تولوز مدينة تشتهر بكل من المتاحف والآثار والفنون الجميلة، فضلاً عن عن كونها مصدر للثقافة. يتم الشعور فيها كما يقال بمتعة الحياة douceur de vivre. فهي تخظى بمجموعة من التراسات المشمسة في المقاهي الخارجية ويتم فيها تقديم المأكولات الإقليمية. يجب أن يتذوق الزوار اشهر الاطباق الخاصة بتولوز، مثل الكاسوليه هو يخنة اللحم والفاصوليا) وطبق البط، وكذلك الكثير من اطباق الحلوى. وتعرف بالحلويات التقليدية غي تولوز Gâteau du Fénétra، وهي فطيرة مصنوعة من المشمش والليمون المسكر ومرنغ اللوز، كذلك طبق الحلوى البنفسجية المتبلورة.
تولوز تقع في جنوب فرنسا، ولا يزور الكثيرين تولوز كوجهة سياحية. وبدلاً منها، يختار الكثيرون الذهاب لمرسيليا أو إيكس إن بروفانس. في تولوز ثروة من الثقافة والتاريخ، والأهم من ذلك أن السكان المحليين ودودون ومرحبون. إذا رغبت بزيارتها ، فإليك بعض حقائق عن تولوز وستفاجئك:
تعتبر كنيسة Saint-Sernin المدرجة داخل قائمة اليونسكو واحدة من أبرز وأشهر الكنائس على طريق القديس جاك “Chemin Saint Jacques”. وهذا يعود إلى القرون الوسطى إلى سانتياغو دي كومبوستيلا في إسبانيا. تم بناء هذه الكنيسة الشهيرة في القرنين الحادي عشر والثالث عشر، وهي تُصنف كأكبر كنيسة رومانية في أوروبا لا تزال موجودة للآن.
شيدت الكنيسة من الطوب الأحمر المعروف في تولوز. وهي تشتمل على صحن من خمسة ممرات وثلاثة ممرات على الطراز الرومانسكي. الكنيسة مكرسة للقديس ساتورنينوس، وهو أول أسقف لتولوز واستشهد عام 250م. كل عام في التاسع والعشرين من سبتمبر، يتم الاحتفال بعيد القديس ساتورنين بالقداس في قبر القديس في البازيليك وموكب من رفات القديس.
محور الحياة في تولوز هو Place du Capitole الشهير. تعرض ساحة البلدة هذه الهندسة المعمارية الكلاسيكية لتولوز. على الجانب الغربي من الساحة توجد أروقة جميلة. على الجانب الشرقي من الساحة يوجد مبنى الكابيتول الشهير الذي يعود إلى القرن الثامن عشر.
تم تسمية مبنى الكابيتول على اسم الفصل القديم للقضاة وهم الذين التقوا هنا مرة واحدة وهو الآن فندق Hôtel de Ville (مجلس المدينة). تتميز الواجهة الرائعة بثمانية أعمدة ضخمة من الرخام الوردي.
وهو من المعالم الثقافية التي يجب مشاهدتها من محبي الفن. يقدم المتحف نظرة عامة عن الفن الغربي، على مدى القرون من فترة العصور الوسطى وحتى الأربعينيات. يضم المتحف أكثر من 4000 عنصر في مجموعات تاريخية، ويضم معرضاً متنوعًا وشاملًا للفنون الجميلة.
تشغل صالات المتحف دير أوغسطين السابق الذي تم بناؤه بين القرنين الرابع عشر والسادس عشر. يعتبر هذا النصب التاريخي اثر للعمارة القوطية الجنوبية. لا يمكن تفويت زيارة الدير لرؤية صفوفه من الأعمدة الرخامية التي تتميز بمنحوتاته الدقيقة.
وهي مزيج من الطرز المعمارية، تم بناء كاتدرائية سانت إتيان على مدى خمسة قرون، مما يفسر عدم اشكال التصميم الخاصة بها. تحولت الكنيسة الرومانية الأصلية تدريجياً لتصميمات قوطية مختلفة. والنتيجة انها اضحت نصب تذكاري ذو مظهر غير متوازن إلى حد ما.
عندما تم بناؤه في نهاية القرن الثاني عشر، قد كان صحن الكاتدرائية الذي يبلغ عرضه 19 مترًا هو أوسع هيكل من نوعه في أوروبا. يُطلق على صحن الكنيسة القوطي الجنوبي الواسع اسم “ريموندين”. تم تحويل الكاتدرائية لاحقًا إلى الطراز القوطي الشمالي لمنافسة الكاتدرائيات العظيمة في شمال أوروبا.
تعتبر هذه الكنيسة التي ترجع للقرن السابع عشر، والتي تعد تحفة فنية من الفن الباروكي، وقد أسسها الملك لويس الثالث عشر وزوجته آن من النمسا في عام 1622 للدير الكرملي. على الرغم من تدمير الدير خلال الثورة الفرنسية، إلا أن الكنيسة الصغيرة ورسوماتها الدينية قد نجت من الدمار.
تم الحفاظ على اللوحات الجدارية للكنيسة والجداريات التي رسمها جان بيير ريفالز وجان بابتيست ديسباكس. يمكن للزوار رؤية لوحات السقف المذهلة لجان بيير ريفال، المليئة بالملائكة الكروببين، المستوحاة من كنيسة سيستين في الفاتيكان. بدأ ريفالز العمل الفني للكنيسة وأكمله ديسباكس.
تم بناء قناة دو ميدي في الأصل كاختصار بين المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط. تم تصميم القناة التي يبلغ طولها 240 كيلومترًا في عام 1667. لقد كانت مشروعًا ضخمًا أخذ عشر سنوات وعمل به 12000 عامل.
تمتد القناة من مدينة تولوز نزولاً إلى ميناء سيت على البحر الأبيض المتوسط بالقرب من مرسيليا. ويتواجد بها راكبو الدراجات والمشاة في المسارات على طول ضفاف قناة دو ميدي في تولوز.
تقع قرية كوردس سور سيل على قمة تل 25 كيلومترًا شمال غرب ألبي. ويترجم اسمها إلى “الاحبال في السماء” بسبب موقعها المرتفع. تتميز هذه المدينة الصغيرة التي تعود إلى العصور الوسطى بأجواء طبيعية والعديد من التصاميم المعمارية.
أسسها كونت تولوز عام 1222، القرية بها أبراج مميزة كذلك شوارع مرصوفة بالحصى وبها سوق يرجع للعصور الوسطى. كذلك بها العديد من المباني التي تعود إلى القرنين الثالث عشر والرابع عشر، بما في ذلك القصور القوطية التي بناها التجار الأثرياء في القرن الثالث عشر.
وهي على بعد حوالي 54 كيلومترًا من تولوز وتحظى مونتوبان بموقع مميز على نهر Tarn ولها تراث ثقافي غني. وفيها كاتدرائية نوتردام التي تعود للقرن الثامن عشر وبها لوحة استثنائية لجان أوغست دومينيك بعنوان Le Voeu de Louis XIII (أمنية لويس الثالث عشر).
يوجد في المدينة متحف كامل مخصص لإنجرس، متحف إنجرس بورديل وهو موجود في قصر الأسقف السابق الذي تم بناؤه في القرن السابع عشر. تتضمن هذه المجموعة أكثر من 4000 رسم من قبل إنجرس، بالإضافة إلى منحوتات لأنطوان بورديل وهي اللوحات التي رسمها الأساتذة القدامى مثل نيكولا بوسان وجان أونوريه Fragonard؛ وروائع لفنانين من القرن التاسع عشر مثل Eugène Delacroix و Théodore Géricault.
يقع هذا المتحف الساحر في فندق Besson، وهو قصر تاريخي تم ترميمه بشكل مميز. ويعرض مجموعة من الفنون الزخرفية والفنون الرسومية التي يرجع تاريخها إلى العصور الوسطى حتى بداية القرن العشرين. هناك يوجد كل من المنسوجات والأواني الخزفية المحلية والمنحوتات الخشبية. كذلك يوجد معرض الساعات المثير للاهتمام بشكل خاص.
نسخة للطباعة