تركيا على حبلي روسيا – الغرب | هل يكتمل طموح أردوغان في إحياء العثمانية؟ | س/ج في دقائق

تركيا على حبلي روسيا – الغرب | هل يكتمل طموح أردوغان في إحياء العثمانية؟ | س/ج في دقائق

31 Dec 2020
تركيا
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

القصة في دقيقة:

تركيا عادت حلفاءها الغربيين في السنوات الأخيرة بسبب تنامي علاقاتها مع روسيا. لكن روسيا لخصت علاقتها مع تركيا في تصريح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف: “لا نعتبرها حليفًا استراتيجيًا.. بل فقط شريكا ودودا”.

موقف روسيا تجاه تركيا مبرر. موسكو تدرك أن أنقرة “التي يفترض أنها فضلتها على الغرب” تشكل محورًا جديدًا في آسيا ضدها تحاول بنائه على أنقاض الدول التي كانت تحت المظلة السوفييتية.

هي إذن تلعب الدور الذي يحتاجه الغرب: “إضعاف الخطر الروسي”. بالتالي يجدر بالغرب أن يدعمها في تلك الخطوة؟! الإجابة كذلك لا.

الغرب يدرك أن تركيا تنظر لمستقبلها لا كخيار بين اثنين في صراع الغرب مع روسيا.. بل كبديل ثالث يحمل حلم إعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانية، بالتالي فالاختيار بين الضدين من المرجح أن يقيدا طموحاتها بدلًا من تمكينها.

الكل يدرك قواعد اللعبة لكن إردوغان يعتقد أنه يخدعهم، إذ يعتقد أنه ينتهج استراتيجية لتحقيق التوازن بين الغرب وموسكو ضد بعضهما البعض؛ توازن يؤمن كل المحللين تقريبًا “من غير تركيا وحلفائها” أنه سيفشل على الأرجح، ليترك أنقرة بدون أصدقاء أو حلفاء.

س/ج في دقائق


لماذا تعتبر روسيا تركيا “مجرد شريك مؤقت لطيف”؟

يقول المعهد الأسترالي لدراسات السياسات الإستراتيحية إن روسيا تدرك جيدًا مدى طموح تركيا العثمانية تحت رئاسة أردوغان. وبينما تغاضت عن مواجهات الحرب بالوكالة في سوريا وليبيا، فإنها لن تتسامح مع مناورات أنقرة في حديقة موسكو  الخلفية، خصوصًا مع اتباعها استراتيجية للمشاركة مع دول المنطقة الساحلية للبحر الأسود والقوقاز وآسيا الوسطى.

أوضح مظاهر إستراتيجية تركيا في ساحة روسيا الخلفية كان الصراع الأخير في ناجورنو كاراباخ؛ إذ تُعتبر أذربيجان عنصرًا حاسمًا في خطة أنقرة لفطم نفسها عن الغاز الروسي، وهو ما تحقق في منتصف 2020.

يقول المعهد إن روسيا تدرك سعي تركيا للاستفادة من صراع أذربيجان وأرمينيا لتوطيد تحالفها المزدهر مع أذربيجان، وضرب قوة موسكو الإقليمية، مستغلة الجمود الروسي، من أجل فرض الطابع الرسمي على وضعها كلاعب رئيسي في القوقاز على حساب روسيا.

القاعدة تنطبق كذلك على تعاون روسيا الصناعي والعسكري مع أوكرانيا، من أجل خلق واقع جيوسياسي جديد في البحر الأسود.

وبشكل ملحوظ، تسعى تركيا أيضًا إلى تنفيذ برنامج للتعاون الدفاعي مع أكبر دولتين في آسيا الوسطى، كازاخستان وأوزبكستان، والذي يمثل تحديًا مباشرًا لروسيا.

هذه المبادرات، التي يبدو أن تركيا نفذتها في تحدٍ صارخ لمصالح روسيا بالنظر إلى أنها موجهة إلى دول كانت تحت العباءة السوفييتة، وفي نطاق النفوذ الروسي، بما يشير إلى أن أنقرة تتجه في مسار تصادمي مع موسكو وليس نحو الانفراج.

لعبة القيصر والسلطان.. نزاع “النسر والهلال” الممتد بين روسيا وتركيا | الحكاية في دقائق


تركيا إذن تعمل لمصلحة الغرب نظريًا.. كيف ينظر الغربيون إليها؟

الغرب يؤمن بأهمية استمرار عضوية تركيا في حلف شمال الأطلنطي كهدف مهم لكل من بروكسل وواشنطن، على الرغم من موقف تركيا العدائي المتزايد تجاه شركائها في الناتو ومغامراتها العسكرية المزعزعة للاستقرار في سوريا والعراق وليبيا وشرق البحر الأبيض المتوسط ​​وناجورنو كاراباخ.

من أجل ذلك كانت بروكسل وواشنطن مستعدتين لتقديم تنازلات للحفاظ على مشاركة أنقرة في الناتو. حتى أن حزمتي العقوبات المزدوجة المعلنة في أوائل ديسمبر/ كانون الأول كانت مخففة في مقابل أفعال تركيا.

الحزمتان لم تصلا إلى المجموعة الكاملة من الإجراءات التي كانت قيد الدراسة في البداية في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، مما يعكس رغبتهما الدائمة في الحد من مخاطر تنفير أنقرة ودفعها بعيدًا عن حلفائها في الناتو.

مع ذلك، ينظر صناع السياسة في واشنطن وبروكسل إلى الأزمة المتنامية مع تركيا وتقاربها مع روسيا من الناحية الأخرى باعتبارهما يمثلان تحديًا لمستقبل الناتو،

معضلة الشريك المخالف.. هل بات الناتو رهينة عند إردوغان؟ | س/ج في دقائق



وهل تركيا تعمل لصالح الغرب فعلًا؟

لا. يقول المعهد الأسترالي إن الجميع يدرك أن تركيا تعيد تأسيس محور جيوسياسي يعمل ضد روسيا عبر الشرق الأوسط وأوراسيا، لكنه ليس لصالح الغرب، حيث لا تنظر تركيا إلى مستقبلها كأحد خيارين بين الغرب وروسيا،

فبالنسبة لأنقرة، من المحتمل أن يمثل هذا أي الخيارين توجها خاطئا يقيد طموحاتها بدلًا من تمكينها.

ويرى المعهد أن تركيا تحت حكم أردوغان تنتهج بشكل متزايد سياسة خارجية نشطة تهدف إلى تحقيق هدفين :

1- تحدي الوضع الراهن وصياغة دور قيادي عالمي.

2- تعزيز شرعية النظام محليًا وضمان بقائه.

هذه الاستراتيجية تهدف لإعادة الإمبراطورية العثمانية مرة أخرى، ويحاول إردوغان تسويقها لدى الإسلاميين والقوميين، جامعًا بين الهوية الإسلامية الكلاسيكية، والنموذج الحضاري لإرث الإمبراطورية العثمانية سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا.

هذه الخطة ليست محلية فقط، بل تتجاوز الحدود التركية، حيث تقوم تركيا بإعادة تنشيط فكرة التضامن التركي لبناء تحالف عبر آسيا الوسطى والقوقاز، وكانت أولى خطواتها تشكيلها مجلس التعاون للدول الناطقة بالتركية في 2009،

ثم طرحت تركيا فكرة إنشاء “جيش طوران” وهو تكتل عسكري على غرار حلف الناتو من جميع الدول الست الناطقة بالتركية: تركيا وأذربيجان وكازاخستان وقيرغيزستان وأوزبكستان وتركمانستان.


العملية أصبحت معقدة.. كيف ستتحرك قطع الشطرنج؟

يبدو أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ينتهج استراتيجية لتحقيق التوازن بين الغرب وموسكو. لكن يُنظر إلى هذا التوازن على أنه سيفشل على الأرجح، مما يترك تركيا بدون أصدقاء أو حلفاء، سواء نجحت في خططها التوسعية أم لا.

يؤكد المعهد الاسترالي أنه يجب على صانعي السياسة في واشنطن وبروكسل أن يظلوا مدركين للأفكار التوسعية التركية، وعليهم الاستمرار في الاستفادة من طبيعة السياسة الخارجية التركية في ظل حكم أردوغان لتشجيع أنقرة على العمل مع الغرب، وليس ضده.

لذلك سيكون لزامًا على الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الحفاظ على موازنة كبح جماح تركيا المتمردة مع إبقائها داخل خيمة الناتو وخارج مدار موسكو.


هل هناك مصادر أخرى لزيادة المعرفة؟

تركيا تصوغ مستقبلًا استراتيجيًا مستقلًا عن روسيا والغرب (المعهد الاسترالي للسياسات الاستراتيجية)


باقية وتتمدد | أردوغان يمدد نفوذ العثمانية الجديدة في اتجاه آسيا أيضا | س/ج في دقائق

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك