في 5 نوفمبر، وبعد اندلاع حرب تيجراي بين حكومة آبي أحمد المركزية في إثيوبيا وقوات حكومة الإقليم، أكد نائب رئيس هيئة الأركان الإثيوبية برهانو جولا أن الحرب ستنتهي في نفس المنطقة التي بدأت فيها ولن تتوسع إلى وسط البلاد.
لكن 10 أيام فقط كانت كفيلة بتغيير الموازيين.. دائرة حرب تيجراي توسعت لتضم أقاليم أخرى، بل ودولًا مجاورة.
فكيف حدث ذلك؟
وما تأثير ذلك على إثيوبيا وجيرانها؟
س/ج في دقائق
لماذا امتدت حرب تيجراي لأقاليم أخرى في إثيوبيا؟
في 13 نوفمبر، استهدف صاروخان مطار جوندار في ولاية أمهرة الإثيوبية، مع اشتداد القتال العنيف في تيجراي المجاورة.
التحقيقات الرسمية لم تكشف صلة بين جرب تيجراي واستهداف المطار. لكن المحللين يرجحون الارتباط بسبب اشتراك قوات ولاية أمهرة إلى جانب قوات الحكومة الفيدرالية الإثيوبية، ضد قوات إقليم تيجراي.
بالإضافة، تعرض عشرات المدنيين للطعن في تيجراي، وفقًا لمنظمة العفو الدولية، وكان أكثرهم من العرقية الأمهرية.
وتقول لجنة حقوق الإنسان الإثيوبية إنها ستحقق في عمليات القتل التي “تنطوي على خطر الاستهداف العرقي”.
أسوشيتيد برس سألت رئيس إقليم تيجراي ديبريتسيون جبريمايكل عن احتمال استهداف العاصمة أديس أبابا. أجاب: “لا أريد أن أخبرك، لكن لدينا صواريخ بعيدة المدى أيضًا”.
محللون يتوقعون أن تمتد حرب تيجراي فعلًا لتصل للعاصمة، خصوصًا مع عدم وجود قنوات اتصال بين الجانبين، ورفض رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد للتفاوض مع ما يعتبرها “حكومة إقليمية متمردة”.
زعيم تيجراي قال إنه لا يملك قنوات اتصال بالحكومة الفيدرالية رغم ضغوط الاتحاد الأفريقي لوقف إطلاق النار التي يرفضها أبي أحمد.
السودان كان له نصيب الأسد في استقبال عشرات الآلاف من اللاجئين الفارين من حرب تيجراي.
الأمر لا يتوقف على استقبال اللاجئين الذين يصعب استضافتهم في ظل ظروف السودان الاقتصادية المعقدة، بل قد يمتد إلى خطوة محتملة تتعلق بانتقال جزء من الحرب إلى داخل حدوده، فزعيم تيجراي يعتبر أن منطقته محاصرة بين القوات الإثيوبية وإريتريا والسودان، الذي أغلق حدوده رغم سماحه بدخول اللاجئين.
بالتزامن، وصلت وحدات من الجيش المصري إلى قاعدة “مروى” الجوية في السودان، من أجل المشاركة في تنفيذ التدريب الجوي المصري السوداني المشترك “نسور النيل – 1”.
التدريب يعتبر الأول من نوعه بين البلدين. وأعلن الجيش المصري أنه يأتي فى إطار دعم علاقات التعاون العسكرى المشترك بين القوات المسلحة للبلدين، وتعزيز القدرة على إدارة أعمال جوية مشتركة بإستخدام أسلحة الجو المختلفة.
قوات تيجراي قالت إن معلومات وصلتها بأن 16 فرقة من القوات الإريترية تقاتل بجانب قوات إثيوبيا ضد الإقليم، فسارع رئيس إقليم تيجراي ديبريتسيون جبريمايكل بالأمر بإطلاق صواريخ على مطار العاصمة الإريترية المجاورة، في أكبر تصعيد منذ اندلاع حرب تيجراي.
لم يوضح رئيس إقليم تيجراي، في مقابلة هاتفية مع وكالة أسوشيتيد برس، عدد الصواريخ التي أطلقت على مدينة أسمرة. قال إنها المدينة الوحيدة في إريتريا التي استُهدفت. لكنه توعد بأن كل أهداف إريتريا العسكرية مشروعة لقواته ما دامت تمد حكومة إثيوبيا بالمقاتلين.
ونفى وزير الخارجية الإريتري عثمان صالح محمد مشاركة قوات بلاده في حرب تيجراي.
لم يذكر الزعيم الإقليمي لتيجراي عدد الصواريخ المتبقية تحت تصرف قواته لكنه قال “لدينا عدة صواريخ. يمكننا استخدامها بشكل انتقائي في أي مكان”.
ما خطوة هذا التوسع للحرب على إثيوبيا والقرن الأفريقي؟
توسع حرب تيجراي خارج الإقليم وامتدادها لإقليم أمهرة وما سيتبعه من أقاليم أخرى، يعني أن البلاد على شفا حرب أهلية واسعة، مما يهدد استقرار ثاني أكبر دولة أفريقية من حيث عدد السكان.
امتداد الصراع عبر الحدود الدولية يهدد استقرار منطقة القرن الأفريقي، وخصوصًا إريتريا، كما يهدد السودان بتحميله أعباء عشرات الآلاف من اللاجئين- المتوقع أن يصلوا لـ 100 ألف لاجئ- في وقت تكافح حكومته من أجل تجاوز المرحلة الانتقالية وما يصاحبها من أزمات اقتصادية.