مجموعة بريكس – التي تقودها الصين وروسيا وتوشك مصر والسعودية على الانضمام إليها – تخطط لإطلاق عملة جديدة تزاحم الدولار على التعاملات الدولية.
ماذا نعرف عن عملة بريكس البديلة؟
وهل تنهي هيمنة الدولار فعليًا؟
س/ج في دقائق
كيف بدأت فكرة عملة بريكس البديلة؟
لطالما كان الدولار العملة الاحتياطية الأكثر تداولًا في المعاملات الدولية؛ إذ اعتبره المسثمرون ملاذًا آمنًا في أوقات عدم اليقين.
لكن الثقة في الدولار تتراجع عالميًا. أعضاء بريكس تحديدًا يقولون إن خضوع السوق الدولية لسيطرة أمريكية بات مخيفًا؛ لأن سياسات واشنطن في إدارة الدولار تركز فقط على احتياجاتها المحلية، دون النظر لمخاطر ذلك على العالم.
أعطيك مثالًا؟
الاحتياطي الفيدرالي حرك سعر الفائدة مؤخرًا أكثر من مرة للسيطرة على التضخم في أمريكا، دون النظر إلى أن التحريك سيؤثر بشدة على العالم، خصوصًا في الأسواق الناشئة.
أليس من حق أمريكا إدارة عملتها المحلية لخدمة مواطنيها؟
في حالة الدولار، كان يفترض أن يكون عملة محايدة منذ سيطر باعتباره عملة الاحتياط العالمية، في قصة يشرحها هذا الفيديو:
وبما أن أمريكا تستغل قوة الدولار في معاقبة الخارجين عن سلطتها، فإنها تعطي العالم إشارة بأن الدولار لم يعد عملة محايدة، بما يفرض التفكير في عملة بديلة تزاحم الدولار.
ليست المرة الأولى التي تلعب أمريكا فيها لعبة الدولار.. لماذا تَسارع البحث عن بديل حاليا؟
ليست المرة الأولى التي يفكر فيها تكتل اقتصادي في بديل للدولار.
منذ تأسيسها، أعطت دول بريكس الأولوية للمدفوعات التي تجري بعملاتها المحلية. وفي 2017، قال رئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي، كيريل ديميترييف إن دول بريكس قد تناقش إمكانية الاعتماد على عملة مشفرة خاصة كبديل لأنظمة الدفع الأخرى.
لكن في 2022، كانت السرعة التي فرض بها الغرب عقوبات على روسيا مفاجأة للعالم، خصوصًا الصين.
تكاد روسيا تنقطع عن النظام المالي العالمي، وإمكانية الوصول إلى الدولار محدودة، ونصف احتياطي النقد الأجنبي الروسي مجمد.
هذا شجع الصين ورسيا على دفع دول بريكس لإيجاد عملة احتياط بديلة.
لا. ليس البيتكوين ولا أي عملة مشفرة متداولة. الفكرة كانت اعتماد عملة مشفرة خاصة لدول بريكس. وهذا مختلف تمامًا عن العملات المتداولة كبيتكوين ومثيلاته.
الفارق كبير بين الأمرين؛ فبينما ظهر البيتكوين كعملة تمثل ما اعتبرته الحكومات “هوسًا للفوضويين الناقمين على الأنظمة المالية القائمة”، كان بديل الحكومات هو إطلاق عملات رقمية حكومية “جوف كوين”تخضع لسيطرة البنوك المركزية؛ كصورة أحدث للأموال: تدار بنفس طريقة إدارة العملات التقليدية، لكنها تتداول رقميًا.
لكن المؤكد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن عن خطة رسمية، قال فيها إن العمل يجري على إنشاء عملة احتياط دولية على أساس سلة من عملات الدول أعضاء بريكس وكذلك آليات بديلة مشتركة موثوقة للمدفوعات الدولية لخفض الاعتماد على النظام المالي الغربي،
كما تعمل على تعزيز استخدام العملات المحلية في التجارة المتبادلة.
وهل هي عملة فعلًا؟ هل يمكن شراء عملة بريكس الجديدة من الصرافة؟
التفاصيل غائبة.
قد يكون الأمر مجرد “بالون اختبار”.
وقد لا تكون عملة بالمعنى المفهوم. بل سلة عملات تتألف من مجموعة عملات الدول الأعضاء لتقديم بديل لحقوق السحب الخاصة (SDR) لصندوق النقد الدولي،
وهي سلة تعتمد على العملات الاحتياطية الأعلى في العالم، مصممة لتكملة احتياطيات أعضاء صندوق النقد الدولي وتخفيف احتياجات تمويل ميزان المدفوعات في أوقات الطوارئ.
لذلك، ربما تتجه دول بريكس إلى إنتاج نظام مطابق. وهذا في حد ذاته سيكون خطوة لمعالجة الهيمنة الأمريكية على صندوق النقد.
ربما تكون كذلك نظامًا اقتصاديًا، اعتماد العملات الوطنية لعمليات التصدير والاستيراد، وتكامل أنظمة الدفع والبطاقات، ونظام الرسائل المالية الخاص، وإنشاء وكالة تصنيف مستقلة لدول بريكس، كما صرح وزير المالية الروسي.
ماذا لو كانت عملة بريكس عملة فعلًا.. هل يصلح اليوان مثلًا؟
يجادل خبراء صينيون حاليًا بأن اليوان يصلح؛ بالنظر للدور المتزايد للعملة الصينية في المدفوعات العالمية، والتسويات، واحتياطيات النقد الأجنبي على المدى الطويل.
لكن المحافظ السابق للبنك المركزي الصيني، زو شياوتشوان، يقول إن الحد من هيمنة الدولار يعتمد على ما إذا كانت الشركات والجمهور على استعداد للتخلي فجأة عن العملة التي استخدموها لفترة طويلة،
النائب السابق لرئيس جمعية بكين للعمليات الاقتصادية، تيان يون، يرى أن النجاح يعتمد بشكل أساسي على ثقة الدول الأخرى في تقدم الصين.
موضوعات متعلقة
