انضم السودان إلى قائمة الدول العربية التي توصلت لاتفاقات سلام مع إسرائيل، وجاء الثالث في ترتيب الدول التي وقعت مبادرات السلام مع إسرائيل هذا العام، بعد الإمارات والبحرين.
توقيع السلام او التطبيع بين السودان وإسرائيل جزء من صفقة عقدها السودان مع الولايات المتحدة لإنهاء معاناته الاقتصادية، وإخراجه من الدول الراعية للإرهاب.
فماذا يعني التطبيع للسودان وكيف حدث؟
وما مكاسبه لكل من إسرائيل والسودان والولايات المتحدة؟
س/ج تلخص تقريرين من وول ستريت جورنال
س/ج في دقائق
كيف وصل البلدان إلى التطبيع؟
يأتي إضفاء الطابع الرسمي على العلاقات بين السودان وإسرائيل بعد أشهر من الاتصالات السرية بين الخصمين السابقين، بدءاً من اجتماع فبراير بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس المجلس السيادي السوداني، في أوغندا. أعقبها فتح السودان مجاله الجوي أمام الطائرات الإسرائيلية.
وفي أغسطس، أصبح مايك بومبيو أول وزير خارجية أمريكي يزور الخرطوم منذ أكثر من عقد، وكان قد وصل إلى هناك في أول رحلة طيران مباشرة بين إسرائيل والسودان.
في سبتمبر، أجرى فريق سوداني محادثات مع مسؤولين أميركيين في الإمارات غطت مجموعة من القضايا، بما في ذلك طلب الخرطوم الحصول على مساعدات اقتصادية بقيمة 10 مليارات دولار. ما سرع عملية التوصل لاتفاق التطبيع هو اشتراط ترامب أن تطبيع العلاقات مع إسرائيل شرط مسبق لشطب السودان من قائمة الدول التي تعتبرها الولايات المتحدة راعية للإرهاب.
طالما وقف التصنيف أمام جهود الخرطوم للحصول على المساعدة التي تحتاجها من المنظمات المالية الدولية مثل البنك الدولي وفرضت قيودًا على الشركات الأمريكية التي تعمل في السودان.
قائمة الدول الراعية للإرهاب.. كيف دخلها السودان وكيف خرج منها؟
كانت وزارة الخارجية قد أضافت السودان إلى القائمة عام 1993 بزعم إيواء إرهابيين، مثل أعضاء حزب الله والقاعدة، بمن فيهم أسامة بن لادن.
تقول الولايات المتحدة إن السودان ساعد في الهجمات الإرهابية على السفارتين الأمريكيتين في كينيا وتنزانيا في عام 1998 والمدمرة الأمريكية يو إس إس كول في اليمن عام 2000 – وهي اتهامات ينفيها السودان.
وافق السودان على دفع 335 مليون دولار كتعويضات للضحايا الأمريكيين للهجمات الإرهابية، بعد عدة سنوات من المحادثات بين واشنطن والخرطوم.
في الأشهر الأخيرة، ربط البيت الأبيض أيضًا إزالة السودان من القائمة بتطبيع العلاقات مع إسرائيل – وهو مطلب رفضه المسؤولون السودانيون في البداية، ثم وافقوا عليه لإتمام الصفقة.
ينضم السودان إلى قائمة من الدول في المنطقة التي تعترف بإسرائيل كدولة ذات سيادة، وتنهي عقودًا من القتال.
لكن تطبيع السودان تحديدًا يحمل قيمة رمزية بالنسبة لإسرائيل، لأن عاصمته الخرطوم استضافت قمة جامعة الدول العربية الشهيرة عام 1967، حيث وافقت ثماني دول عربية على ما يعرف باسم “اللاءات الثلاثة” – لا سلام مع إسرائيل، ولا اعتراف بإسرائيل ولا مفاوضات مع إسرائيل.
نتنياهو وصف الاتفاق بأنه حقبة جديدة، واعتبر أن العصر الحالي عصر السلام الحقيقي بزيادة عدد الدول العربية التي وقعت اتفاقات سلام مع إسرائيل، ومنها ثلاثة في الأسابيع الماضية فقط.
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي إن سماء السودان ستكون مفتوحة أمام الطائرات الإسرائيلية اعتبارًا من اليوم وأن وفودًا من كلا البلدين ستجتمع قريبًا لمناقشة التعاون، بما في ذلك في مجالات الزراعة والتجارة.
لطالما اعتبرت إسرائيل السودان تهديدًا أمنيًا، وتشتبه في أن إيران تستخدم البلاد لتهريب أسلحة برية إلى مقاتلي حماس في غزة. وهو ما ترجمه البعض في الضربات الجوية والتفجيرات التي استهدفت مواقع أسلحة في السودان، واتهم السودان إسرائيل بشنها، وهو ما لم تؤكده إسرائيل رسميًا.
قال بيان للبيت الأبيض بشأن الاتفاق إن الولايات المتحدة والسودان اتفقا على بدء علاقات اقتصادية وتجارية يمكن أن تساعد السودان على إنعاش الاقتصاد.
بمجرد خروج السودان رسميًا من القائمة، لن تمنع واشنطن بعد الآن طلبات السودان للحصول على المساعدة من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وستبدأ الشركات الأمريكية في ممارسة الأعمال التجارية في البلاد.
وقال البيت الأبيض أيضًا إنه سيساعد في تقليل عبء ديون السودان، التي تضخمت إلى 60 مليار دولار، أو 200٪ من الناتج المحلي الإجمالي.
قال مسؤولون سودانيون إن واشنطن تعهدت بتقديم عشرات الملايين من الدولارات لدعم مباشر لاقتصادهم الذي يعاني من تضخم سنوي فوق 200٪.
قال رئيس الوزراء السوداني حمدوك إن هذا اليوم يفتح الباب أمام عودة السودان إلى المجتمع الدولي، وإلى النظام المصرفي والمالي العالمي.
وما مكاسب الولايات المتحدة من التوسط في التطبيع بين السودان وإسرائيل؟
إن إضافة دولة أخرى إلى القائمة المتزايدة للدول التي تعمل على تطبيع العلاقات مع إسرائيل هو انتصار للسياسة الخارجية لترامب، يمكنه أن يستغله في الترويج له قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 3 نوفمبر.
ويقول مسؤولون أميركيون وإسرائيليون إنهم يتوقعون أن تنضم عدة دول إسلامية وعربية أخرى، بما في ذلك المغرب وعمان، إلى اتفاقات إبراهيم في الأشهر المقبلة.
كما أن السودان مهم للولايات المتحدة بسبب موقعه، حيث يقع جنوب مصر، وشمال إثيوبيا، وعلى البحر الأحمر حيث تقاطع طرق بين الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى.
عمل السودان مع أوروبا والولايات المتحدة لوقف الإرهاب وتقليل الهجرة، وقد أشرفت قوات الأمن على الجهود المبذولة لتحسين حماية حدود البلاد مع ليبيا، وهي أحد الطرق الرئيسية للمهاجرين من القرن الأفريقي، كما عملت المخابرات السودانية مع الولايات المتحدة وآخرين في الحرب ضد داعش في ليبيا.
موضوعات متعلقة
