًا على هجوم كيماوي على الغوطة الشرقية تقول دمشق إن المنظمة فبركته لإيجاد مبرر للضربة الثلاثية.

لمعرفة تفاصيل وافية عن “الخوذ البيضاء” ودورها في سوريا، بإمكانكم الضغط على هذا الرابط.

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

التعليقات (1)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك