ليست شرًا مطلقًا.. ما الفرق بين الصين والغرب في تمويل أفريقيا؟ | س/ج في دقائق

ليست شرًا مطلقًا.. ما الفرق بين الصين والغرب في تمويل أفريقيا؟ | س/ج في دقائق

4 Jul 2022
أفريقيا الصين
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

أقرضت البنوك الصينية المدعومة من الدولة الحكومات الأفريقية، مليارات الدولارات، لتبني شركات صينية الطرق والموانئ والمطارات، وربطت بعض الصفقات السداد باستخراج الموارد الطبيعية، أو فرض رسوم المرور على الطرق السريعة.

تقول الصين إن هذا كان مربحًا للطرفين، ويقول القادة الأفارقة إن الصين كانت الوحيدة التي أبدت استعدادًا لتلبية احتياجات البنية التحتية حين ولاهم الغرب ظهره.

لكن هناك نقادا غربييين يتهمون الصين بأنها عززت الفساد وأوقعت الدول في فخ الديون!

فلماذا هذا التباين في تقييم التمويل الصيني لأفريقيا؟

وهل كانت الصين شريكًا موثوقًا أم وغدًا حاول استغلال الأفارقة؟

س/ج في دقائق


ما حجم تمويل الصين لأفريقيا؟

في فترة 2000-2020، أقرض الصينيون 160 مليار دولار لحكومات أفريقيا، ذهب ثلثاها لتطوير البنى التحتية.

ذروة الإقراض حدثت في 2016، ثم بدأ الانخفاض، حتى وصلت القروض في 2020 إلى 1.9 مليار دولار فقط، وهو الرقم الأدنى منذ 2004.


لماذا الانخفاض؟

جزئيًا، لعبت كورونا دورًا.

عمليًا، هناك سببان:

1- البروباجاندا الغربية بأن الصين “تبتلع أفريقيا بالديون”، خصوصًا بعدما وصلت القروض الصينية لدول جنوب الصحراء مثلًا 2.5 أمثال تمويل البنك الدولي والغرب مجتمعين.

2- تعديل الصين لسلوكلها في أفريقيا: بتغيير شكل المساعدة التنموية إلى التركيز على التجارة والاستثمار.


وهل ابتلعت الصين أفريقيا بديونها فعلًا؟

الأمر ملتبس؛ لأن الصين متهمة غربيًا بخداع المقترضين للاستيلاء على الأصول ضمن ما يسمى “دبلوماسية فخ الديون”. لكن الإيكونوميست تؤكد أن الصين “ليست مفاوضًا مخادعًا”، وإن كانت “لا تهتم إلا بنفسها”.

في 2020، فحصت مجموعة بحثية غربية 100 عقد بين كيانات صينية ودول نامية، خلصت إلى أن الصين تضع شروطًا صارمة لضمان استعادة أموالها، وتفرض على المقترضين سداد ديونها كأولوية قبل السداد للغير، وتستخدم حسابات الضمان.

بخلاف ذلك، كشف أحدث تقرير عن ديون أفريقيا، 2020، من جامعة جونز هوبكنز، أن القروض الصينية تشكل 17% فقط من الديون الأفريقية.

النسبة أكبر من النسب الفردية لأي من الدائنين. لكنها أقل من حصة البنك الدولي 19%، وحملة السندات التجارية 30%.

الحزام والطريق.. خطة الصين لتقييد العالم بخيوط من حرير؟ | س/ج في دقائق



لكن الحديث يدور عن “بنود سرية” في عقود الإقراض؟

هذا موجود فعلًا، وفق الإيكونوميست.

بحسب ورقة بحثية صدرت عن البنك الدولي 2019، فإن 50٪ من الإقراض الصيني للدول الفقيرة كان “مخفيًا” عن البنك الدولي وصندوق النقد.

لكن ذلك يرجع جزئيًا إلى أن القروض بين المؤسسات شبه الحكومية قد لا تظهر في أوراق الميزان العام، مما يجعل من الصعب على الحكومات حل أزمات الديون.

خصوصًا أن الصين عندما تعيد التفاوض بشأن الديون، تفضل تأجيل مواعيد السداد على تخفيض المبلغ المطلوب سداده.

الصين لا روسيا.. صراع وراثة أمريكا في الشرق الأوسط | س/ج في دقائق


ولماذا يقبل القادة الأفارقة بذلك؟

تمول الصين المشروعات الضخمة التي تحتاجها الدول الأفريقية، والتي كانت تحلم بها لعقود.

كما أن الصين تسرع من عملية إتمام العقود بما يفيد القادة في أوقات الأزمات، ولذلك قال الرئيس السنغالي السابق عبدالله واد إن العقد الذي يستغرق خمس سنوات للمناقشة والتفاوض والتوقيع مع البنك الدولي يستغرق ثلاثة أشهر عندما نتعامل مع السلطات الصينية”.

استغرق متوسط ​​مشروعات البنية التحتية في مبادرة الحزام والطريق، التي وقعت عليها 43 دولة أفريقية: 2.8 سنة، أي ما يقرب من ثلث الوقت الذي يحتاجه البنك الدولي أو بنك التنمية الأفريقي.

مستقبل الرأسمالية | نموذج الصين في مواجهة الليبرالية.. أيهما يزيح الآخر؟ | س/ج في دقائق


وماذا عن اتهام الصين بنشر الفساد في القارة؟

في الكونغو وزامبيا، نالت المشاريع الصينية اتهامات فساد، عبر تضخيم التكلفة لزيادة أرباح وعمولات بعض القادة السياسيين الفاسدين.

وجدت ورقة بحثية استقصائية، أجريت في 2018، على مشاريع صينية في 29 دولة أفريقية، أن السكان المحليين أبلغوا عن زيادات في الفساد، وهو ما لم يحدث مع مخططات البنك الدولي. وخلص المؤلفون إلى أن ذلك يدل على أن الوجود الصيني أثر على المعايير.

لكن محللين يقولون إن السبب هو الفساد داخل بعض دول القارة نفسها؛ إذ تفضل الصين المشروعات المشتركة التي يشارك قادة محليون في إدارتها، بينما يراقب البنك الدولي مخططاته لضمان استعادة أمواله.


هل هناك مصادر إضافية لمزيد من المعرفة؟

تمويل الصين لإفريقيا.. القروض والاستثمارات الضخمة في البنية التحتية (economist)


 

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك