ليس إثيوبيا وحدها .. ملفات حيوية مع السيسي إلى السودان | س/ج في دقائق

ليس إثيوبيا وحدها .. ملفات حيوية مع السيسي إلى السودان | س/ج في دقائق

4 Mar 2021
مصر
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

القصة في دقيقة:

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يجري، السبت 6 مارس 2021، زيارة سريعة إلى السودان لبحث ملفات بينها سد النهضة الإثيوبي والتوتر على حدود إثيوبيا.

دبلوماسيون يقولون إن ملفات مهمة أخرى على الطاولة، بينها تعقد أزمة اليمن والساحل والصحراء التي رصدت القاهرة نقل الإرهابيين عبرها إلى ليبيا.

زيارة السيسي تتزامن مع حراك دبلوماسي وعسكري بين مصر والسودان: رئيس الأركان المصري زار الخرطوم حيث وقع اتفاقية للتعاون المشترك في مجال التنسيق العسكري، ووزيرة خارجية الخرطوم زارت القاهرة لبحث الملفات المشتركة. لكن مراقبين يقولون إن أهم المتغيرات كانت تجاوز البلدين للتباين المؤقت في المواقف حول سد النهضة، الذي بات يشكل “خطرًا وشيكًا” على السودان ثم مصر.

الزيارة تلي كذلك وصول أول سفينة عسكرية إلى بورتسودان، مقر القاعدة الروسية الجديدة في السودان، والتي يفترض أن تدوم لربع قرن وفق الاتفاقات الموقعة، بينما تسحب إدارة بايدن ربط المساعدات الأمريكية لإثيوبيا بتطورات سد النهضة الذي أقرته إدارة ترامب.

س/ج في دقائق


ما الملفات التي يناقشها السيسي في السودان ؟

وفق التقارير المتاحة، يجتمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي برئيس المجلس السيادي عبد الفتاح البرهان، لمناقشة ملف سد النهضة، والأزمة الحدودية بين السودان وإثيوبيا، إلى جانب “قضايا ثنائية أخرى.

أهمية ملف سد النهضة تتصاعد بعدما أعلنت إثيوبيا عزمها بدء المرحلة الثانية من ملء خزان السد في يوليو من جانب واحد، في خطوة تقول مصر والسودان إنها تشكل “تهديدًا مباشرًا” لأمنهما القومي.

واتفقت مصر والسون على مقترح “تعزيز هيكل التفاوض” عبر لجنة رباعية تضم الاتحاد الأفريقي “الذي تغيرت رئاسته من جنوب أفريقيا إلى الكونغو” مع الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

بالتزامن، تتصاعد التوترات على حدود السودان مع إثيوبيا ضمن النزاع على منطقة الفشقة الحدودية التي تزعم أديس أبابا سيادتها عليها. السيسي أكد أن “أمن واستقرار السودان جزء لا يتجزأ من أمن مصر”.

سد النهضة | هل تلجأ مصر للخيار العسكري للحفاظ على حصتها من مياه النيل؟ | مناظرة في دقائق


كيف ضاعف الحراك الدبلوماسي العسكري أهمية الزيارة؟

قبل الزيارة، زارت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي القاهرة، حيث اتفقت مصر والسودان على “تكثيف التنسيق” حول ملف سد النهضة سعيًا لاتفاق قانوني ملزم بشأن ملء السد وتشغيله يحافظ على الحقوق المائية لدولتي المصب، في تجاوز للتباين المؤقت في الموقف من سد النهضة بتحميل الخرطوم إثيوبيا المسؤولية كاملة عن أي نتيجة محتملة لفشل التفاوض، بعدما فضلت السودان لفترة الوقوف على الحياد بين مصر وإثيوبيا.

صحيفة الأهرام الرسمية المصرية في نسختها الإنجليزية نقلت عن دبلوماسي مصري لم تسمه إن مصر والسودان تشهدان “لحظة خاصة مع إرادة سياسية متساوية لا تتفق بالضرورة على كل الملفات، لكنها قررت تعاونًا حقيقيًا في مواجهة بعض التهديدات الخطيرة”.

والأهم، أن الزيارة تأتي بعد ساعات من توقيع كبار العسكريين في مصر والسودان اتفاقية جديدة للتعاون العسكري.

وبحسب التقارير الإعلامية قال رئيسا أركان الجيش المصري والسوداني، محمد فريد ومحمد عثمان، إن اتفاقية التعاون العسكري “وُضعت للسماح بتوثيق التعاون في جميع القضايا ذات الصلة بالأمن القومي بكل طريقة ممكنة، وعلى نحو آخر: كل جبهة”.

فريد اكد استعداد مصر لتلبية كل طلبات السودان في المجالات العسكرية؛ لأن “مصر والسودان تواجهان تهديدات إقليمية مشتركة، وعليهما أن تعملا معًا لمواجهة هذه التهديدات على “جميع الجبهات”.

نظرة أعمق | سد النهضة.. من يملك الحق؟ ومن يملك القوة؟


ما المقصود بـ “جميع الجبهات” المشمولة في التعاون الجديد؟

وفق دبلوماسيين مصري وسوداني، تحدثا إلى الأهرام ويكلي شرط عدم الكشف عن هويتهما، فإن سد النهضة لا يمثل مصدر القلق الوحيد الملح للبلدين، إذ تشمل الملفات أمن القرن الأفريقي والوضع في منطقة الساحل والصحراء، مع تأثيره على الوضع العام في شمال وشرق أفريقيا.

وقال الدبلوماسي المصري إن “السودان يقف في نقطة استراتيجية حساسة بين الساحل والصحراء وساحل البحر الأحمر، والتي تواجه تهديدات أمنية خطيرة، بما في ذلك تهريب الجماعات المسلحة والسلاح والمخدرات”. وأضاف أن الاتفاقية العسكرية الجديدة التي وقعتها مصر والسودان ستساعد على تنسيق استراتيجيتهما الأمنية “على هذه الجبهات المقلقة للغاية”.

“شهدنا زيادة في الأنشطة المسلحة على طول شواطئ البحر الأحمر، وخاصة حول الصومال وإريتريا. ونراقب تسلل المسلحين الذين يتم دفعهم عبر منطقة الساحل والصحراء لينتهي بهم الأمر أولاً في تشاد ثم في ليبيا.. لدينا أسباب وجيهة تدفعنا إلى التحرك بسرعة هناك”.


لماذا يحمل تعقيد ملف اليمن ساحة إضافية للبلدين؟

وفق الدبلوماسيين، أمن البحر الأحمر هو أحد الملفات الملحة بين مصر والسودان التي احتاجت زيارة السيسي. هناك الوضع المتقلب في اليمن الذي يقترب من أن يقضي على فرص الدولة. والوجود العسكري الأجنبي المتزايد في وحول موانئ البحر الأحمر، إذ تحتاج مصر والسودان للتأكد من أنهما في حالة تأهب للخروقات الأمنية المحتملة.

ومصر والسودان عضوان في منتدى البحر الأحمر الذي تم إطلاقه مؤخرًا إلى جانب ست دول أخرى من إفريقيا وآسيا. ومع ذلك ، وكما قال الدبلوماسيان، فإن ما تشترك فيه مصر والسودان ربما يكون أكثر بكثير من مشاركة أي منهما مع الأعضاء الآخرين في المنتدى.

وفي أواخر 2020، نفذت مصر والسودان أول مناورات عسكرية مشتركة أطلق عليها اسم نسور النيل 1. ووفقًا لمصادر دبلوماسية مصرية وسودانية، من المحتمل إجراء مناورات بحرية مستقبلية هذا العام.


بايدن وقاعدة روسية.. كيف تتغير الخريطة؟ 

بوصول الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى السلطة في واشنطن، أنهى ارتباطًا كانت إدارة ترامب قد فرضته بين المساعدات الأمريكية إلى إثيوبيا “272 مليون دولار” بحلحلة ملف سد النهضة. بايدن نقل شرط المساعدات إلى حدوث “حلحلة” في أزمة تيجراي (مزيد من التفاصيل عبر الرابط). هذا تغيير في الموقف الأمريكي.

 لكن تغييرا آخر طويل المدى ورد في خبر على وكالة أنباء انترفاكس الروسية نقلًا عن بيان صادر عن الأسطول الروسي، أن فرقاطة أدميرال جريجوروفيتش الروسية دخلت ميناء بورتسودان حيث تخطط روسيا لإقامة قاعدة بحرية.

ووافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في نوفمبر 2020 على إنشاء منشأة بحرية روسية في السودان قادرة على إرساء السفن السطحية التي تعمل بالطاقة النووية.

وبحسب المركز المصري للفكر، كان الرئيس السوداني السابق عمر البشير قد طلب إنشاء القاعدة لتحقيق دور الحماية في مقاربة تحاكي قواعد اللعبة القديمة في زمن الحرب الباردة، حيث طلب البشير حماية السودان من الخطر الأمريكي مقابل أن تمنح القاعدة روسيا مدخلًا إلى أفريقيا عبر البحر الأحمر.

بعد رحيل البشير رأت السلطة الجديدة الاستمرار في مشروع القاعدة الروسية.


هل هناك مصادر لمزيد من المعرفة؟

رئيس الأركان المصري محمد فريد يختتم زيارة رسمية إلى السودان (وزارة الدفاع المصرية)

السيسي يستقبل وزيرة خارجية السودان (الهيئة العامة للاستعلامات – مصر)

مصر والسودان توقعان اتفاقية دفاع وتحملان إثيوبيا مسؤولية تعثر محادثات السد (ناشونال نيوز)

مصر والسودان تدعمان الكونغو للتوسط في أزمة سد النيل (بارونز)

أول سفينة حربية روسية تدخل بورتسودان (رويترز)

الترابط الاستراتيجي (الأهرام ويكلي)

مصالح متبادلة: القاعدة اللوجستية العسكرية الروسية في السودان (المركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية)

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك