تقارب الصين والسعودية | أمريكا وإيران فشلتا في كظم غيظهما | س/ج في دقائق

تقارب الصين والسعودية | أمريكا وإيران فشلتا في كظم غيظهما | س/ج في دقائق

15 Dec 2022
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

استمتع أولًا إلى بودكاست “ملفات تويتر” من هنا، أو واصل القراءة إن أردت:

انتشرت أخبار تقارب الصين والسعودية بسرعة البرق بعد التغييرات الناتجة عن زيارة رئيس الصين شي جين بينغ للسعودية، والتي شلمت طلب رسمي صيني بتداول النفط باليوان بدلًا من الدولار، وتغيير في موقف بكين من البرنامج النووي الإيراني واحتلال طهران للجزر الإماراتية الثلاث.


تُشير التقارير الدولية حاليًا إلى طلب صيني لشراء نفط الخليج باليوان .. ما معنى هذا؟

منذ مدة طويلة، تحاول الصين رسم نظام عالمي جديد من الناحية الاقتصادية. خاصة بعد حرب روسيا في أوكرانيا. تسعى الصين لتفكيك نظام البترودولار أو سيطرة الدولار على تجارة الغاز والنفط؛ باعتباره مفتاح مهم لتحقيق نظامها الاقتصادي.

مع العلم أن الصين هي أكبر مستورد للنفط من الخليج عمومًا ومن السعودية خصوصًا. يؤكد الخبراء أن شراء النفط باليوان سيكون ضربة ضخمة لسيطرة الدولار على الاقتصاد العالمي، لحساب اليوان الصيني.


هل يمكن شراء النفط الخليجي باليوان بدلًا من الدولار فعلًا؟

تحدث الرئيس الصيني عن استخدام بورصة شنغهاي للبترول والغاز؛ لجعل تجارة النفط والغاز بالرنمينبي بالكامل. لكنه لم يحدد متى سيتم تنفيذ هذا الأمر.

بالإضافة إلى ذلك لم تُعلن السعودية أو دول الخليج عن توقيع أي اتفاقيات حول هذا الأمر بشكل رسمي.

حتى وإن كان بعض المحللين يؤكدون على إن السعودية تتفاوض مع الصين بالفعل على تداول النفط باليوان منذ أشهر.

تقارب الصين والسعودية


تعد الصين أكبر مستورد للنفط والسعودية أكبر مصدر.. لماذا يتم تداول النفط بالدولار أصلًا؟

أولًا: لأن تلك العملة العالمية عمومًا، وفي أسواق النفط خصوصًا. تقريبًا 80٪ من مبيعات النفط العالمية تتم بالدولار. حيث إن الدولار هو العملة الاحتياطية الأكثر تداولًا في المعاملات الدولية؛ لأن المسثمرين يعتبرونه ملاذ آمن في أوقات عدم اليقين.

ثانيًا: فيما يخص السعودية، هذا الوضع موجود منذ عام 1974 إلى يومنا هذا والرياض توقع كل صفقات النفط بالدولار.


ما هي أسباب تراجع الثقة في الدولار بشكل عام؟

هناك عدة أسباب أدت إلى التفكير في التخلص من سيطرة الدولار، خاصة بعد تغير موقف أمريكا تجاه السعودية وصعوبة التنبؤ بسياساتها المستقبلية.

يؤكد بعض المسؤولين على إن سياسة واشنطن في إدارة الدولار تتركز على احتياجاتها المحلية فقط، وبالتالي تُحرك السوق بدون مراعاة خطورة هذا على العالم؛ لذا فإن استمرار خضوع السوق الدولية لسيطرة أمريكية أصبح مخيفًا، ويستحق المخاطرة بالبحث عن بدائل.


في ظل جهود تقارب الصين والسعودية .. هل اليوان يصلح لاستبدال الدولار؟

هناك جدل اقتصادي كبير حول هذا الأمر. خاصة وأنه لم يحدث بشكل فعلي؛ لذا فالنتائج غير قاطعة.

بعض الخبراء يقولون أن بيع النفط باليوان “غير منطقي”؛ لأن الدولار عملة معروفة. ومن خلاله يمكن حساب الموازنة العامة سنويًا من نفقات وبيع للنفط بدقة بدون مخاوف من حدوث متغيرات غير متوقعة.

في المقابل، الخبراء الصينيين يأكدون على إن اليوان يصلح؛ ويستدلون بالدور المتزايد للعملة الصينية في المدفوعات العالمية، والتسويات، واحتياطيات النقد الأجنبي على المدى الطويل.

صرح المحافظ السابق للبنك المركزي الصيني، قائلًا: إن اليوان قادر على منافسة الدولار بشكل مؤكد، بشرط أن يثق الجمهور والشركات في اليوان والتخلي عن العملة التي تم استخدمها لفترة طويلة.

 أكدت صحيفة “بولتيكيو” على إن السعودية يمكنها تجربة استبدال الدولار الأمريكي باليوان في “بعض مبيعات النفط” ومراقبة النتائج.


هل ستصمت أمريكا أمام محاولة فرض سيطرة اليوان؟

مؤخرًا، تدهورت العلاقات بين أمريكا والسعودية؛ بسبب مواقف بايدن وبسبب قرار أوبك بتخفيض إنتاج النفط. لكن كلا الطرفين لن يذهبا ناحية قطيعة تامة بحسب محللين، على الأقل في الوقت الحاضر.

يتوقع المحللون أن يتم تقارب الصين والسعودية بشكل كبير، لكن لن يصل هذا التقارب إلى حد القضاء على البترودولار بشكل كامل.

إذا نظرنا على الميديا الغربية، سنجد لهجة انتقاد كبير نحو تقارب الصين والسعودية في الوقت الحالي. هناك تقارير اقتصادية من رويترز وبيزنس انسايدر وغيرها ترى أن الخطوات الأخيرة تفتح المجال لنظام عالمي جديد.

لكن رسميًا، واشنطن كانت متحفظة جدًا في التعليق. قال منسق مجلس الأمن القومي الأمريكي للاتصالات الاستراتيجية، جون كيربي: إن الصين تحاول مد نفوذها في الشرق الأوسط وأمريكا تتابع تلك التطورات. لكن لن تغير سياستها في المنطقة.


ما هو موقف طهران من تقارب الصين والسعودية في الوقت الحالي؟

تهتم إيران بفكرة نهاية البترودولار كثيرًا، وقد اتضح هذا الاهتمام في الإعلام الإيراني الذي كان مؤيدًا للموقف نكاية في واشنطن، بجانب السعي في تسهيل بيع البترول الإيراني مستقبلًا.

من ناحية أخرى، كان تقارب الصين والسعودية مقلقًا لصناع القرار في طهران؛ لأن الصين كانت دائمًا الملاذ الآمن عندما يشتد الصراع مع أمريكا. فإن تحالفت الصين مع الخصم الخليجي لطهران سيكون الموقف مربكًا للغاية في إيران.

في النهاية تمثل موقف طهران من هذا التقارب في كتابة بعض التقارير، والتي وصفت باللكمات في الميديا الدولية؛ لأن الصين اتخذت صف الإمارات في النزاع مع إيران على الجزر الثلاثة في الخليج، مع مبادرة للدفع باتجاه مفاوضات ثنائية لحل القضية وفق قواعد القانون الدولي.

كما اتخذت الصين جانب الخليج مرة أخرى في تحذير طهران من استمرار تعليق محادثات البرنامج النووي، والمطالبة بأخد مخاوف الخليج في الاعتبار.

وذُكر في البيان المشترك بشكل رسمي عمليات إيران المزعزعة لاستقرار الشرق الأوسط، والدرونز والصواريخ والميليشيات الإرهابية وأمن الملاحة واستهداف المنشآت النفطية. وكأن الصين تؤيد الموقف الخليجي الرسمي بدون استبدال ولا حرف.


هل أصبحت الصين مؤيدة للخليج العربي بالفعل أم مجرد استرضاء حليف جديد؟

في الواقع، يمكن التأكد من حقيقة تقارب الصين والسعودية من خلال موقف إيران نفسها من التطورات.

في بداية هذا التقارب ظنت طهران أن تلك الخطوات لاسترضاء حليف جديد للصين ليس أكثر؛ لأن تعليق إيران على الوضع كان محدودًا للغاية من خلال تويتة من وزير الخارجية، إن الجزر إماراتية. كتبها بالفارسي فقط، ولم يذكر أي شيء في الحسابات بالعربية والإنجليزية.

بعد ذلك، تحدثت الخارجية الإيرانية عن العداء الخليجي لطهران، بدون ذكر الصين في البيان. ثم استدعوا السفير الصيني، وأعلنوا عن زيارة لإثبات توازن العلاقة بين الصين وإيران. لكن تفاجئت طهران بأن نائب رئيس الوزراء الصيني هو الذي سيحضر لتلك الزيارة في حين أن زيارة السعودية قام بها الرئيس الصيني نفسه.

في النهاية اضطر النظام الإيراني أن يضرب الرصاصة الخطابية على الصين من خلال تقرير في موقع رسمي اعتبر إن تحرك الصين غير الودي يمكن وضعه في خانة واحدة مع العداء والجرائم التاريخية للغرب ضد الشعب الإيراني.

اعتبر المحللون أن التصعيد التدريجي في الخطاب الإيراني دليل على فهمها بالتدريج للوضع الصيني السعودي الحالي.

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك