سافيز البداية| كيف سيغير الصراع بين إيران و إسرائيل ميزان القوى في البحر الأحمر؟| س/ج في دقائق

سافيز البداية| كيف سيغير الصراع بين إيران و إسرائيل ميزان القوى في البحر الأحمر؟| س/ج في دقائق

13 Apr 2021
إسرائيل إيران
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

القصة في دقيقة:

بعد أن تعرضت سفينة إسرائيلية لأضرار بسبب الألغام في خليج عمان في أوائل شهر مارس، ردت إسرائيل من خلال استهداف السفينة الإيرانية سافيز في البحر الأحمر.

في نفس اليوم الذي تم فيه تنفيذ الهجوم على سافيز، أجرى المفاوضون الأمريكيون والإيرانيون محادثات غير مباشرة في فيينا للبحث عن طريق للعودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015، والمعروفة باسم الاتفاق النووي الإيراني.

يعتبر الهجوم على سافيز هو أحدث حادث في صراع محتدم في المنطقة الرمادية بين إسرائيل وإيران. ورغم أن قاعدة إيلات البحرية الإسرائيلية أقرب إلى مسرح البحر الأحمر من أقرب قاعدة إيرانية، لكن الحوثيين المدعومين من إيران يسيطرون على الساحل وجزر بالقرب من مضيق باب المندب، وهو ما يدفع إسرائيل لنقل نشاطها البحري للبحر الأحمر.

إلى مزيد من التفاصيل عبر:

س/ج في دقائق


ما أهمية استهداف إسرائيل لسفينة الحرس الثوري “سافيز” في البحر الأحمر؟

بعد أن تعرضت سفينة إسرائيلية لأضرار بسبب الألغام في خليج عمان في أوائل شهر مارس، ردت إسرائيل من خلال استهداف السفينة الإيرانية سافيز في البحر الأحمر.

منذ عام 2017، قال السعوديون أن سافيز كانت بمثابة قاعدة بحرية ونقطة نقل أسلحة للحرس الثوري الإيراني، فكانت الهدف المثالي للرد باعتبارها السفينة الأم للحرس الثوري في البحر الأحمر، وخصوصًا بعد ظهور الصراع البحري السري بين إسرائيل وإيران إلى العلن هذا العام، وإظهار طهران جرأة جديدة في هجماتها على السفن المملوكة لإسرائيل.

رست السفينة على بعد أميال قليلة من مضيق باب المندب الضيق في الطرف الجنوبي للبحر الأحمر منذ عام 2017، ولم تتحرك منذ ذلك الحين. قال ستيفان واتكينز، باحث دفاعي في كندا، “إنها أشبه بمنصة، وجزيرة عائمة، وبارجة، وليست سفينة”.

استنادًا إلى موقعها، كان يمكن لسافيز أن تراقب السفن عن كثب – بما في ذلك السفن الإسرائيلية – التي تبحر عبر ممر الشحن الرئيسي، وهي أيضًا في وضع جيد للعب دور داعم في الهجمات على الناقلات.

6 هجمات غامضة في 9 أيام.. لماذا لم تنف إسرائيل مسؤوليتها؟ ولماذا لم تتهمها إيران؟ | س/ج في دقائق


ولماذا تم الهجوم في هذا التوقيت؟

في نفس اليوم الذي تم فيه تنفيذ الهجوم على سافيز، أجرى المفاوضون الأمريكيون والإيرانيون محادثات غير مباشرة في فيينا للبحث عن طريق للعودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015، والمعروفة باسم الاتفاق النووي الإيراني.

أشارت بعض المنافذ الإسرائيلية إلى أن إسرائيل حددت توقيت عمليتها بالتزامن مع محادثات فيينا، ربما كرسالة إلى واشنطن أو شركائها العرب بأنها ستواصل العمل ضد التهديدات الإيرانية.

رفض يعقوب عميدرور، مستشار الأمن القومي السابق والزميل الأول في معهد القدس للدراسات الاستراتيجية، هذه الفكرة تمامًا، قائلاً: “هذا هراء إعلامي. تستغرق عملية مثل هذه أسبوعين أو ثلاثة أسابيع للتحضير، ولم يعرف أحد موعد الاجتماع “.

لكن يمكن أن يكون هناك ارتباط مختلف بالمحادثات النووية. ظهر هجوم سافيز من خلال تسريب أمريكي لصحيفة نيويورك تايمز.

من خلال الكشف عن الحادث، ربما تكون إدارة بايدن قد أرسلت رسالة إلى إسرائيل مفادها أنها لا توافق على مثل هذه العمليات بينما تحاول إيجاد صيغة تسمح لها بالانضمام إلى الصفقة النووية.

الاتفاق النووي تحت مقصلة ترامب ووعيد إيران.. أين مصالح الأطراف الرئيسية؟ | س/ج في دقائق


لكن الهجوم يوصف بنقطة فاصلة في الصراع بين طهران وتل أبيب. لماذا؟

الهجوم على سافيز هو أحدث حادث في صراع محتدم في المنطقة الرمادية بين إسرائيل وإيران.

“عمليات المنطقة الرمادية” هي إجراءات قسرية وغامضة تتخذها الجهات الفاعلة التي تحاول قلب النظام الإقليمي دون الوصول للعتبة التي تبرر للخصم الرد العسكري.

يعتقد الخبراء أن نهج المنطقة الرمادية هو عنصر أساسي في استراتيجية الأمن القومي لإيران. يقول أنتوني كوردسمان، من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن: إن الهجوم بدون أدلة تورط يخلق غموضًا يخدم مصالح إيران، فإذا كان بإمكانك استخدام عمليات المنطقة الرمادية لتحقيق أهدافك دون التصعيد إلى نزاع أكثر خطورة، فإن هذه الأنواع من العمليات توفر لك مزايا ومستوى من الأمان لا يوفره القتال عالي الكثافة، وقد مارست إيران مجموعة واسعة جدًا من الهجمات.

لكن إسرائيل منذ فترة بدأت هي الأخرى في التعامل مع إيران بعمليات المنطقة الرمادية، من خلال الهجوم على القوات الإيرانية ووكلائها في سوريا، كما استهدفت إسرائيل ما لا يقل عن 12 سفينة إيرانية كانت متجهة لسوريا.

يقول عميدرور إن الرد الإسرائيلي في البحر الأحمر يبدو معقولاً تمامًا، إنه نطاق تعرف إسرائيل كيف تعمل فيه.

وقال إن الهجوم، إذا كانت إسرائيل وراءه، له معنى استراتيجي أيضًا. وقال: “نهاية اللعبة هي أن نوضح للإيرانيين أنهم لا يستطيعون ضرب السفن المدنية التي لها صلة بإسرائيل والتي لم تنتهك أي قانون دولي، وإذا استمروا في القيام بذلك، فإن إسرائيل تعرف كيف تعمل من حدودها”.

الجانب الآخر من أهمية الضربة هو السلوك الإعلامي الذي تطور أخيرا، بعد الهجوم السيبراني على مفاعل نطنز النووي، حيث لم تقيد السلطات في إسرائيل وسائل الإعلام في تغطيتها للخبر، وهو ما يسبب إحراجا لطهران.

هذا السلوك يسير على منوال سياسة إضعاف صورة إيران أمام جمهورها، التي اتبعتها إدارة دونالد ترامب. ويدفع إيران إلى الخروج من المنطقة الرمادية وتنفيذ عمليات معلنة تحفظ بها ماء وجهها.

معركة غير معلنة بين إيران – إسرائيل: هل يقترب الشرق الأوسط من الحرب؟ | س/ج في دقائق


وهل ترتدع إيران وتتوقف عن مهاجمة السفن الإسرائيلية؟

الردع ليس هدفًا سهلاً لتحقيقه أو حتى قياسه، فبينما يبدو أن العمليات الإسرائيلية في سوريا أجبرت صانعي القرار في طهران على قبول فكرة تجنب مهاجمة الجنود الإسرائيليين والبنية التحتية عبر الحدود، فإن الوضع في الخليج العربي وخليج عمان مختلف تمامًا،

حيث تمتلك إسرائيل قدرة قليلة – بخلاف الغواصات – لإبراز القوة هناك، بينما استثمرت إيران بكثافة في متابعة الهيمنة على البحار في جوارها، والتي تشمل مضيق هرمز، وهو ممر ملاحي لا يقل أهمية عن باب المندب.

قال خوريف، النائب السابق لقائد البحرية الإسرائيلية: “التجربة التي لدينا هي أن الإيرانيين لا يترددون في التصعيد في منطقة لا تملك فيها البحرية الإسرائيلية القدرة على العمل”.

وقال متحدث باسم الجيش الإيراني إن إيران سترد “بالتأكيد” على الهجوم الأخير على سفينة إيرانية في البحر الأحمر.

لذلك، لا يمكن لإسرائيل أن تضع جنودها على متن سفن مدنية إسرائيلية في الخليج العربي، حيث يمكن أن تحتجزهم إيران. أكثر السبل الواعدة لإسرائيل هو السعي للحصول على نوع من الضمانات الأمنية من قبل الولايات المتحدة ودول الخليج لحماية الشحن الإسرائيلي.


وكيف ستغير الضربة ميزان القوى في البحر الأحمر؟

ميزان القوى بين إسرائيل وإيران في البحر الأحمر أكبر من أن يتم تحديده بحوادث هنا أو هناك، فرغم أن قاعدة إيلات البحرية الإسرائيلية أقرب إلى مسرح البحر الأحمر من أقرب قاعدة إيرانية، لكن الحوثيين المدعومين من إيران يسيطرون على الساحل والجزر بالقرب من مضيق باب المندب.

يعد البحر الأحمر منطقة يصعب على أي بحرية أن تعمل فيها. ممراته البحرية الضيقة تعني أن السفن تبحر بالقرب من بعضها البعض وبالقرب من ساحل مصر والسودان وإريتريا واليمن، والتي كافحت جميعها لفرض السيطرة على مساحات شاسعة من أراضيها.

ومع ذلك، يعتقد البعض أنه في ظل التهديد الإيراني والعلاقات التجارية المزدهرة مع دول الخليج، يجب على إسرائيل تحسين قدراتها في البحر الأحمر. يقول خوريف: “أعتقد أن البحرية يجب أن تنقل مركز نشاطها من البحر الأبيض المتوسط ​​إلى البحر الأحمر”.

هذه المهمة أكثر تعقيدًا مما قد تبدو عليه. بالإضافة إلى القرب من الجماعات المعادية مثل الحوثيين، يجب على إسرائيل الحصول على إذن من مصر في كل مرة تريد فيها نقل السفن من البحر الأبيض المتوسط ​​إلى البحر الأحمر عن طريق الإبحار بسفينة حربية عبر قناة السويس.


هل هناك مصادر أخرى لزيادة المعرفة؟

بعد هجوم سافيز .. قد تكون إسرائيل في حالة يرثى لها لمحاولة محاربة إيران في البحر (تايمز أوف إسرائيل)


رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك