تيك توك | هل استخدمت الصين التطبيق كأداة تجسس عالمية؟| س/ج في دقائق

تيك توك | هل استخدمت الصين التطبيق كأداة تجسس عالمية؟| س/ج في دقائق

9 Jul 2020
الصين
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

* حظي تيك توك منذ طرحه في 2017 بإقبال عالمي واسع، خصوصًا بين المراهقين، لكن العديد منهم لم يعرف أنه تطبيق صيني.

* كون الشركة المالكة للتطبيق تعمل في الصين، فهذا يعني أنها تتبع الممارسات الصديقة للحزب الشيوعي الصيني لتجنب الوقوع في غضب الأمين العام.

* خلال سنوات طرحه، وجهت للتطبيق 4 اتهامات، وتحركت بعض الحكومات ضده.. فكيف تعاملت الشركة مع الأمر؟

س/ج في دقائق


كيف جمع تيك توك  TikTok ربع سكان العالم؟

انطلق تطبيق تيك توك TikTok لأول مرة بواسطة شركة بايت دانس الصينية ومالكها تشانغ يي مينغ في سبتمبر 2016 باسم “دوين”، ثم بدأت عمليات تطويره وإطلاقه عالميًا باسم “تيك توك” في سبتمبر 2017، بعد تجاوزه عتبة الـ 100 مليون مستخدم، وأكثر من مليار  مشاهدة يومية لمقاطع الفيديو المرفوعة من خلاله.

في 9 نوفمبر 2017، أنفقت الشركة المالكة للتطبيق ما يصل إلى مليار دولار لشراء ميوزكلي، وهي شركة ناشئة مقرها في شنغهاي ولها مكتب في سانتا مونيكا، كاليفورنيا، تملك منصة سوشال ميديا شعبية تستهدف سوق المراهقين في الولايات المتحدة. بهدف الاستفادة من قاعدة المستخدمين الشباب في النظام الرقمي الأمريكي.

اندمج تيك توك مع ميوزكلي في 2 أغسطس 2018 لإنشاء مجتمع فيديو أكبر، مع دمج الحسابات والبيانات الموجودة في تطبيق واحد.

منذ 2018، أصبح تيك توك TikTok متاحًا في أكثر من 150 دولة، ويدعم 75 لغة. وصلت مرات تحميل تطبيق تيك توك إلى أكثر من 104 ملايين مرة على متجر تطبيقات آبل خلال النصف الأول من عام 2018. متجاوزًا  فيسوك و ويوتيوب وإنستجرام ليصبح أكثر تطبيقات iOS تحميلاً في العالم لتلك الفترة الزمنية.

وبحسب تقديرات Store Intelligence، تخطى إجمالي تحميلات تيك توك TikTok ملياري مرة من متجري آبل ستور وجوجل بلاي، منها نصف مليار في خمسة أشهر فقط بالتزامن مع تفشي فيروس كورونا عالميًا.


لماذا يُتهم التطبيق بأنه أداة تجسس صينية؟

مقر شركة بايت دانس مالكة التطبيق يقع في العاصمة الصينية بكين. هذا يعني أنه خاضع للقوانين الصينية، بكل ما تتضمنه من قيود مفروضة من الحزب الشيوعي. الشركة ردت بأنها تنتج التطبيق بنسختين: دوين المحلية الخاضعة لسياسات الرقابة، والعالمية تيك توك TikTok التي لا ينطبق عليها ذلك.

لكن الشكوك لم تتوقف حول تصدير سياسات الصين الرقابية للخارج مع النسخة العالمية، خصوصًا بالنظر إلى أن تيك توك هو التطبيق الصيني الوحيد الذي اكتسب قوة جذب كبيرة في الخارج. هذا لم يكن ليتم بسهولة دون رعاية حكومية.

يقول موقع Sup China: إذا كنت تدير شركة ذات توجه إعلامي مقرها في بكين “كما هو الحال مع بايت دانس” فستواجهكك حتمًا عدة أطواق عليك القفز من خلالها قبل أن تتمكن من “الانطلاق إلى العالمية”.

المجموعة الأولى من الأطواق محلية: على شركتك اتباع الممارسات الصديقة للحزب الشيوعي الصيني لتجنب إثارة غضب الأمين العام. هذا ما يفعله بالضبط الرئيس التنفيذي للشركة، فقد خرج في أبريل 2018 يعتذر عن السياسات في تطبيق Toutiao، بعد الغضب الحكومي.

أما المجموعة الثانية من الأطواق فهي دولية، حيث عليك مناشدة الحكومات الأجنبية وإقناعها أنك لا تخل بفكرتها للأمن القومي. وهذا ليس بالأمر السهل، لأن وقتها عليك أيضًا إقناع بكين أنك لا تمثل تهديدًا سياسيًا.


ما أبرز التهم التقنية التي يواجهها تيك توك؟

خلال سنوات عمله وانتشاره في العالم، واجه تطبيق تيك توك TikTok أربعة اتهامات رئيسية تتعلق بـ : جمع البيانات – الرقابة الصينية – مكان تخزين البيانات – ضعف التأمين. ما تأكد من الاتهامات اعترفت به الشركة المالكة بالفعل. لكن لم يقدم أحد تفسيرا لم سمحت الشركة بمثل هذه الثغرات من البداية.

1-  جمع البيانات

في 2019، أجبرت واشنطن شركة تكنولوجية صينية ناشئة على الاستغناء عن تطبيق مواعدة المثليين Grindr، بسبب مخاوف متعلقة بالأمن القومي. مصدر المخاوف كان العمل في نطاق سلطة الحزب الشيوعي الصيني، ما يعني أن بإمكانه استخراج أي معلومات تريدها، وبالتالي يمكن استخدام بيانات التطبيق الحساسة بطبيعتها لابتزاز موظفي الحكومة والمواطنين الأمريكيين.

المعيار نفسه ينطبق على تيك توك TikTok الذي يجمع معلومات بينها بيانات الموقع، وعنوان الإنترنت، ويتتبع نوع الجهاز الذي تستخدمه للوصول إلى نظامه الأساسي، ويخزن محفوظات التصفح والبحث، وحتى محتوى الرسائل، ومعلومات الدفع، كما يتتبع نوعية مقاطع الفيديو التي تعجبك، وما شاهدت بالكامل، وما قررت إعادة مشاهدته، بحسب وول ستريت جورنال.

2-  الرقابة الصينية

وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو يتهم دعاة الحزب الشيوعي الصيني بالسعي الحثيث للسيطرة على تدفق المعلومات للحفاظ على قبضتهم على السلطة، محذرًا من محاولتهم مد “جدار الحماية الرقمي” عالميًا.

وكشفت وثائق مسربة من المقر الرئيسي لبايت دانس في بكين عن أوامر بفرض رقابة على المحتوى “الحساس سياسيًا” مثل مذبحة ساحة تيانانمن، في الخارج، وإسكات المستخدمين “المعوقين” الذين قد يتسببون في “تعطيل حركة المرور”.

3- مكان تخزين البيانات

العام الماضي، اتهمت دعوى قضائية جماعية في كاليفورنيا بايت دانس بجمع ونقل بيانات المستخدمين، بما في ذلك أرقام الهواتف والرسائل الإلكترونية والموقع وعناوين IP وجهات اتصال السوشال ميديا حتى بعد إغلاق التطبيق.

وفي أستراليا، قالت الشركة إنها تخزن بيانات مستخدمي تيك توك في خوادمها في سنغافورة. لكن الشكوك تزايدت حول سهولة إعادة نقلها من خوادم سنغافورة للصين متى أرادت.

4- ضعف الأمان

مثل بعض التطبيقات الشائعة الأخرى، واجه تيك توك TikTok مشكلات أمنية. في ديسمبر 2019، اكتشف الباحثون في شركة Check Point الأمنية عددًا من الأخطاء يمكن أن تسمح للمتسللين بتحميل أو حذف مقاطع الفيديو من حسابات المستخدمين والوصول إلى المعلومات الشخصية مثل عناوين البريد الإلكتروني. واعترف التطبيق بذلك وأعلن إصلاحه.

في مارس، أفاد باحثون أن TikTok من تطبيقات iPhone القادرة على الوصول إلى البيانات المنسوخة في حافظة الهواتف الذكية دون موافقة المستخدمين، وهي ممارسة تمكن التطبيق من الوصول إلى المعلومات الحساسة، وبينها كلمات المرور المنسوخة، على سبيل المثال. اعترف التطبيق أيضًا بالأمر وأعلن إزالة الآداة.


إلى أين وصلت أزمات تيك توك حول العالم؟

في الولايات المتحدة، أعلن الرئيس دونالد ترامب نية بلاده حظر تيك توك TikTok “ردًا على تسبب الصين في انتشار كورونا“.

الهند – وهي من أكبر مستخدمي التطبيق – حظرته بعد الاشتباكات الأخيرة.

في أستراليا، دعا نائب لـ “توخي الحذر” من المستخدمين أنفسهم.

الشركة المالكة حاولت تبييض سمعتها بتعليق عمل التطبيق في هونج كونج “بالنظر لقانون الأمن القومي الجديد”.

في مصر، تلاحق النيابة المستخدمات،

أما في الأردن، فالاتهامات “مجتمعية” بتسببه في الاغتصاب.

تتعامل معظم دول العالم مع ما يعتبرونه خطر تيك توك TikTok بحظر التطبيق من المنبع. بينما أعلن ترامب نيته حظر التطبيق في الولايات المتحدة، تبنى السناتور الجمهوري جوش هاولي حملة لتمرير مشروع قانون لحظره أولًا من جميع أجهزة العاملين في الحكومة الفيدرالية. كما تحركت لجنة الاستثمار الأجنبي (CFIUS) لإجبار بايت دانس على بيع التطبيق أو إيقاف عملياتها في الولايات المتحدة.

وحظرت الهند، 59 تطبيقًا صينيًا، على رأسها تيك توك على خلفية الاشتباكات الحدودية بين البلدين.

لنفي ربطها بالحكومة الصينية، أوقفت بايت دانس تشغيل تيك توك في هونج كونج بعدما اعتمدت الصين قانونًا جديدًا للأمن القومي يمنح سلطات موسعة لحكومة الصين، حيث قال متحدث للشركة: “في ضوء الأحداث الأخيرة، قررنا إيقاف عمليات TikTok في هونج كونج”.

لكن الخلاف حول التطبيق لم يكن تقنيًا دومًا، في أستراليا، اتهم النائب جورج كريستنسن تيك توك بأنه أداة يساء استغلالها من قبل الحزب الشيوعي الصيني، داعيًا رئيس الوزراء سكوت موريسون لـ “توخي الحذر من الأشخاص الذين يسلمون بياناتهم إلى TikTok طواعيةً”.

وفي مصر،  تلقت محكمة إدارية دعوى تطالب بوقف التطبيق لترويجه العنف والبلطجة، وتمثيله خطرًا بالغًا على القيم المجتمعية والسلم والاستقرار. بالتزامن مع حملة لملاحقة الفتيات اللاتي تستخدمن تيك توك.

وأثار التطبيق نقاشات مجتمعية في الأردن بعدما اعتبره البعض أداة فاعلة في جرائم الاغتصاب التي شهدتها البلاد مؤخرًا، بعد ظهور دعوات عليه لاغتصاب الفتيات.


ها هناك مزيد من المصادر لزيادة المعرفة؟

بيانات TikTok: ما الذي يجمعه التطبيق ولماذا تشعر السلطات الأمريكية بالقلق؟ (WSJ)

TikTok يسعى لتحقيق التوازن مع تصعيد الصين والولايات المتحدة للضغوط الجيوسياسية (WSJ)

TikTok.. تطبيق صيني انفجر على مستوى العالم (Sup China)

ترامب يفكر في حظر TikTok في الولايات المتحدة (Bloomberg)


رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك