أمريكا في مواجهة الصين في البحر الأحمر .. لكن هل سياستها في حرب اليمن تساعدها؟| س/ج في دقائق

أمريكا في مواجهة الصين في البحر الأحمر .. لكن هل سياستها في حرب اليمن تساعدها؟| س/ج في دقائق

14 Apr 2021
أفريقيا الولايات المتحدة
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

القصة في دقيقة:

ازدادت التنافس بين تركيا وغيرها في السنوات الأخيرة في محيط البحر الأحمر بإقامة قواعد عسكرية والتفاوض لتدشين أخرى، والتزمت الولايات المتحدة الصمت.

في البداية بدأت في محاولة تهدئة التنافس من خلال إيقاف حرب اليمن، لكن أزمتها لم تنتهي، حيث أن روسيا والصين كانتا قد تمددتا في القرن الإفريقي بشكل يسمح لهما بتحدي المصالح الأمريكية، بل وطردها خارجه.

لذلك، يرى معهد السلام الأمريكي أن الولايات المتحدة تحتاج إلى إيفاد مبعوث خاص للبحر الأحمر، لكي يقوم بعمل منسق ومتكامل للمنطقة إذا أرادت الولايات المتحدة حماية مصالحها من الانهيار التام.

إلى مزيد من التفاصيل عبر:

س/ج في دقائق


كيف ازدادت المنافسة الإقليمية على النفوذ في البحر الأحمر؟

قامت تركيا بإنشاء قواعد عسكرية في الصومال، وكانت تحاول إنشاء أخرى في ميناء سواكن السوداني بمساعدة استثمارات من قطر، وظهر التحالف بينهما جليا في الصومال التي أضحت تركيا هي أقوى حليف لها وتولت تدريب جيشها.

كما أن تركيا تحاول بسط نفوذ عثماني جديد في القرن الإفريقي، من خلال زيادة الاستثمار في إثيوبيا، وهي محاولة من أردوغان للاستحواذ على مكانة السعودية في منطقة القرن الإفريقي.

لكن السعودية والإمارات كان لهما تواجد كبير في ميناء عصب الإريتري والذي استخدمتاه في حرب اليمن، وتفاوضت السعودية لإنشاء قاعدة عسكرية في جيبوتي، وتوصلت الإمارات إلى اتفاق مع حكومة أرض الصومال، لإنشاء قاعدة عسكرية في بربرة.

البحر الأحمر: أخطر منطقة في العالم!


ولماذا لم تتدخل واشنطن لضبط إيقاع المنافسة في البحر الأحمر من البداية؟

هناك مشكلة واجهت واشنطن في السنوات الماضية، وهي أنها لم تتعامل مع الديناميكيات الجيوسياسية المتغيرة بين اللاعبين غير الأفارقة في منطقة البحر الأحمر، لأن جميعهم شركاء أمنيون مهمون للولايات المتحدة، وفي حالة تركيا، حليف في الناتو.

كل هذه التطورات عقدت العلاقات بشكل كبير في القرن الأفريقي بالنسبة للدول نفسها، وأيضًا بالنسبة للولايات المتحدة، التي تحاول الحفاظ على علاقات جيدة مع الدول على جانبي البحر الأحمر.

على الرغم من أن الاستثمار الأجنبي المباشر لدول الخليج في المنطقة، والمساعدة في التقريب بين إثيوبيا وإريتريا كانا إيجابيين، إلا أن النشاط الدبلوماسي والعسكري قد يؤدي على المدى الطويل إلى زيادة توتر العلاقات في القرن الأفريقي وسيضيف أسبابًا غير ضرورية لزيادة الصراع.

(1) من يملك مفاتيح النفوذ في صراع البحر الأحمر بحريًا وعسكريًا؟ | س/ج في دقائق


وكيف تبني الولايات المتحدة سياستها الحالية؟

ترى الولايات المتحدة أن التطور الأكثر إيجابية لها في المنطقة سيكون إنهاء الحرب في اليمن، لأن ذلك قد يقلل من اهتمام دول الخليج بوجود قواعد عسكرية في القرن الأفريقي.

كما أن ذلك من شأنه إزالة إحدى القضايا الخلافية في الصراع السعودي الإماراتي مع إيران، وبالتالي تحسين فرص الاستقرار السياسي على الجانب الأفريقي من البحر الأحمر.

الولايات المتحدة ترى أن الاستقرار السياسي في مصلحتها، وسيسمح أيضًا لدول القرن الأفريقي بالتعامل بشكل أكثر فاعلية مع الجماعات المتطرفة مثل حركة الشباب في الصومال.

هذا التوجه بدأ منذ عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي كان يرى أن نهاية حرب اليمن تكون بوضع الحوثيين على قوائم الإرهاب والضغط على إيران، لكن الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن بدأ محاولاته لإنهاء حرب اليمن بسياسة عكسية. رفع اسم الحوثيين من قائمة الإرهاب، وتفاوض مع إيران، وضغط على السعودية.

(2) | لماذا يصعب تمييز أصحاب الحق الأصلي في النفوذ على البحر الأحمر ؟| س/ج في دقائق


وماذا عن منافسي الولايات المتحدة العالميين: روسيا والصين؟

يرى معهد السلام الأمريكي إن اعتبار الصين وروسيا منافسين استراتيجيين عالميين للولايات المتحدة يجعل من الصعب، ولكن ليس من المستحيل، العثور على مجالات اهتمام مشترك والتعاون في منطقة البحر الأحمر،

لكنه يؤكد أيضًا أنه من الصعب فصل هذه المنطقة عن السياسة الأمريكية الأوسع، وهناك أسباب مهمة لقلق الولايات المتحدة بشأن الأنشطة الصينية والروسية.

تمتلك الصين الآن قاعدتها العسكرية الوحيدة خارج حدودها في جيبوتي- بالقرب من قاعدة أمريكية- وتوسع نشاطها البحري من خليج عدن وعبر البحر الأحمر وقناة السويس إلى البحر الأبيض المتوسط.

في أوائل عام 2018 اتهمت الولايات المتحدة الصين باستهداف طيارين للطائرات العسكرية الأمريكية بأشعة الليزر العسكرية.

كما تعد الصين أيضًا موردًا رئيسيًا للأسلحة لدول المنطقة، ومن ناحية أخرى، لعبت دورًا إيجابيًا في دعم عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في السودان وجنوب السودان، ودعمت عملية مكافحة القرصنة في خليج عدن، وتصطدم بين الفترة والأخرى مع مصالح الولايات المتحدة حين توسع نفوذها العسكري في المنطقة.

أما روسيا، فهي مورد كبير للأسلحة إلى المنطقة وتتطلع إلى إنشاء قاعدة عسكرية هناك، لكنها على عكس الصين، لم تكن مساهماً هاماً في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، إلا أنها شاركت في عملية مكافحة القرصنة في خليج عدن، ومؤحرًا اتفقت على بناء قاعدة عسكرية في السودان.


وهل النفوذ الصيني تعدى النفوذ الأمريكي في المنطقة؟

السفير الأمريكي السابق في جيبوتي توم كيلي أشار إلى أن وجود القوات الأمريكية والصينية على مقربة شديدة “ستكون تحديًا لجميع المعنيين”.

وفي وقت لاحق، أخبر قائد القوات الأمريكية، الجنرال توماس والدهاوزر، الكونجرس أن شراكة جيبوتي المتزايدة مع الصين “تتعدى، وفي بعض الأحيان، تقلل من وصول الولايات المتحدة ونفوذها”.

منذ خروج وزير الخارجية مايك بومبيو، تخلى العديد من الدبلوماسيين الأمريكيين داخل مكتب الشؤون الأفريقية حتى عن التظاهر بإعطاء الأولوية لمنافسة القوى العظمى،

لكن خصوم الولايات المتحدة لا يلتزمون بمثل هذا التفكير، فرغم أن أهم منشأة عسكرية أمريكية في إفريقيا هي معسكر ليمونير في جيبوتي، إلا أن جيبوتي تضم أول قاعدة عسكرية خارجية للصين وتتلقى أيضًا استثمارات أكبر من بكين.

لذلك إذا سعت الصين في أي وقت لطرد القوات الأمريكية من جيبوتي، فلن يستغرق الأمر أكثر من مكالمة هاتفية من الرئيس شي جين بينغ إلى نظيره الجيبوتي إسماعيل جيي.

(3) أين مصالح القوى الدولية في البحر الأحمر؟ وكيف تتعاون رغم تعارض الدوافع؟ | س/ج في دقائق


وما الذي على الولايات المتحدة فعله إذا أرادت حفظ مصالحها؟

يرى معهد السلام الأمريكي أن الولايات المتحدة تحتاج إلى إيفاد مبعوث خاص للبحر الأحمر، باعتباره أكثر مناطق العالم تذبذبًا والتي ابتليت بالعديد من الصراعات والتنافسات المتداخلة التي تشكل تحديات كبيرة للمصالح الأمريكية، لكي يقوم بعمل منسق ومتكامل للمنطقة.

واعتبر المعهد أن الدبلوماسية رفيعة المستوى والمناورات الخارجية البيروقراطية من المتطلبات الأساسية للنجاح في دفع أولويات السياسة الأمريكية في البحر الأحمر. بدون مثل هذا الاهتمام من المبعوث المخصص، سيتم المساس بعدد من المصالح الحيوية للولايات المتحدة على طول أحد خطوط الصدع الجيوسياسية الأكثر تحولا، إذا لم يتم تقديرها بشكل كافٍ.

في حين أنه من غير المرجح أن تحقق أي قوة شرق أوسطية هيمنة إقليمية في البحر الأحمر، فإن تنافسها يغذي عدم الاستقرار وانعدام الأمن في منطقة متصدعة بالفعل، لذلك على واشنطن أن ترفع أولوية حمايتها للاستقرار السياسي والتنمية الاقتصادية في المنطقة، وهنا فقط قد تخف حدة التنافس بينها وبين روسيا والصين في البحر الأحمر، وعليها قيادة دول المنطقة لتقاسم موارد البحر الغنية بالنفط والمعادن، لأن هذا سيكون سبب الصراع القادم.

كما أن على واشنطن أن تتخلى عن التمسك بالتمييز الذي عفا عليه الزمن بين القرن الأفريقي والشرق الأوسط. بدلا من ذلك، ينبغي أن تقوم بالاستفادة من أصولها كبيرة لتحقيق الاستقرار في المنافسة بين الجهات الخارجية الأخرى.

(4) لماذا فشلت كل جهود تنظيم القوى في البحر الأحمر؟ وهل من حل متاح؟| س/ج في دقائق


هل هناك مصادر أخرى لزيادة المعرفة؟

في منطقة البحر الأحمر.. القوى الخارجية المتنافسة تعقد المصالح الأمريكية (معهد السلام الأمريكي)

لماذا تحتاج الولايات المتحدة إلى مبعوث خاص للبحر الأحمر؟ (معهد السلام الأمريكي)

يمكن لإهمال إفريقيا تحديد إرث السياسة الخارجية لجو بايدن (ناشيونال انترست)

مضيق باب المندب: تنافس إقليمي وقوى عظمى على شواطئ البحر الأحمر (معهد الشرق الأوسط)


 

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك