أردوغان بين نارين.. حسابات أنقرة المعقدة في حرب روسيا وأوكرانيا| س/ج في دقائق

أردوغان بين نارين.. حسابات أنقرة المعقدة في حرب روسيا وأوكرانيا| س/ج في دقائق

26 Feb 2022
تركيا روسيا
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

وضعت الحرب بين أوكرانيا وروسيا تركيا في موضع صعب، فمن ناحية هي عضو في حلف الناتو، ومن ناحية أخرى هي صديق إقليمي لروسيا.

أول اختبار لتركيا في الحرب كان في دعوة الرئيس الأوكراني لأردوغان أن يغلق المضائق التركية في وجه السفن الحربية الروسية.

لماذا تمثل الحرب حسابًا معقدًا من التحديات والفرص لأردوغان؟

س/ج في دقائق


هل ستغلق تركيا المضائق في وجه روسيا؟

ينقسم الخبراء حول ما إذا كان لتركيا الحق القانوني في إغلاق المضائق التركية، التي تربط البحر الأسود بالبحر الأبيض المتوسط، خلال هذه الأزمة، كما طلبت كييف.

رغم أن أوكرانيا أعلنت أن تركيا وافقت على طلبها، فلم تؤكد أنقرة الخبر، وكان آخر تصريح لوزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو: “إن لروسيا الحق بموجب اتفاقية مونترو لعام 1936، في إعادة السفن إلى قواعدها الأصلية، وهي البحر الأسود في هذه الحالة”.

تركيا ستحاول ألا تغضب بوتين، وتقاوم ضغوط فرض عقوبات اقتصادية على روسيا، لأن مثل هذه الخطوة ستؤدي إلى انتقام روسي فوري.

رغم وعيد العقوبات.. ماذا يريد بوتين من غزو أوكرانيا فعلًا؟ | س/ج في دقائق


وهل ستقف تركيا في مواجهة روسيا؟

رغم أن تركيا لا تزال عضوًا في الناتو، لكن لم يعد لها دور وجودي، لذلك يرى أردوغان، أنه يستطيع أن يستفيد من الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، من خلال مراعاة توازن دقيق على كلا الجانبين.

يرى أردوغان إنه إذا تعثر الغزو الروسي بطريقة ما وتمكنت أوكرانيا من الحفاظ على استقلالها، فستحتفظ تركيا بمكانتها في الناتو وستواصل الانخراط في التعاون الاقتصادي مع كل من أوكرانيا وروسيا.

أما إذا نجحت روسيا وبدا الناتو بلا أسنان، فسيرى في ذلك دليلاً جديدًا على الضعف الغربي، وبالتالي سيميل إلى الجانب الروسي بشكل أكبر.

تشبه سياسة تركيا اليوم سياسة “الحياد النشط” في الحرب العالمية الثانية، حيث كانت تركيا على مسافة واحدة من كل من الحلفاء والمحور، ووضعت نفسها لتكون في الجانب الفائز في النهاية، دون المخاطرة كثيرًا.

قبل أزمة أوكرانيا | 5 مواقف فرض فيها بوتين إرادته على الغرب | تايم لاين في دقائق


وما طبيعة العلاقة بين تركيا وروسيا في الأزمات الإقليمية؟

في العلاقة مع روسيا، يوازن أردوغان بين الطموح والضعف. ففي عام 2014، عندما غزت روسيا شبه جزيرة القرم وضمتها، كان رد تركيا، على الرغم من العلاقات التاريخية مع المنطقة وبمسلمي القرم، صامتًا.

لقد رفضت تركيا ضم روسيا القانوني للمنطقة، لكنها قبلت بالسيطرة الفعلية لروسيا، ثم استغلت فرصة إسقاط تركيا طائرة سوخوي سو -24 الروسية في عام 2015، لإعادة بناء العلاقات بين البلدين من جديد.

ولأن أردوغان رأى  أن الولايات المتحدة لها يد في انقلاب 2016، فقد وثق علاقته بروسيا أكثر وقرر شراء نظام الدفاع الصاروخي الروسي S-400s.

ذلك لم يمنع تركيا من التنافس مع روسيا في الملفات الأخرى، بما في ذلك ليبيا وسوريا، لكن أنقرة وموسكو، مع ذلك، حرصتا على إبقاء هذه المنافسة محدودة النطاق.


وهل الغزو الروسي لأوكرانيا يهدد طموح تركيا؟

يقول المحلل بمركز أبحاث السياسة الاقتصادية التركية تيباف سليم كورو إن أنقرة لا تعتبر عودة روسيا كقوة عالمية تهديدًا.

النظرة العالمية لأردوغان، وكذلك لليمين التركي ككل، أقرب بكثير إلى نظرة بوتين منها إلى تلك الخاصة بالنخب الليبرالية الغربية، وهو ما يؤثر في التصورات الشعبية والثقافة الاستراتيجية.

 يحلم اليمين التركي بإحياء مجال النفوذ التركي، وإبراز القوة عبر ثلاث قارات، وهم يؤمنون أن الآباء المؤسسين لتركيا حاربوا من من أجل بناء جمهورية تعتبر الحداثة الغربية نموذجًا، لكنهم يسيرون في الطريق المعاكس، حيث يرون أن الغرب منافس ويجب هزيمته.

لكن حتى ذلك لا تقدر عليه تركيا، حيث تظل أوروبا الغربية الشريك الاقتصادي الأكثر أهمية لتركيا، وكذلك فإنها دون عضوية الناتو ستعتبر دولة متوسطية ذات طموح لا أكثر.

تركيا على حبلي روسيا – الغرب | هل يكتمل طموح أردوغان في إحياء العثمانية؟ | س/ج في دقائق



ولماذا تمثل الحرب تهديدًا لاقتصاد تركيا؟

بغض النظر عن هذه الافتراضات الأيديولوجية الأكبر، فإن العامل الأكثر بروزًا في الوضع الحالي، عند النظر من زاوية أنقرة، هو الوضع الاقتصادي الأليم الذي تعاني منه.

مع الانتخابات المقرر إجراؤها في يونيو 2023، ترقى الأزمة الاقتصادية إلى أخطر تحد سياسي واجهه أردوغان وائتلافه الحاكم منذ محاولة الانقلاب عام 2016.

تعتمد تركيا على روسيا في القمح والغاز، وتتمتع بقدرة محدودة على مواجهة الصدمات الاقتصادية، وليست لديها رغبة في تقويض العلاقات الاقتصادية مع أوكرانيا أو روسيا.


وهل يحقق أردوغان حلمه بأن يجعل أنقرة مركزا للغاز بعد وقف الغاز الروسي؟

إذا قررت أوروبا وقف الاعتماد على الغاز الروسي كليًا، سيكون هذا فرصة لتركيا، حيث يمكن لجنوب أوروبا استقبال الغاز الأذربيجاني باستخدام خط الأنابيب عبر البحر الأدرياتيكي إلى إيطاليا، وخط أنابيب الغاز الطبيعي العابر للأناضول (TANAP) عبر تركيا.

يمكن لدول هذه الخطوط نقل الغاز عبر الموصلات البينية وطلب ثمن أعلى نتيجة كثرة الطلب، وهو جانب قد يفيد تركيا.

اكتشاف غاز البحر الأسود | نجاح اقتصادي مشكوك فيه.. لكن مكاسب السياسة أقرب | س/ج في دقائق



هل هناك مصادر أخرى لزيادة المعرفة؟

لا الشرق ولا الغرب: حسابات تركيا في أزمة أوكرانيا (mei)

ما هي خيارات أوروبا في حالة تعطل الغاز الروسي؟ (reuters)


رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك