الحزام والطريق| ماذا أنجزت الصين حتى الآن في تأسيس “نظامها العالمي الجديد”؟| س/ج في دقائق

الحزام والطريق| ماذا أنجزت الصين حتى الآن في تأسيس “نظامها العالمي الجديد”؟| س/ج في دقائق

28 Aug 2021
الصين
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

مبادرة الحزام والطريق هي مبادرة صينية مظلية تغطي العديد من المشاريع الرامية إلى تعزيز تدفق السلع والاستثمارات والناس، بهدف إعادة تشكيل العلاقات، وتغيير مسار النشاط الاقتصادي، وتحويل السلطة داخل الدول وفيما بينها.

فماذا تحقق من مبادرة الحزام والطريق حتى الآن؟ وما المتوقع أن يحدث في المستقبل؟

وهل أثرت جائحة كورونا على طموحات الصين في المبادرة؟

س/ج في دقائق


لماذا ومتى تم إنشاء مبادرة الحزام والطريق؟

مبادرة الحزام والطريق هي مبادرة صينية مظلية تغطي العديد من المشاريع الرامية إلى تعزيز تدفق السلع والاستثمارات والناس، بهدف إعادة تشكيل العلاقات، وتغيير مسار النشاط الاقتصادي، وتحويل السلطة داخل الدول وفيما بينها.

نطاق المبادرة كبير جدًا مما يجعل من الصعب تحديد أهداف المبادرة الرئيسية بوضوح. وبالتالي، فإن أفضل طريقة لفهم الغرض من مبادرة الحزام والطريق – هي إلقاء نظرة سريعة على مراحل تطورها، ولكل منها هدفها ومنظورها الخاص:

المرحلة الأولى – لتطوير نهج للتنمية الاقتصادية المستقرة للصين.

المرحلة الثانية – لضمان مكانة الدولة كزعيم إقليمي قوي ومستقر.

المرحلة الثالثة – التكامل الإقليمي مع التوسع إلى البلدان المجاورة.

المرحلة الرابعة – التوسع العالمي واحتلال الفضاء الجغرافي الاقتصادي لثلاث قارات على الأقل.


مرحلة الإعداد (1990 – 2008). كيف انطلقت الصين نحو المبادرة؟

بعد الإصلاحات الاقتصادية المثمرة في الصين خلال السبعينيات والثمانينيات، بدأت التسعينيات بتنفيذ مفهوم “دولة واحدة ونظامان”، مع عودة أكبر المناطق البحرية هونج كونج وماكاو تحت الولاية القضائية الصينية، فأصبح تعزيز الاقتصاد الجغرافي الصيني أكبر.

نتيجة لذلك، خلال الأزمات المالية في التسعينيات – العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، كانت الصين هي الدولة الوحيدة التي تتمتع بثبات العملة.

بعد الأزمة المالية العالمية لعام 2008، أصبح من الواضح أن سوق الأسهم الصينية مستقرة ويمكنها حماية تنمية الاقتصادات الإقليمية، فبدأت الصين في لعب دور مهيمن في المنطقة.



مرحلة وضع المفاهيم (2000-2012). أي مفاهيم ارتكزت عليها؟

في حين أن الفترة 2000-2010 كانت مصحوبة بتنمية اقتصادية مستقرة موجهة نحو التصدير، كانت فجوة التنمية بين المناطق الصينية تتسع، ولذلك قررت الإدارات الصينية تطوير المناطق الأقل تقدمًا في البلاد، ثم بدأت في التفكير في إنشاء آلية تكامل إقليمي داخل آسيا، حيث ستلعب الصين دور المورد الرئيسي.

بدءًا من عام 2004، أصبحت الصين أكثر انخراطًا في أنشطة التوريد في المنطقة، وتوسيع الإنتاج والتصنيع، والمرافق اللوجستية في المناطق منخفضة التطور في البلاد.

في عام 2011، عندما اقترح وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون تطوير طريق حرير جديد مع أفغانستان كمركز، قررت القيادة الصينية التدخل والانتقال من المشاريع الفردية إلى المشاريع الكبيرة، مما أدى إلى إنشاء مبادرة الحزام والطريق.

اشتباكات الهند والصين | حين يخرس الطقس السلاح فيتصارع الحزام والطريق والـ 5G | س/ج في دقائق


مرحلة التنفيذ (2012-2017). كيف أمكن للصين تسويق البرانج؟

كان الدور الرئيسي لهذه المرحلة هو بناء أساس مستقر للمبادرة، والذي يمكن أن يضمن التنمية الاقتصادية والبنية التحتية المستقرة. أثناء الترويج لمبادرة الحزام والطريق، كان الصينيون يركزون على تنويع وتسهيل النظام اللوجستي للمناطق.

عنصر آخر مهم في هذه المرحلة هو إنشاء قاعدة مالية قوية اقتصاديًا للمبادرة، مع إطلاق المبادرة في 2013 كانت الميزانية المبدئية 47 مليار دولار أمريكي، ثم في أكتوبر 2014 تم إنشاء البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، وبحلول مايو 2015، انضم حوالي 60 دولة إلى المبادرة.

أصبحت المبادرة علامة تجارية للصين، وفي الفترة 2016-2017، تقدر التكلفة الإجمالية لمشاريع البنية التحتية بحوالي 60 مليار دولار أمريكي.

الصين لا روسيا.. صراع وراثة أمريكا في الشرق الأوسط | س/ج في دقائق


عام 2017 كان فارقا. كيف تجاوزت فيه الصين العتبة من الإعداد إلى التوسع؟

في مايو 2017 حدثت تغييرات جذرية في أبعاد وطبيعة المبادرة، حيث أصبحت:

1- تقوم على ممرات النقل المؤدية من الصين إلى أوروبا وأفريقيا.

2- التدفق المستمر للاستثمار الأجنبي المباشر إلى آسيا الوسطى ومنطقة القوقاز وأوروبا الشرقية والشرق الأوسط.

3- إنشاء أسواق جديدة في البلدان الواقعة على طول طرق العبور.

4- تغييرات جذرية في نهج حماية الاستثمار الأجنبي المباشر.

في عام 2017، خصصت الصين 15 مليار دولار أمريكي إضافية لصندوق طريق الحرير، وبحلول نهاية عام 2017، زاد حجم التبادل التجاري للصين مع الدول الشريكة سنويًا بمعدل 6٪، وفي 2019-2020 تم تخصيص 8.7 مليار دولار أمريكي إضافية لاحتياجات البلدان النامية التي شاركت في المشروع.

تشير التقديرات إلى أنه سيتم استثمار 4-8 تريليونات دولار أمريكي في مشروع مبادرة الحزام والطريق بحلول عام 2030.

وهكذا، لعب عام 2017 دورًا حاسمًا في تحويل “مبادرة التكامل الإقليمي” إلى مستوى عالمي جديد.

تركيا والصين: هل يتوقف مشروع الحزام والطريق بسبب قضية الإيغور؟ | س/ج في دقائق


وما الهدف النهائي الذي تسعى إليه الصين؟

النتيجة النهائية لمبادرة الحزام والطريق هي إنشاء “مجتمع المصير المشترك للبشرية”، والذي يُعرَّف بأنه نظام عالمي جديد من الاعتماد المتبادل الاقتصادي والسياسي والأمني ​​البديل، والذي يحظى بدولة مركزية هي الصين.

لهذا السبب، يصف القادة الصينيون مبادرة الحزام والطريق على أنها استراتيجية وطنية، ذات عناصر اقتصادية وسياسية ودبلوماسية وعسكرية، وليست مجرد سلسلة من المبادرات.

وبالتالي، تدعم مبادرة الحزام والطريق بشكل مباشر العديد من عناصر استراتيجية الأمن القومي للصين، لإعادة تشكيل النظام الاقتصادي العالمي بطرق تساعد على دفع الصين إلى وضع القوة العظمى.

مستقبل الرأسمالية | نموذج الصين في مواجهة الليبرالية.. أيهما يزيح الآخر؟ | س/ج في دقائق


وهل أثرت جائحة كورونا على تقدم مبادرة الحزام والطريق؟

في الصين، تمكنوا من السيطرة على تفشي المرض بشكل سريع نسبيًا، ولكن من الواضح أنه أثر على الاقتصاد الصيني والسياسة الخارجية بشكل كبير.

علاوة على ذلك، نظرًا للقيود الوبائية، كان على الصين تكييف استراتيجية مبادرة الحزام والطريق الجديدة بطريقة ما. لكن لا يزال بإمكان المبادرة الوفاء بمهمتها.

وهكذا، نفذت الدولة استراتيجية محلية جديدة لمرحلة ما بعد كورونا، والتي تم توسيعها بشكل أكبر لتشمل آثارًا كبيرة على تجارة الصين مع دول مبادرة الحزام والطريق، وكانت الاستراتيجية الجديدة تسمى ” التداول المزدوج “، وتتضمن عدة تحولات متزامنة:

1- تقوية الأسواق الاستهلاكية المحلية الصينية كمصدر للنمو الاقتصادي.

2- إعطاء الأولوية للتصنيع المحلي عالي التقنية والخدمات المرتبطة به للتصدير.

3- تقليل الاعتماد على الدخل من تصدير السلع المصنعة منخفضة القيمة.

4- الحد من الاعتماد على المصادر الفردية للواردات إلى الصين.

قد يفيد هذا التحول بلدان مبادرة الحزام والطريق، على الأقل في المديين القصير والمتوسط. على سبيل المثال، توفر البلدان الأفريقية حاليًا 4٪ فقط من واردات الصين، وقد تستفيد من تنويع الواردات ونمو سوق المستهلك الذي تشير إليه السياسة.

لكن رغم ذلك، كشفت الصين في يونيو 2020 أن 20٪ من مشروعات مبادرة الحزام والطريق “تأثرت بشكل خطير” بالفيروس، وهناك 40٪ تأثرت إلى حد ما، وهذا يعني أن إجمالي الاستثمار في مبادرة الحزام والطريق انخفض بنسبة هائلة بلغت 50٪ في النصف الأول من عام 2020.

بسبب هذه الأرقام، قررت القيادة الصينية أنه من الأفضل في الوقت الحالي التركيز بشكل أكبر على التنمية الداخلية، بدلاً من استثمار الأموال بشكل كبير في الخارج، لذا فإن المزيد من الاستثمار هو من المرجح أن يتم التفكير فيه بعناية أكبر مع التركيز بشكل خاص على الربح، وهو الشيء الذي تفتقر إليه العديد من استثمارات مبادرة الحزام والطريق حاليًا.


هل هناك مصادر أخرى لزيادة المعرفة؟

مبادرة الصين “الحزام والطريق”: التكوين والتنمية (أوراسيا ريفيو)


رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك