في سبتمبر/ أيلول 2020، وصلت نسخة من تسريب ضخم إلى أربع وسائل إعلامية في أستراليا وبريطانيا والسويد وبلجيكا.
التسريب كانت يتضمن سجلًا عن 1.95 مليون عضو بالحزب الشيوعي الصيني، بما في ذلك أسماؤهم ومواقعهم في الحزب وتواريخ ميلادهم وأرقام هوياتهم الوطنية وأعراقهم، في أول تسريب من نوعه في العالم.
التسريب كشف عن وجود عناصر تتبع الصين في وكالات حكومية حول العالم، وفي 10 قنصليات في شنغهاي، وفي شركات طيران عالمية وشركات أدوية..
والهدف؟ العمل في 3 مجالات للتجسس: جمع معلومات البحث العلمي، والمجال الاقتصادي، والتقرب من الشخصيات السياسية المؤثرة.
التسريب يمثل اختراقًا أمنيًا كبيرًا من المرجح أن يحرج نظام الرئبس الصيني شي جين بينغ، كما أنه سيحرج بعض الشركات العالمية التي يبدو أنه ليس لديها خطة لحماية ملكيتها الفكرية من السرقة ومن التجسس الاقتصادي.
فما هي القصة كاملة؟
س/ج في دقائق
كيف ظهر التسريب؟
في سبتمبر/ أيلول 2020، وصلت نسخة مجهولة إلى صحيفة “ذا أستراليان”. تضمنت معلومات عن أعضاء الحزب الشيوعي الصيني حول العالم.
شركة الأمن السيبراني Internet 2.0 تتبعت أصل البيانات، لتكتشف أنها مستخرجة من خادم في شنغهاي / الصين من قبل منشقين عن الحزب الشيوعي في أبريل/ نيسان 2016.
هدف المنشقين كان استخدام البيانات لأغراض مكافحة التجسس الذي يديره الحزب الشيوعي الصيني. لذا، سربوا المعلومات أولًا في منتصف سبتمبر/ أيلول 2020، إلى التحالف البرلماني الدولي بشأن الصين.
ولضمان عدم بقاء التسريب داخل الغرف المغلقة، قدموه إلى كونسورتيوم دولي من أربع منظمات إعلامية: ذا أوستراليان، وصانداي ميل في المملكة المتحدة، ودي ستندارد في بلجيكا ومحرر سويدي، لتحليله على مدار الشهرين الماضيين.
ماذا تضمن التسريب؟ ولماذا يعد غير مسبوق؟
يحتوي التسريب على سجل مفصل لما يقرب من 1.95 مليون عضو في الحزب الشيوعي الصيني، معظمهم من شنغهاي، بما في ذلك أسماؤهم ومواقعهم في الحزب وتواريخ ميلادهم وأرقام هوياتهم الوطنية وأعراقهم، وهو أول تسريب من نوعه في العالم.
يضم أيضًا تفاصيل عن 79,000 فرع للحزب، العديد منها نجح في اختراق العديد الشركات العالمية، عبر صينيين ينتمون للحزب الشيوعي يعملون حاليًا في جميع أنحاء العالم، من أستراليا إلى الولايات المتحدة إلى المملكة المتحدة، وترفع الغطاء عن كيفية عمل الحزب في ظل حكم الرئيس شي جين بينغ.
يوضح التسريب أن فروع الحزب جزء لا يتجزأ من بعض أكبر الشركات في العالم وحتى داخل الوكالات الحكومية، حيث تم إنشاء فروع للحزب الشيوعي داخل الشركات الغربية، مما سمح بالتسلل إلى تلك الشركات من قبل أعضاء الحزب الشيوعي الصيني، الذين يدينون بالولاء للرئيس الصيني شخصيًا ولحزبه.
التسريب لن يحرج فقط نظام شي جين بينغ، لكن الحرج يمتد إلى بعض الشركات العالمية التي يبدو أنه ليس لديها خطة لحماية ملكيتها الفكرية من السرقة، ومن التجسس الاقتصادي.
ورغم أنه لا يوجد ما يشير إلى أن هؤلاء الأعضاء قد ارتكبوا عمليات تجسس بالفعل، لكن القلق يتعلق بما إذا كانت الهيئات الحكومية الأجنبية والشركات على علم بوجود أعضاء الحزب الشيوعي الصيني بين عناصرها، وإذا كان الأمر كذلك، فهل تم اتخاذ أي خطوات لحماية بياناتهم وأفرادهم؟
سجلات العضوية المسربة كشفت معلومات عن عملاء الحزب الشيوعي في 10 قنصليات في شنغهاي، كما كشفت أن بعض أعضاء الحزب الشيوعي يعملون كمتخصصين كبار في الشؤون السياسية والحكومية، ومستشارين اقتصاديين، وفي أطقم السكرتارية، والمساعدين التنفيذيين.
قاعدة البيانات تبين أن أعضاء الحزب الشيوعي الصيني تم استخدامهم للتسلل إلى بعثات: بريطانيا، ألمانيا، سويسرا، الهند، نيوزيلندا، إيطاليا، وجنوب أفريقيا، من خلال إدارة خدمة وكالة شنغهاي الخارجية.
بالإضافة إلى ذلك، كشف التسريب أيضًا عن وجود أعضاء الحزب في شركات مثل شركة الطيران العملاقة بوينغ، وشركة فايزر المصنعة للقاحات كورونا المستجد.
ما أبرز المجالات التي يستهدف عملاء الحزب الشيوعي التجسس عليها؟
بالنظر للتجربة الأمريكية مع شبكات التجسس الصينية، نستطيع أن نبرز هذه المجالات:
1- مجال البحث العلمي:
تزامنًا مع التسريب، جرى تتبع عناصر من الحزب الشيوعي الصيني في الجامعات الأمريكية، وتم ربط ذلك مع كشف الحكومة الأمريكية مؤخرًا عملية استخباراتية صينية لجمع الأبحاث العلمية في مجالات مثل الطب الحيوي والذكاء الاصطناعي.
في سبتمبر/ أيلول، أعلن القائم بأعمال وزير الأمن الداخلي تشاد وولف، إلغاء أكثر من 1,000 تأشيرة دخول لطلاب الدراسات العليا والباحثين الصينيين بعد توجيه سلسلة من التهم الفيدرالية ضد طلاب صينين في جامعات: هارفارد وبوسطن وإيموري وكاليفورنيا.
2- المجال الاقتصادي:
في نوفمبر/ تشرين الثاني، تعهد ترامب باتخاذ إجراءات أكثر صرامة تجاه الصين، بعد أن أفادت التقارير أن 80٪ من جميع قضايا التجسس الاقتصادية قد تعود بالنفع على الدولة الصينية، وأن هناك على الأقل بعض الروابط مع الصين في حوالي 60% من جميع حالات سرقة الأسرار التجارية.
3- المجال السياسي:
في الآونة الأخيرة، أفاد موقع أكسيوس أن عميلة استخبارات صينية مشتبه بها تدعى كريستين فانغ، أو فانغ فانغ، طورت علاقات حميمة مع سياسيين أمريكان محليين ووطنيين، بما في ذلك نائب الديمقراط عن ولاية كاليفورنيا إيريك سوالويل.
فانغ كانت تستخدم عددا من الأساليب للتقرب من الشخصيات الأمريكية المؤثرة لجمع معلومات شخصية عنها، ومن بينها: المساعدة في جمع التبرعات للحملات الانتخابية، والتواصل المكثف، واستخدام الكاريزما الشخصية، والعلاقات الرومانسية، أو حتى الجنسية التي استخدمتها مع مسؤولين أمريكيين محليين.