إسرائيل والولايات المتحدة لم تعلنا مسؤوليتهما عن أي من تلك الهجمات، بالتالي يجب الحذر في إسناد المسؤولية. لكن الملابسات تشير بقوة إليهما، ما فتح باب التكهن حول حرب غير معلنة تعكس تنفيذ نية البلدين التي أعلناها مرارًا بإلحاق الأذى بالجمهورية الإسلامية ردًا على سلوكها الإقليمي.
6 هجمات غامضة في 9 أيام.. لماذا لم تنف إسرائيل مسؤوليتها؟ ولماذا لم تتهمها إيران؟ | س/ج في دقائق
إسرائيل والولايات المتحدة لديهما تاريح من اتباع نفس الطريقة في مواضع وأماكن أخرى. العمل الأكثر وضوحًا للولايات المتحدة كان اغتيال قاسم سليماني يناير الماضي بصاروخ أطلقته طائرة دون طيار أثناء خروجه من مطار بغداد الدولي.
إسرائيل كذلك محبطة بشكل متزايد بسبب ما تراه تقاعسًا غربيًا عن سلوك إيران. إضافة إلى سجل حملاتها المشابهة، مثل قصف المفاعل النووي العراقي عام 1981، والمنشأة النووية السورية عام 2007، وأجهزة الطرد المركزي الإيرانية في 2009.
مسؤول إسرائيلي لم يُذكر إسمه قال لنيويورك تايمز في 5 يوليو، إن إسرائيل مسؤولة عن وضع “قنبلة شديدة الانفجار” في نطنز.
صحيفة واشنطن بوست أكدت أيضًا أن إسرائيل المسؤولة، أما وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، حينما سئل عن الحوادث أجاب بأنه ليس من الضروري أن تكون إسرائيل وراء أي هجمات تطال إيران، لكنه لم ينكر صراحةً تورط بلاده في الأمر.
ورغم عدم إعلان الحكومتين مسؤوليتها المباشرة عن الحوادث الأخيرة، لكن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كانت أعلنت نيتها إلحاق أكبر ألم بإيران، بما في ذلك، على سبيل المثال، العقوبات الاقتصادية. أما إسرائيل، فكل خطاباتها حول إيران معادية تمامًا.
ناهيك عن استمرار الهجمات الإيرانية ضد الأمريكيين وشركائهم في العراق، والهجمات السيبرانية ضد البنية التحتية الإسرائيلية.
إضافة إلى ما سبق، يرى المسؤولون في الإدارتين أن إيران اليوم في أضعاف حالاتها، بسبب العقوبات الاقتصادية وجائحة كورونا والاحتجاجات الهائلة التي شهدتها الخريف الماضي.
إيران كورونا| كيف هدم الفيروس بيت العنكبوت .. كدابة الأرض تأكل منسأته | الحكاية في دقائق
إسرائيل قد تكون فضلت سياسة العمل الانفرادي تجاه برنامج إيران النووي بعد الإحباط المتزايد جراء فشل الدول الغربية والإقليمية في كبح جماح القدرات العسكرية والنووية للجمهورية الإسلامية، والتي تعتبرها إسرائيل تهديدًا مباشرًا لأمنها المحلي والإقليمي، ومع وجود إدارة أمريكية تتبنى نفس وجهة النظر الإسرائيلية، فهذا دافع مثالي لإسرائيل للعمل بقوة أكثر ضد برنامج إيران النووي.
قبل خطة العمل المشتركة والمعروفة باسم الاتفاق النووي الإيراني 2013، انخرطت إسرائيل في حملة طويلة الأمد من أجل إضعاف القدرات النووية الإيرانية، أبرزها تنفيذ عمليات سرية وهجمات سيبرانية وعمليات اغتيالات بحق علماء إيرانيين.
في الوقت ما بين عامي 2002 و2012 خططت إسرائيل بشكل علني لأعمال عدائية تستهدف المنشآت النووية الإيرانية قبل أن تتراجع عنها مرة أخرى.
الهجمات الأخيرة سوف تتسبب في تأخير إيران في تطوير برنامجها النووي. المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، قال إن حريق نطنز تسبب في “أضرار كبيرة” وسوف يبطئ تطوير عمل أجهزة الطرد المركزي على المدى المتوسط.
السلاح السيبراني بغرض القتل | بدأ باستهداف السعودية وتوسع في حرب إسرائيل / إيران | س/ج في دقائق
الانتقام الإيراني يقضي على آخر ما تبقى من برنامج إيران بعد الانسحاب الأمريكي في مايو 2018، في الوقت الذي قد تحاول فيه إسرائيل تقويض ما تبقى من الدعم الدولي للاتفاقية عبر إثارة إيران لإظهار أنها تتراجع عن الالتزامات السياسية التي يحددها الاتفاق النووي.
وإذا تيقن أنها بداية حملة إسرائيلية أكبر، قد تكتفي إيران باتخاذ خطوات تأمينية أكثر من الداخل بنقل أنشطتها النووية إلى مواقع عسكرية، لكن الأمر ينطوي على مخاطرة أخرى بانتهاك خطة العمل المشتركة عبر زيادة صعوبة وصول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى مواقعها النووية.
إيران أيضا تحتاج إلى الحفاظ على علاقاتها التجارية مع أوروبا وروسيا والصين لمساعدة اقتصادها المثقل بالعقوبات.
الاتفاق النووي تحت مقصلة ترامب ووعيد إيران.. أين مصالح الأطراف الرئيسية؟ | س/ج في دقائق