التمدد البحري | روسيا تعود قوة عالمية؟ مفتاح اللغز في سوريا وليبيا والسودان والخليج | س/ج في دقائق

التمدد البحري | روسيا تعود قوة عالمية؟ مفتاح اللغز في سوريا وليبيا والسودان والخليج | س/ج في دقائق

5 May 2021
روسيا
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

القصة في دقيقة:

ضابط مخابرات أمريكي مخضرم مع خبرة 40 عامًا في ملف روسيا يقول إن موسكو تملك مشروعًا حقيقيًا للعودة كقوة عالمية أكبر مما كان عليه الحال مع الاتحاد السوفييتي.

ولأن المشروع يحتاج إلى قوة بحرية ضخمة وواسعة الانتشار، اعتمد المشروع على توسيع الانتشار البحري لروسيا منذ 2013.

التحرك الروسي مرتبط بنظرية ضابط البحرية الأمريكية السابق ألفريد ماهان الذي صاغ نظرية القوة العالمية والتي تفترض أن أي دولة تحتاج شواطئ على بحار مفتوحة أو محيطات إن أرادت أن تصبح قوة عظمى.

الصين تحركت بهذا الاتجاه في السنوات الأخيرة، لكن روسيا قطعت خطوات أكبر. تركز السياسة البحرية الحديثة لروسيا بشكل استراتيجي ليس فقط على حماية الحقوق السيادية في المياه التابعة لها وفقًا للقانون البحري، ولكن أيضًا على ضمان السيطرة الروسية على ممرات النقل في بحار العالم، وبينها ما يخصنا نحن أكثر: التوسع في سوريا – القاعدة العسكرية في السودان – الانتشار في ليبيا – التمدد بطول الساحل الأفريقي – تطوير العلاقات مع دول الخليج.

س/ج في دقائق


كيف تفسر أمريكا تحركات روسيا الأخيرة في الشرق الأوسط وأفريقيا؟

كريستوفر بورت، ضابط الاستخبارات الأمريكي المخضرم  الذي عمل 40 عامًا في ملف روسيا، ويعمل حاليًا كخبير في مجلس الاستخبارات الوطني التابع للإدارة الأمريكية، يقول إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يملك مشروعًا لاستعادة وضع روسيا كقوة عالمية تحمل إرث الاتحاد السوفييتي.

ومنذ 2013، بحسب بورت، ركز بوتين بشكل أكبر على تمديد نفوذ روسيا بحريًا وفق رؤية متزايدة بدأت بالبحر المتوسط والمحيط الهادئ، وتخطط للتوسع أكبر:

– أولًا في سوريا، حيث تملك روسيا قاعدة، ثم العمل على صفقة بشأن إنشاء قوة بحرية.

– المرفق اللوجستي في السودان.

– التورط عسكريًا في الحرب الليبية ثم السعي في هدف طويل المدى لتثبيت “وجود” بحري هناك.


ما الرابط بين توسيع القوة البحرية وإعادة روسيا قوة عالمية؟

في أهم نظرياته، يفترض المؤرخ ألفريد ماهان، ضابط  البحرية الأمريكية السابق، أن أي دولة تحتاج شواطئ على بحار مفتوحة أو محيطات إن أرادت أن تصبح قوة عظمى.

في 1911، تنبأ ماهان بأن تنامي قوة ألمانيا الصناعية ستقود لصراع دولي، وهو ما تحقق فعلًا باندلاع الحرب العالمية الأولى؛ إذ كان يرى أن ألمانيا كقوة صاعدة لا تملك سوى بحر الشمال، بالتالي ستسعى لمد نفوذها لما هو أبعد

كانت تحليلاته قائمة على أن امتلاك فرنسا وبريطانيا شواطئ على المحيط الأطلنطي سمح للدولتين بإنشاء امبراطوريات بمستعمرات واسعة، وأن امتلاك أساطيل بحرية سيعني توسيع التجارة والسعي للسيطرة عليها، وبالتالي التنافس في ما بينها على سيادة المحيطات.

تأثير نظرية ماهان تجاوز حدود التأثير على السياسة الأمريكية إلى بريطانيا وفرنسا واليابان. الأخيرة اعتمدت على نظريته بشكل كبير في بناء الأسطول الإمبراطوري الياباني وتوسع اليابان بحريًا.


على أي أساس تستند العقيدة البحرية الروسية حاليًا؟

تركز عقيدة روسيا البحرية الحديثة بشكل إستراتيجي على حماية حقوقها السيادية في المياه التابعة لها وفقًا للقانون البحري، ثم ضمان السيطرة على ممرات النقل في محيطات العالم بأقل تكلفة ممكنة.

علاوة على ذلك، تسعى روسيا إلى الوصول دون عوائق إلى موارد هذه المشاعات العالمية (البيولوجية، والطاقة، وما إلى ذلك)، لأن الهدف النهائي لسياسة روسيا البحرية هو توفير التكافؤ في التأثير البحري مع الولايات المتحدة.

لكن تنفيذ العقيدة البحرية الروسية لا يعتمد فقط على القوة العسكرية، بل يمزجها مع الأدوات السياسية والقانونية والتأثير الاقتصادي والوسائل الجديدة للتأثير التقني.

وعلى هذا الأساس، وفق بورت، تسعى روسيا إلى:

– توقيع صفقات أسلحة متطورة للدول التي اعتادت الشراء من الاتحاد السوفييتي سابقًا

– المشاركة في مشروعات البنية التحتية الإقليمية في المناطق المطلة على مسطحات مائية.

– تعزيز التعاملات التجارية مع دول لم تكن تاريخيًا على وفاق مع روسيا، وبينها تركيا وإيران وإسرائيل ودول الخليج.


أين وصلت مجالات التمدد البحري الروسي؟

– بحر آزوف والبحر الأسود:

تسعى روسيا لاستبعاب المنطقة بالكامل في مجال هيمنتها عبر مزيج من النفوذ العسكري والاقتصادي.

بهذا الإطار يمكن تفسير التهديدات العسكرية الروسية الأخيرة لأوكرانيا رغم تهديدات الغرب، إذ تحولت لإعلاء قيمة القوة العسكرية كأداه لتحقيق أهداف العقيدة البحرية منذ أول تصعيد في عهد أوباما.

– بحر البلطيق وبحر قزوين:

غياب الأمن وعدم الاستقرار والصراع هي البيئات الأكثر ملاءمة لتنفيذ أهداف السياسة البحرية لروسيا، لذلك، تحاول موسكو تكتيكيًا زعزعة استقرار الوضع في مناطق مصلحتها (بحر البلطيق)، أو الحفاظ على صراع محتمل للمستقبل مع إمكانية التدخل (بحر قزوين).

– بحر الشمال وبحر بارنتس:

في منطقة القطب الشمالي، تتحرك روسيا لتعزيز السيادة على بحر الشمال وتوسيع منطقة سيادتها على الجرف القطبي الشمالي.

في علاقاتها مع النرويج في بحر بارنتس، على الرغم من حل قضايا الحدود البحرية و”المنطقة الرمادية” المتنازع عليها، لا تزال روسيا لا تعترف بالوضع القانوني النرويجي للمناطق البحرية حول سفالبارد فيما يتعلق بتنظيم مصايد الأسماك وإنتاج الطاقة.

– المحيط الهندي:

تتراوح المصالح الاقتصادية لروسيا في المحيط الهندي من استغلال الموارد البحرية مثل صيد الأسماك إلى دعم قطاع الموارد الوطنية (التعدين والنفط والغاز والصناعة النووية)، تحرص موسكو على تأمين وجود متخصص في جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك المشاركة الاقتصادية الشاملة مع العملاء السوفيت القدامى (مثل الهند وإثيوبيا ومدغشقر وموزمبيق وسيشيل والسودان) وشركاء جدد (على سبيل المثال، باكستان وجنوب إفريقيا).


ماذا فعلت روسيا لوضع موطئ قدم في بحار الشرق الأوسط؟

– البحر المتوسط:

تدخلت روسيا في سوريا وليبيا، وعرضت مبيعات أسلحة متطورة للدولتين، وشاركت في مشاريع البنية التحتية الإقليمية، وبعدما انخرطت في الحربين الأهليتين في البلدين: استفادت من الأولى بقاعدة طرطوس البحرية، وتخطط للاستفادة من الثانية في تعزيز وجودها البحري.

التكلفة كانت ضعيفة للغاية. يقدر بورت إنفاق روسيا في 10 سنوات من حرب روسيا بـ 20 مليار دولار فقط.

لورا كوبر، نائبة مساعد وزير الدفاع الأمريكي لروسيا وأوكرانيا وأوراسيا، تقول إن الكرملين أدار الترويج لعمليات الانتشار العسكرية الصغيرة والاستثمارات في دول المتوسط بنجاح، رغم أن روسيا لا تجلب الكثير من الأموال إلى المنطقة.

– البحر الأحمر:

اتفقت روسيا مع السودان على إنشاء قاعدة بحرية روسية، كنقطة تمركز لقواتها في إفريقيا، باعتبار أن السودان مفتاح أفريقيا الشرقي.

ووفق تقارير، حاولت روسيا إنشاء قواعد عسكرية في مصر وأفريقيا الوسطى وإريتريا ومدغشقر وموزمبيق. لكن التقارير لم تؤكد تطورها إلى مشروع حقيقي.

ومنذ 2017، أبرمت روسيا اتفاقيات دفاعية أو بحرية ثنائية مع عدة دول، بما في ذلك مصر، وأفريقيا الوسطى، وإثيوبيا، ومدغشقر، وموزمبيق، والسودان، ومنحت عدة دول (مدغشقر وموزمبيق والسودان) للبحرية الروسية حقوق الوصول إلى الموانئ.

– توسيع النفوذ المتناثر:

تحاول روسيا توطيد العلاقات مع تركيا وإيران وإسرائيل ودول الخليج، وهي دول ليست على وفاق مع بعضها، كما لم تكن على وفاق مع الاتحاد السوفييتي. لكن بوتين يرى فيها مجالًا لتوسيع النفوذ وفق مبدأ المصالح وليس القيم.


هل يتدخل الغرب لوقف النفوذ الروسي في الشرق الأوسط؟

مبدئيًا، يعتقد بورت أن حقائق وضع روسيا الاقتصادي المتعثر يعني أن ترجمة هدف بناء قوة بحرية كبيرة والحفاظ عليها ضروري لتكون قوة عالمية سهلة على الورق، لكنها ليست كذلك على الأرض.

مع ذلك، أدت أزمة اللاجئين من الحرب الأهلية السورية والليبية، والمشكلات الاقتصادية والاجتماعية في منطقة الساحل الإفريقي، والسلوك العدواني الروسي في جنوب أوروبا، إلى جذب اهتمام الغرب إلى البحر المتوسط.

ويتوقع خبراء عسكريون غربيوت إضافة البحرية الأمريكية مدمرتين من طراز إيجيس إلى المدمرات الأربع الموجودة بالفعل في محطة روتا البحرية في إسبانيا في المستقبل، استجابة للنشاط البحري الروسي المتزايد.

وتخطط الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لضح استثمارات إضافية في المشاريع المدنية وتقديم المساعدات الإنسانية لتقزيم نظيرتها الروسية.


هل هناك مصادر أخرى لزيادة المعرفة؟

البحرية الروسية توسع وجودها في البحر الأبيض المتوسط ​​بإفريقيا (المعهد البحري للولايات المتحدة)

الممارسات الروسية الحالية في المناطق البحرية (موقع ما وراء الأفق)

روسيا تريد أن تكون قوة لا يستهان بها في المحيط الهندي (معهد لوي بأستراليا)


رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك