يشير قرار بوتين ببدء حركة كماشة سريعة من 3 جهات للاستيلاء على العاصمة كييف إلى أن الرئيس الروسي يفكر في احتمال تجاوز الجمهوريتين المواليتين لروسيا في شرق أوكرانيا "لوهانسك ودونيتسك"، وتقسيم أوكرانيا نفسها.
يعتمد السيناريو على أن روسيا ستواجه مشكلة في اجتياح غرب أوكرانيا، الذي تجمعه علاقات ثقافية وتاريخية قوية جدًا مع جيرانها في الغرب، وخاصة بولندا.
لذلك، قد توقف روسيا تقدمها عند العاصمة كييف، ذات المكانة الخاصة في أساطير القومية والكنيسة الأرثوذكسية الروسيتين.
يشمل السيناريو الإطاحة بالرئيس الأوكراني، فلودومير زيلينسكي، وتنصيب نظام يقبل بوصاية بوتين، مع ما يتطلبه من انتشار عسكري روسي طويل الأمد لتأمينه، وهذا سيستدعي مزيدًا من العقوبات الصناعية والزراعية والتكنولوجية والمالية الغربية.
تلك العقوبات ستعيق تجارة الحبوب الروسية، بما يرفع الأسعار العالمية، بما يضر العالم النامي بالشدة، وبالتالي مزيدًا من التوترات بين هذه المنطقة والغرب.
إذا أدرج قطاع الزراعة من ضمن العقوبات، فيمكن لروسيا والصين البدء في تطوير شبكات تجارية بديلة، واكتساب حلفاء جدد من بين العديد من الدول التي لا تزال حاليًا محايدة بشكل واضح.
تريد روسيا أوكرانيا دولة محايدة موالية لها، ويرفض الغرب ذلك، لذلك يفكر الرئيس جو بايدن في استخدام الأسلحة السيبرانية ضد البنية التحتية العسكرية والمدنية لروسيا.
في حالة وقوع أي هجوم من الغرب، سترد روسيا بنفس القدر، ورغم أن الولايات المتحدة تمتلك أكثر مجموعات الأسلحة السيبرانية تطوراً وتدميرًا، لكن روسيا أثبتت مرارًا وتكرارًا أنها قادرة أيضًا على استخدام مثيلاتها، وستكون بريطانيا الهدف الأول.
حتى الآن، الصين مترددة في تقديم أي دعم لروسيا، لكن حساباتها قد تتغير.
إذا تعثر الغرب في الرد بشكل فعال على احتلال روسيا لأوكرانيا، فقد تقرر الصين استغلال الفرصة بشن هجوم كامل على تايوان، يمكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث أزمة سياسية عسكرية مع الولايات المتحدة.
إذا دفع الغرب روسيا والصين إلى بعضهما البعض، فقد نشهد ظهور كتلتين معاديتين في جميع أنحاء العالم سيتم تعريفهما على نطاق واسع بدقة على أنهما: ديمقراطيات مقابل أنظمة استبدادية.
هنا، يمكن النظر بتركيز على مواقف البلدان المؤثرة في قطاعي الاقتصاد والتكنولوجيا، مثل الهند وإسرائيل.
على الرغم من قدرتها العسكرية المتفوقة، هناك احتمال أن تتكبد القوات المسلحة الروسية خسائر كبيرة أثناء تحركها لتنفيذ واحد أو أكثر من السيناريوهات الأولية.
رغم أن بوتين أخطأ استراتيجيًا في افتراض أن الغرب سيتراجع عن ضم أوكرانيا لحلف الناتو، لكنه جعل المملكة المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أقرب مما كانوا عليه منذ سنوات.
أصبحت المشاعر المعادية لروسيا في أوكرانيا في أعلى مستوياتها، وقد تخوض أوكرانيا حرب عصابات طويلة اعتمادًا على المجموعات شبه العسكرية والمتطوعين.
إذا تعثرت القوات المسلحة الروسية في مستنقع لا يمكن الانتصار فيه، فستكون النتائج المحتملة مأساوية، بما في ذلك سقوط بوتين، وسيكون هذا التطور موضع ترحيب في أوروبا والولايات المتحدة، ولكن ذلك سيؤدي إلى انتقال فوضوي في روسيا حيث جمع بوتين الكثير من السلطة في يديه، مما يثير مخاوف بشأن سلامة وأمن الترسانة النووية الاستراتيجية لروسيا.
لا أحد يريد أن يفكر في هذا. لكن مخططي الناتو يأخذونه على محمل الجد.
هدد بوتين ضمنيًا أي قوة تسعى للتدخل في البنية التحتية العسكرية أو المدنية لروسيا، إما باستخدام الأسلحة التقليدية أو الأسلحة الإلكترونية.
قول بوتين: "عواقب أكبر مما واجهته في التاريخ"، يعني أنه مستعد لضغط الزر النووي.