أزمة سد النهضة | محاولتان لم تكتملا لمد نفوذ مصر في إفريقيا .. هل هذه المرة مختلفة؟ | س/ج في دقائق

أزمة سد النهضة | محاولتان لم تكتملا لمد نفوذ مصر في إفريقيا .. هل هذه المرة مختلفة؟ | س/ج في دقائق

1 Jul 2021
أثيوبيا مصر
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

القصة في دقيقة:

في ذروة طموح الأسرة العلوية قصير الأجل، كان السودان خاضعًا لسيطرة مصر.. حاول حينها الخديوي إسماعيل تأمين منابع النيل بشن حملة عسكرية غير ناجحة على إثيوبيا بين عامي 1874 – 1876.

بعد حوالي 70 عامًا، انخرطت مصر في أفريقيا مجددًا، هذه المرة عبر حمل لواء مقاومة الاستعمار في إفريقيا وخارجها. لكنها انجرفت سريعًا في الحروب العربية مع إسرائيل، فتقلصت مشاركتها في أفريقيا جنوب الصحراء.

المشهد تغير في السنوات القليلة الماضية: بـ “Comeback” مثير، لا سيما مع دول حوض النيل.

أضافت إليها في الشهور الأخيرة سلسلة من الاتفاقيات العسكرية والاقتصادية مع أوغندا وكينيا وبوروندي ورواندا وجيبوتي.

ومع مناورة عسكرية مشتركة في السودان مؤخرًا، تقول بي بي سي إن القاهرة ترسل رسالة تحذير، ليس فقط إلى إثيوبيا بل إلى العالم الأوسع، بأن البلدين لن يخجلا من استخدام قوتهما العسكرية إذا لزم الأمر في مسألة حياة أو موت مثل ماء النيل.

س/ج في دقائق


كيف تعاملت مصر مع منابع النيل عبر تاريخها؟

تضم الجمعية الجغرافية المصرية، التي تأسست 1875، مخطوطات مهمة تعكس اهتمام مصر الطويل الأمد بمنابع النيل في أفريقيا جنوب الصحراء، من بينها خريطة تاريخية توضح الحدود الجنوبية لمصر عند بحيرة فيكتوريا في شرق أفريقيا.

مديرية خط الاستواء

تأسست الجمعية في ذروة طموح مصر الإمبراطوري قصير العمر، والذي وضع السودان تحت السيطرة المصرية وسعى لضم إثيوبيا في حملة عسكرية غير ناجحة من 1874 إلى 1876.

بعد حوالي 70 عامًا، سقطت الدولة العلوية وأتت ثورة 23 يوليو 1952، حيث ركز جمال عبد الناصر على تحويل مصر إلى حاملة لواء النضالات ضد الاستعمار في أفريقيا وخارجها.

لكن مصر انجرفت في الحروب العربية الإسرائيلية، تضاءلت مشاركتها مع أفريقيا جنوب الصحراء.

مع ذلك، شهدت السنوات القليلة الماضية ما تصفها بي بي سي بـ “عودة مثيرة” لا سيما مع دول حوض النيل.


بماذا عززت مصر مشاركتها مع دول حوض النيل مؤخرًا؟

وقعت مصر سلسلة اتفاقيات عسكرية واقتصادية مع أوغندا وكينيا وبوروندي ورواندا وجيبوتي في الأشهر الأخيرة.

وأبرمت اتفاقيات تكامل ضخمة مع السودان، التي شاركت معها مؤخرًا في مناورات عسكرية كبيرة.

وربطت مصر شبكتها الكهربائية مع السودان، مع خطط لربط شبكات السكك الحديدية أيضًا، ورؤية لتشغيل خدمة قطار من الإسكندرية إلى كيب تاون.

السيسي ينهي مرحلة “اللعب على البارد” في سد النهضة.. خيارات الحل العسكري وعواقبه | س/ج في دقائق


لماذا العودة الضخمة المفاجئة؟

الكلمة الأساسية في تغيير السياسة الخارجية كانت سد النهضة الإثيوبي.

تقول نائل شامة، الخبير في السياسة الخارجية المصرية: “لطالما اعتمدت مصر على الدبلوماسية لحل خلافاتها مع إثيوبيا حول سد النهضة، لكن يبدو أن مسار المفاوضات قد استنفد، أو يكاد يكون كذلك”.


لماذا تحتاج الاتفاقات العسكرية للدعم بالروابط التجارية؟

ولاء بكري، الأكاديمي في جامعة وستمنستر البريطانية، يقول إن النفوذ في السياسة الحديثة ليس مجرد أسلحة ومدافع، فالاتفاقات الأمنية مع بعض دول حوض النيل مثل بوروندي ورواندا وأوغندا جيدة، لكنها لن تمنح مصر النفوذ الذي تريده.

يضيف أن الروابط التجارية القوية يمكن أن تحقق أكثر بكثير من الاتفاقات العسكرية، مشيرًا إلى ضآلة تجارة مصر مع جميع دول حوض النيل التسعة، ولذلك على مصر أن تمنح هذه الدول أولوية في استيراد السلع التي تحتاجها.

ليس إثيوبيا وحدها .. ملفات حيوية مع السيسي إلى السودان | س/ج في دقائق


إذا كانت مصر ترفض سد النهضة..لماذا شاركت في بناء سد تنزانيا؟

تستثمر مصر بكثافة في سد جوليوس نيريري الهائل لتوليد الطاقة الكهرومائية على نهر روفيجي، فيما تقول بي بي سي إنه تسليط للضوء على استعداد مصر للمساعدة في التنمية في دول حوض النيل، لكن دون الإضرار بمصالحها.

هذا بالتحديد نوع الرسالة التي تحاول مصر نقلها إلى الرأي العام العالمي: إنها لا تعارض السد الإثيوبي في حد ذاته، لكنها حذرة للغاية من تأثيره المحتمل على تدفق مياه النيل إذا رفضت إثيوبيا التوقيع على اتفاقية ملزمة قانونًا حول كيفية إدارة عملياتها.

ويخشى أن يقضي السد على الزراعة المصرية ويهدم مساحات شاسعة من أراضيها الصالحة للزراعة، مما يتسبب في جفاف شديد وبطالة.

بلومبرج: حرب غزة تعيد تذكير الجميع بمن تكون مصر.. “مهندس الشرق الأوسط” | ترجمة في دقائق


هل يمكن اعتبار ذلك استعدادًا لحرب مع إثيوبيا؟

بحسب بي بي سي، يتعرض النظام المصري لضغوط هائلة ليصبح أكثر صرامة مع إثيوبيا. لذلك، تأمل مصر في أن بناء حلقة من الحلفاء حول إثيوبيا سيؤتي ثمارها بشكل ما إذا أصبحت المواجهة لا مفر منها.

تضيف أن المناورات الأخيرة في السودان كانت تهدف لإرسال تحذير ليس فقط إلى إثيوبيا بل العالم الأوسع – بأن البلدين لن يخجلا من استخدام قوتهما العسكرية إذا لزم الأمر في مسألة حياة أو موت مثل ماء النيل.

تعتبر أن اتفاقيات التعاون العسكري بين مصر وأوغندا وكينيا وبوروندي تعزز هذه الرسالة، رغم صعوبة تخيل موافقة هذه الدول على الانجرار إلى حرب إقليمية حيث لا تكون مصالحها الوطنية الرئيسية على المحك.

لذلك، سيكون مراكمة الخيارات مهمًا إذا استدعت الحاجة.

مصر أرغمت بايدن على اللجوء إليها في غزة.. هل تحصد الثمن في سد النهضة؟ | ترجمة في دقائق


هل هناك مصادر أخرى لزيادة المعرفة؟

سد نهر النيل: مصر تكسب حلفاء أفارقة جددا (بي بي سي)


رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك