قرار برفع أسعار الوقود في نوفمبر يشعل احتجاجات غاضبة في إيران. المئات يندفعون فورًا إلى الشوارع في مدينة مشهد الشمالية الشرقية، ومحافظة كرمان جنوب شرق البلاد، ومقاطعة خوزستان الجنوبية الغربية المتاخمة للعراق.
شرارة الاحتجاجات تنتشر إلى أكثر من 100 مدينة وبلدة. والشعارات تنتقل من الاقتصاد إلى السياسية. من المطالبة بإزاحة حكم الملالي، إلى إحراق صور المرشد الأعلى على خامنئي. وسائل الإعلام العالمية لم تستطع الوصول إلى تقارير من الداخل، وظلت المظاهرات بعيدة عن أعين العالم لفترة. ثم استطاعت رويترز الوصول إلى مصادر وبدأت في نشر تقارير تواكب ما يحدث. وهي ما نعتمد عليه هنا.
الأحداث ازدادت اشتعالًا بإحراق تمثال المرشد المؤسس روح الله الخميني، والمطالبة بعودة رضا بهلوي، الابن المنفي لشاه إيران المخلوع، وفقًا لمقاطع فيديو نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي وشهود عيان. وبحلول 17 نوفمبر ٢٠١٩ وصلت الاضطرابات إلى العاصمة طهران.
هنا أصاب الغضب خامنئي، حسبما نقلت رويترز عن مصادر قريبة من دائرته الداخلية.
مساء اليوم نفسه - 17 نوفمبر - جمع خامنئي كبار المسؤولين في مقر إقامته الرسمي في مجمع محصن في وسط طهران. حضر مساعدوه الأمنيون والرئيس حسن روحاني وأعضاء حكومته. علا صوت المرشد الغاضب. انتقد أسلوب التعامل مع المظاهرات، والسماح بإحراق صورته وتمثال الخميني. توعد المسؤولين بتحمل المسؤولية كاملة إن لم يوقفوا الاحتجاجات على الفور.. وبأي ثمن.