التحالف الكوشي.. هل تسعى إريتريا لتشكيل منظمة بديلة في البحر الأحمر؟| س/ج في دقائق

التحالف الكوشي.. هل تسعى إريتريا لتشكيل منظمة بديلة في البحر الأحمر؟| س/ج في دقائق

15 Apr 2021
أفريقيا
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

القصة في دقيقة:

اقترح الرئيس الإريتري على زعماء إثيوبيا والصومال مناقشة “التعاون الإقليمي”، حيث أعلن أسياس أفورقي عن مقترحه لتعميق التكامل بين البلدان الثلاثة فيما يسمى بالتحالف الكوشي.

اقتراح أفورقي لـ “التحالف الكوشي” استمرار للجهود التي دافع عنها في التسعينيات لترسيخ التحالفات بين الحكومات ذات النظرة السياسية المماثلة، حيث يبدو أن أسمرة تقترح معايير إقليمية جديدة وتفاهمات حول السلام والأمن.

هذا التحرك يهدف لتذكير الأعداء القدامى في القرن الأفريقي (جيبوتي والسودان) ودول الخليج بأن إريتريا لديها أصدقاء بديلون، ولن تقبل دورًا كوكيل إقليمي للسعودية أو الإمارات.

إلى مزيد من التفاصيل عبر:

س/ج في دقائق


متى أعلنت إريتريا مقترحها للكتلة الإقليمية الجديدة؟

عندما استضاف الرئيس الإريتري أسياس أفورقي في فبراير 2020 زعماء إثيوبيا والصومال دعاهم لمناقشة التعاون الإقليمي، وأعلن عن مقترحه لتعميق التكامل بين الدول الثلاث فيما يسمى بالتحالف الكوشي.

رغم أن المبادرة لم تلق سوى اهتمام قليل في الصحف العالمية، إلا أنها جذبت اهتمام صانعي السياسة وغيرهم ممن يعملون من أجل الاستقرار في القرن الأفريقي ومنطقة البحر الأحمر.


وما تجارب إريتريا السابقة في التحالفات الإقليمية؟

كانت علاقة إريتريا بفكرة التعاون الإقليمي معقدة منذ أن حصلت على استقلالها عن إثيوبيا في عام 1993 بعد حرب استمرت 30 عامًا،

ففي نفس العام، أذهل الرئيس الإريتري نظرائه الأفارقة عندما كرر، في قمة منظمة الوحدة الأفريقية (الاتحاد الأفريقي الآن)، الانتقادات التي صاغها كواحد من أخطر قادة حرب العصابات في إفريقيا،

حيث اتهمهم بالفشل لأنهم غضوا الطرف عن الإرهاب الذي تسببت فيه الديكتاتورية العسكرية المدعومة من الاتحاد السوفيتي (الدرغ) في إثيوبيا، واتهم أقرانه بالتشبث بالسلطة بينما فشلوا في اتخاذ أي إجراء ذي مغزى لمعالجة الفقر في إفريقيا.

من نقطة البداية تلك، لم تستثمر إريتريا أبدًا موارد كبيرة في الدبلوماسية على مستوى القارة، واعتبرت الاتحاد الإفريقي “كلبًا مدللا” للإمبريالية الأمريكية وآلية لتطلعات الهيمنة لإثيوبيا، منافستها الرئيسية. بالإضافة إلى ذلك، انسحبت إريتريا مرتين من الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيجاد).

في التسعينيات، شكل أسياس ومقاتلوه طليعة موجة حركات التحرير الإفريقية اليسارية التي استولت على السلطة بين عامي 1991 و 1997، وجنبًا إلى جنب مع “الرفاق القادة” في الكونغو وإثيوبيا ورواندا وأوغندا، كان أسياس يحلم بـ “القرن الأفريقي الكبير”، حيث هدف لتشكيل بديل عن منظمة الوحدة الإفريقية، يضم الأنظمة ذات التفكير المماثل، للعمل بشكل مشترك على تطوير فرص الاستثمار الإقليمية لتعزيز التضامن الأيديولوجي.

كما أرسلت الحكومة في أسمرة قوات إريترية وجواسيس ودبلوماسيين لدعم الحروب ضد النظام العسكري الإسلامي في السودان وديكتاتورية موبوتو سيسي سيكو في جمهورية الكونغو الديمقراطية (زائير آنذاك)، وكانت هذه تضحيات ملموسة بالدم والأموال قدمتها إريتريا الهشة والصغيرة والمستقلة حديثًا لتعزيز الشكل المفضل لها من التكامل الإقليمي.


وما دوافع أفوقي لتدشين “التحالف الكوشي”؟

اقتراح أفورقي لتعميق التكامل بين إريتريا وإثيوبيا والصومال (التحالف الكوشي) استمرار للجهود التي دافع عنها في التسعينيات لترسيخ التحالفات بين الحكومات ذات النظرة السياسية المماثلة، جيث يبدو أن أسمرة تقترح معايير إقليمية جديدة وتفاهمات حول السلام والأمن بالإضافة إلى روابط البنية التحتية لتشكيل شبكة من الشراكات بين الدول المشاركة.

ومع ذلك، فإن خيبات الأمل في المشاريع الماضية لم تُنس، ولا سيما منذ “حرب الإخوة” 1998-2000 مع إثيوبيا، والتي أنهت حلم “القرن الكبير”، حيث ركزت الدبلوماسية الإريترية، منذ ذلك الصراع، على خلق مساحة للمناورة ورسم سياسة خارجية مستقلة عن الهيمنة الإثيوبية.

على مدى 20 عامًا تقريبًا، سعى أفورقي إلى تقويض الحكومة الإثيوبية من خلال دعم معارضتها الداخلية وكذلك خصومها في الصومال – وهي سياسات ساهمت في فرض عقوبات دولية.

كما انضمت إريتريا إلى خصم إثيوبيا، مصر، ومن خلال إقامة شراكات مع السعودية والإمارات، عرض فيها أسياس التعاون الأمني ​​- لا سيما استخدام ميناء إريتريا على البحر الأحمر في عصب للعمليات في حرب اليمن – مقابل الحصول على مساعدات اقتصادية.

في حين أن هذه التحركات الدبلوماسية فشلت في وقف الهيمنة الإقليمية لإثيوبيا، فقد حققت الهدف الرئيسي المتمثل في إبقاء حكومة أفورقي في السلطة.


فما الذي تغير؟

في 2019 حدث تغيير في نمط مناورة أفورقي، بسبب التحولات الجيوسياسية الأخيرة، ومن بينها تأثر منطقة القرن الإفريقية بالمقاطعة الخليجية واهتمام العالم بأزمة اللاجئين، مما قدم لأفورقي نفوذًا دبلوماسيًا وماليًا للانتقال من العزلة إلى النفوذ الإقليمي.

بالإضافة إلى ذلك، صعد رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد إلى السلطة في بلاده، مما مكن أسياس من التعاون معه في التفاوض بسرعة لإنهاء الحرب “المجمدة” في بلديهما،

واستغل أفورقي أن رئيس وزراء إثيوبيا صغير في السن ليقدم نفسه باعتباره أكبر رجل دولة في المنطقة ويطرح فكرته الخاصة عن التعاون في القرن الإفريقي.


هل أفورقي جاد إذن في فكرة التحالف الكوشي .. أم مجرد مناورة؟

إريتريا بلد تتسم سياستها الخارجية بالتناقضات والتقلبات، بوصف منتقديها، وبالمرونة وتغيير الاصطفافات لكي تحافظ على استقلاليتها، بوصف المسؤولين فيها.

انضمت  لهيئات إقليمية جديدة، مثل مجلس الدول العربية والأفريقية للبحر الأحمر وخليج عدن، ولكنها تطلق تصريحات في سبيل تحالف مواز.

انتقدت الإيجاد، والاتحاد الإفريقي،  لكنها غيرت توجهها لتساهم في تنشيط الإيجاد ودور الاتحاد الأفريقي في القرن الأفريقي،

كان لدى السودان وإثيوبيا والسعودية خططهم الخاصة للمنطقة، وإريتريا اعتبرت أن هذه الخطط لم تراع المصالح الإريترية،لكن رغم ذلك، انضمت إريتريا إلى مجلس البحر الأحمر تلبية لدعوة السعودية.

عضوية مجلس البحر الأحمر بقيادة السعودية أفادت إريتريا بإرسال رسالة لإثيوبيا بأنه على الرغم من العلاقة بي أبي أحمد وأسياس أفورقي، فإن لدى إريتريا خيارات استراتيجية لا تتطلب موافقة إثيوبيا،

وبالمثل، فإن تحرك أسياس نحو تجمع جديد مع إثيوبيا والصومال مفيد لتذكير الأعداء القدامى في القرن الأفريقي (جيبوتي والسودان) بالإضافة إلى دول الخليج بأن إريتريا لديها أصدقاء بديلون ولن تقبل دورًا كوكيل إقليمي للسعودية أو الإمارات،

فرغم أن التواجد الخليجي في القرن الإفريقي قد ساعد أفورقي على الخروج من عزلته، إلا أن إريتريا تخشى أن تفقد استقلاليتها في المستقبل.

لسنوات، ساهم ازدراء الرئيس أفورقي للمنتديات المتعددة الأطراف مثل الاتحاد الأفريقي، وعلاقاته المتوترة مع العديد من الحكومات في المنطقة، في رسم صورة لإريتريا على أنها “كوريا الشمالية في أفريقيا”،

يرى البروفيسور هاري فيرهوفن، من شبكة جامعة أكسفورد الصينية الأفريقية: إن اقتراح أسياس هو تعديل دقيق لتحالفات إريتريا وسط النفوذ المتزايد لدول الخليج العربي في إفريقيا.


هل هناك مصادر أخرى لزيادة المعرفة؟

وسط تنافسات البحر الأحمر.. إريتريا تلعب من أجل الاستقلال (معهد السلام الأمريكي)


رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك