معركة غير معلنة بين إيران – إسرائيل: هل يقترب الشرق الأوسط من الحرب؟ | س/ج في دقائق

معركة غير معلنة بين إيران – إسرائيل: هل يقترب الشرق الأوسط من الحرب؟ | س/ج في دقائق

28 Jul 2020
إيران
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

سلسلة من الهجمات العنيفة ضربت إيران خلال الفترة القصيرة الماضية.. انفجارات وحرائق متكررة بمنشآت نووية ونفطية. لم يعلن أحد المسؤولية. لكن أصابع الاتهام موجهة نحو أصحاب المصلحة: الولايات المتحدة وإسرائيل. لكن حتى لو ثبت الاتهام، ربما ترد طهران سيبرانيًا، لكن قدراتها محدودة على جر الشرق الأوسط نحو الحرب الشاملة.

س/ج في دقائق


هل من دلائل على وقوف إسرائيل والولايات المتحدة وراء هجمات إيران؟

ناشيونال إنتريست تصفت الحوادث الأخيرة بـ “أقل من الحرب بقليل”.

مع أواخر يونيو 2020، وقع انفجار في منشأة نطنز النووية.

سبقه انفجار في منشأة لإنتاج الوقود السائل للصواريخ الباليستية بمنطقة خوجير قرب طهران، ولحقه حريق في شيزار، ثم انفجار في محطة لتوليد الطاقة في الأهواز، وتسرب لغاز الكلور في محطة قارون للبتروكيماويات، إضافة إلى هجوم سيبراني استهدف ميناء الشهيد رجائي جنوبي إيران، وهو أحد المراكز المهمة لاقتصاد البلاد؛ إذ يمر من خلاله 50% من الصادرات والواردات.

بحسب بي بي سي، تقول إيران إنها حددت من يقف وراء الهجمات لكنها لن تعلنه حاليًا لأسباب أمنية. لكن وكالة “إيرنا” الإيرانية الرسمية اتهمت إسرائيل والولايات المتحدة صراحة بالوقوف وراء الأعمال التخريبية، وهو نفس التصريح الذي أدلى به مسؤول استخباراتي إيراني لنيويورك تايمز.

إسرائيل والولايات المتحدة لم تعلنا مسؤوليتهما عن أي من تلك الهجمات، بالتالي يجب الحذر في إسناد المسؤولية. لكن الملابسات تشير بقوة إليهما، ما فتح باب التكهن حول حرب غير معلنة تعكس تنفيذ نية البلدين التي أعلناها مرارًا بإلحاق الأذى بالجمهورية الإسلامية ردًا على سلوكها الإقليمي.

6 هجمات غامضة في 9 أيام.. لماذا لم تنف إسرائيل مسؤوليتها؟ ولماذا لم تتهمها إيران؟ | س/ج في دقائق

إسرائيل والولايات المتحدة لديهما تاريح من اتباع نفس الطريقة في مواضع وأماكن أخرى. العمل الأكثر وضوحًا للولايات المتحدة كان اغتيال قاسم سليماني يناير الماضي بصاروخ أطلقته طائرة دون طيار أثناء خروجه من مطار بغداد الدولي.

إسرائيل كذلك محبطة بشكل متزايد بسبب ما تراه تقاعسًا غربيًا عن سلوك إيران. إضافة إلى سجل حملاتها المشابهة، مثل قصف المفاعل النووي العراقي عام 1981، والمنشأة النووية السورية عام 2007، وأجهزة الطرد المركزي الإيرانية في 2009.

مسؤول إسرائيلي لم يُذكر إسمه قال لنيويورك تايمز في 5 يوليو، إن إسرائيل مسؤولة عن وضع “قنبلة شديدة الانفجار” في نطنز.

صحيفة واشنطن بوست أكدت أيضًا أن إسرائيل المسؤولة، أما وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، حينما سئل عن الحوادث أجاب بأنه ليس من الضروري أن تكون إسرائيل وراء أي هجمات تطال إيران، لكنه لم ينكر صراحةً تورط بلاده في الأمر.

ورغم عدم إعلان الحكومتين مسؤوليتها المباشرة عن الحوادث الأخيرة، لكن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كانت أعلنت نيتها إلحاق أكبر ألم بإيران، بما في ذلك، على سبيل المثال، العقوبات الاقتصادية. أما إسرائيل، فكل خطاباتها حول إيران معادية تمامًا.

ناهيك عن استمرار الهجمات الإيرانية ضد الأمريكيين وشركائهم في العراق، والهجمات السيبرانية ضد البنية التحتية الإسرائيلية.

إضافة إلى ما سبق، يرى المسؤولون في الإدارتين أن إيران اليوم في أضعاف حالاتها، بسبب العقوبات الاقتصادية وجائحة كورونا والاحتجاجات الهائلة التي شهدتها الخريف الماضي.

إيران كورونا| كيف هدم الفيروس بيت العنكبوت .. كدابة الأرض تأكل منسأته | الحكاية في دقائق


ما الجدوى المنتظرة من وراء الهجمات؟

برنامج إيران النووي محط الاهتمام المشترك بين إسرائيل والولايات المتحدة.

هناك رأيان في هذا الجانب، الأول يرى أن اتفاق إيران النووي أنتج أداء أفضل من مهاجمة منشآتها النووية. أنصار هذا الرأي يلقون باللوم على إدارة ترامب لأن انسحابها من الاتفاقية أدى في النهاية إلى تسريع إيران لأنشطتها النووية، وأن شن هجمات لن يردع إيران عن أي أنشطة غير مرغوب فيها.

الرأي الثاني يرى أن الأحداث الأخيرة تساهم في تقويض صورة النظام الإيراني لدى مواطنيه، وهي الصورة التي يحاول تلقينها لهم عن قوة إيران، كما تضع النظام الإيراني في محنة تضاف إلى محنة اغتيال العقل الاستخباراتي لطهران قاسم سليماني.

إسرائيل قد تكون فضلت سياسة العمل الانفرادي تجاه برنامج إيران النووي بعد الإحباط المتزايد جراء فشل الدول الغربية والإقليمية في كبح جماح القدرات العسكرية والنووية للجمهورية الإسلامية، والتي تعتبرها إسرائيل تهديدًا مباشرًا لأمنها المحلي والإقليمي، ومع وجود إدارة أمريكية تتبنى نفس وجهة النظر الإسرائيلية، فهذا دافع مثالي لإسرائيل للعمل بقوة أكثر ضد برنامج إيران النووي.

قبل خطة العمل المشتركة والمعروفة باسم الاتفاق النووي الإيراني 2013، انخرطت إسرائيل في حملة طويلة الأمد من أجل إضعاف القدرات النووية الإيرانية، أبرزها تنفيذ عمليات سرية وهجمات سيبرانية وعمليات اغتيالات بحق علماء إيرانيين.

في الوقت ما بين عامي 2002 و2012 خططت إسرائيل بشكل علني لأعمال عدائية تستهدف المنشآت النووية الإيرانية قبل أن تتراجع عنها مرة أخرى.

الهجمات الأخيرة سوف تتسبب في تأخير إيران في تطوير برنامجها النووي. المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، قال إن حريق نطنز تسبب في “أضرار كبيرة” وسوف يبطئ تطوير عمل أجهزة الطرد المركزي على المدى المتوسط.

السلاح السيبراني بغرض القتل | بدأ باستهداف السعودية وتوسع في حرب إسرائيل / إيران | س/ج في دقائق


هل ترد إيران على الهجمات الأخيرة؟

الرد مرتبط بقدرات إيران الحالية.

التكتيكات غير المتكافئة، والأعباء الاقتصادية نتيجة العقوبات الاقتصادية، وجائحة كورونا، وحالة الإحباط بسبب اغتيال قاسم سليماني تصعب من قدرة الرد الإيراني،

رغم أنها قد تشن بعض الهجمات السيبرانية أو هجمات ضد أهداف عسكرية وأمريكية عن طريق وكلاء، إلا أن خيارها الوحيد المتوفر حاليًا هو التعويل على رحيل ترامب في الانتخابات المقبلة.

الانتقام الإيراني يقضي على آخر ما تبقى من برنامج إيران بعد الانسحاب الأمريكي في مايو 2018، في الوقت الذي قد تحاول فيه إسرائيل تقويض ما تبقى من الدعم الدولي للاتفاقية عبر إثارة إيران لإظهار أنها تتراجع عن الالتزامات السياسية التي يحددها الاتفاق النووي.

وإذا تيقن أنها بداية حملة إسرائيلية أكبر، قد تكتفي إيران باتخاذ خطوات تأمينية أكثر من الداخل بنقل أنشطتها النووية إلى مواقع عسكرية، لكن الأمر ينطوي على مخاطرة أخرى بانتهاك خطة العمل المشتركة عبر زيادة صعوبة وصول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى مواقعها النووية.

إيران أيضا تحتاج إلى الحفاظ على علاقاتها التجارية مع أوروبا وروسيا والصين لمساعدة اقتصادها المثقل بالعقوبات.

الاتفاق النووي تحت مقصلة ترامب ووعيد إيران.. أين مصالح الأطراف الرئيسية؟ | س/ج في دقائق


مصادر إضافية للمزيد من المعرفة:

انفجارات إيران تشير إلى حملة تخريب محتملة (ستراتفور)

هل تقف إسرائيل وراء هجمات إيران؟ (واشنطن بوست)

الحرب غير المعلنة ضد إيران (ناشونال انترست)

الحوادث الغامضة في إيران قد تثيرها ضد إسرائيل (هآرتس)


رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك