مصر أرغمت بايدن على اللجوء إليها في غزة.. هل تحصد الثمن في سد النهضة؟ | ترجمة في دقائق

مصر أرغمت بايدن على اللجوء إليها في غزة.. هل تحصد الثمن في سد النهضة؟ | ترجمة في دقائق

22 May 2021
إسرائيل الولايات المتحدة مصر
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط
نقلًا عن افتتاحية كريستيان ساينس مونيتور: “مصر صانعة الهدوء” – وتقرير وول ستريت جورنال: مصر لعبت حاسمًا في وقف إطلاق النار في غزة

في الشرق الأوسط، يصعب العثور على وسطاء موثوق بهم. لكن مصر أجادت لعب دور البطولة في التفاوض على وقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحماس، لتنهي 11 يومًا من الحرب التي أودت بحياة مئات المدنيين.

ألمانيا قالت إن القاهرة كانت “ثقلًا مهمًا جدًا”.

فرنسا تقول إنها “مفتاح بلا أدنى شك”.

الأمم المتحدة أشادت بجهود مصر في وقف إطلاق النار في غزة.

لكن الجديد أن الإشادة أتت أيضًا من الرئيس الأمريكي جو بايدن.

كان ينوي تجاهل صديق ترامب

كان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مفضلًا لدى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الذي أجرى أول مكالمة هاتفية له مع الرئيس المصري بعد ثلاثة أيام من توليه منصبه. في العام الماضي، قيل إن الاثنين تحدثا أسبوعيًا تقريبًا.

لكن بايدن أبدى فتورًا نحو القاهرة، واختار الابتعاد عن السيسي وسط ضغوط متزايدة من المشرعين لمراجعة المساعدة العسكرية الأمريكية لمصر.

وبعد أقل من شهر من توليه منصبه، أعربت إدارة بايدن عن قلقها بشأن سجل مصر الحقوقي. لكن بعد ساعات، أعلنت الخارجية عن بيع أسلحة بقيمة 200 مليون دولار إلى القاهرة، في أول صفقة سلاح ضخمة مع الشرق الأوسط في عهد الرئيس الجديد.

“كان المصريون هادئين جدًا بشأن حقيقة أن بايدن يحاول تجاهل السيسي. وجهة نظرهم كانت أنه في أول تصعيد بين الإسرائيليين وحماس سيأتي إلينا بقدميه كما فعل سابقوه دائمًا”، بوصف خبير الشرق الأوسط في مجلس العلاقات الخارجية ستيفن كوك.

قطر حاولت.. مصر نجحت

أطلقت مصر جهود الوساطة أولًا بقيادة مدير المخابرات عباس كامل ووزير الخارجية سامح شكري في الأيام الأولى من الصراع. نصبت نفسها فورًا كداعم للفلسطينيين، وفتحت حدودها لعلاج الجرحى الفلسطينيين في المستشفيات المصرية، وأرسلت أسطولًا من سيارات الإسعاف إلى غزة. كما خصص السيسي 500 مليون دولار لمساعدة القطاع.

في تلك المرحلة، كانت إدارة بايدن تحاول التحرك في اتجاه آخر. كثفت محادثاتها مع إسرائيل، واكتفت باتصالات أقل مع مصر، وقاومت الضغوط الهادفة للضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار.

حكومة قطر – التي تستضيف بعض قادة حماس – عرضت المشاركة في الوساطة. لكن الولايات المتحدة وحلفاءها اعتبروا أن المسؤولين القطريين لديهم تأثير أقل على الوضع، ربما بسبب تراجع الدعم المالي من الدوحة إلى غزة.

ثم في النهاية، لجأوا إلى مصر التي تسيطر على المعبر الحدودي الوحيد مع قطاع غزة القادر على تقديم الإغاثة للمدنيين الفلسطينيين، كما تتمتع مخابراتها بعلاقة طويلة الأمد مع حماس، لتكثف واشنطن “محادثات معينة” مع القاهرة خلال الأيام الأخيرة من التصعيد.

بايدن يعترف.. ولهذا ثمن

وقف إطلاق النار تحقق أخيرًا، ليضطر بايدن للإعراب عن خالص امتنانه للدور الدبلوماسي الحاسم الذي لعبه من كان يعتبره “حاكم مصر المستبد”. لماذا؟

مسؤول أمريكي يجيب. وصف مصر بأنها “The main game in town”. (تعبير إنجليزي يرجع تاريخه إلى أوائل القرن العشرين يوحي بأن المقصود هو الأفضل من نوعه – بلا منافس في مكانه – الخيار الوحيد الذي يجب على المرء قبوله لعدم وجود أفضل).

دور مصر الحاسم في وقف إطلاق النار عزز مكانة مصر في الشرق الأوسط مجددًا، في تطور يأمل المسؤولون في أن يؤدي إلى توثيق العلاقات مع إدارة بايدن.

يقول ستيفن كوك: “يشعر المصريون بالرضا عن أنفسهم في الوقت الحالي لعدد من الأسباب، وسيحاولون الاستفادة منها قدر الإمكان”. بينما يؤكد مسؤولون غربيون ومصريون أن مصر تأمل في أن “نفوذها الجديد” على واشنطن قد يساعدها في الشؤون الداخلية الملحة، بما في ذلك نزاعها مع إثيوبيا على السيطرة على سد النهضة، والصراع المستمر في الغرب في ليبيا المجاورة، ومسائل الأمن الإقليمي بشكل عام.

لماذا مصر تحديدًا

على عكس الوسطاء المحايدين مثل موفدي الأمم المتحدة، فإن وساطة القاهرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين مدفوعة إلى حد كبير بحاجتها إلى الهدوء.

تقع مصر على حدود كل من غزة وإسرائيل، ولا يمكنها تحمل الآثار غير المباشرة للحروب المتكررة بينهما. تحتاج مصر أيضًا إلى علاقات جيدة مع إسرائيل لمواصلة المساعدات المالية الهائلة من الولايات المتحدة. وتريد احتواء حكام غزة، حماس، حلفاء تنظيم الإخوان المحظور في مصر.

ورغم المصلحة الذاتية، طورت مصر بمرور الوقت مهارات وساطة أفضل. ليس في غزة وحدها، بل بدأت القاهرة التوسط في صراعات إقليمية أخرى.

مبعوثوها ساعدوا مؤخرًا في تهدئة الصراع الليبي، وسعوا إلى لعب دور في الحرب المفتوحة في سوريا، ويواصلون الوساطة بين الفصيلين الفلسطينيين الرئيسيين: فتح في الضفة الغربية وحماس في غزة.

وباعتبارها أقدم دولة في العالم، حاولت مصر صنع السلام بين إسرائيل، التي تأسست 1948، وفلسطين، وهي دولة لا وجود لها كدولة طبيعية على الأرض. لكنها لم تتمكن من سد الفجوة الأيديولوجية بينهما.

رغم انتقادات بايدن، يبقى نظام السيسي في مصر أحد الأنظمة القليلة في المنطقة التي تلعب دور صانع السلام. يجيد تكييف لمسة الوسيط: “استمع أولًا ثم ابحث عن أرضية مشتركة. في بعض الأحيان ينتج عن ذلك هدنة فقط، وربما تكون مؤقتة كما هو الحال مع إسرائيل وحماس، لكن الهدوء يمكن أن يكون بداية جيدة للسلام.



 

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك