باندلاع الحرب الأهلية ودخول مرحلة الفوضى، سقطت حقول النفط في يد داعش، الذي استخدم عائداتها في تمويل عملياتها مترامية الأطراف.
استهداف الولايات المتحدة وحلفائها لحقول النفط ساعد في تجريد داعش من الأراضي التي سيطرت عليها. يقول كولجان إن جزءًا كبيرًا من استراتيجية هزيمة داعش تعلق بمحاولة تعطيل عمليات النفط التي أدارها التنظيم.
فقد داعش السيطرة على حقول النفط في 2017 أثناء القتال مع الأكراد، لكن داعش دمرت الكثير من البنية التحتية النفطية قبل إتمام الانسحاب.
وبحسب دارين خليفة، المحللة السورية في مجموعة الأزمات الدولية، تمكن الأكراد من إصلاح بعض الأضرار، لتستفيد من الإيرادات في دفع رواتب المقاتلين والموظفين المدنيين في مناطق سيطرتها.
بحسب التايم، تتخوف الولايات المتحدة من عودة داعش لاستهداف حقول النفط التي أثبتت أنها مربحة للغاية في الماضي، عندما يعيد التنظيم ترتيب أوراقه.
وخلال مؤتمر صحفي هذا الأسبوع، قال إسبر إن القوات الأمريكية تدافع عن حقول النفط السورية لمنع داعش من استعادة سيطرتها. وقال “إذا كان لداعش الوصول إلى الموارد، وبالتالي الوسائل اللازمة لشراء الأسلحة أو شراء المقاتلين أو أي شيء آخر يفعلونه، فهذا يجعل هزيمة التنظيم أكثر صعوبة”.
يقول بعض الخبراء إن ترك بعض القوات للمساعدة في الدفاع عن حقول النفط مع سحب الآخرين إلى مكان آخر قد يكون طريقة ترامب لمحاولة تحقيق أهدافه مع تجنب إعادة تنظيم داعش.
يقول كوجان: “ترامب حريص جدًا على سحب القوات العسكرية من الشرق الأوسط، رغم الانتقادات الموجهة للخطوة باعتبارها تضع الأساس لإعادة داعش. حقول النفط جزء أساسي من ذلك، لذلك فمن المفهوم أنه يركز على منع هذا الاحتمال”.
حقول النفط قد تكون كذلك هدفًا مغريًا بشكل خاص لقوات نظام الأسد الذي يخضع لعقوبات اقتصادية صارمة.
إبراهيم الأصيل، زميل في معهد الشرق الأوسط، يقول إن الإدارة الأمريكية لا تريد أن يستفيد نظام الأسد من الانسحاب في تخفيف الضغط الاقتصادي الذي يمر به من خلال إعادة السيطرة على حقول النفط.
مع ذلك، لا يستبعد التوصل إلى صفقة بين الأكراد ونظام الأسد لإعادة حقول النفط إلى سيطرة الحكومة.
لا يستبعد كوجان استعادة داعش قدرتها على الاستيلاء على حقول النفط في شمال شرق سوريا، لكن ليس على المدى القصير جدًا.
بالمقابل، ترى دارين خليفة أن داعش لا تملك أية فرصة لاستعادة السيطرة على الحقول، لكنها لا تستبعد شن هجمات عليها.
ويقول الأصيل إن داعش تفتقر إلى القدرة العسكرية اللازمة لاستعادة الحقول، لكنها قد تستعيد تلك القدرة مستقبلًا.
ويعتقد الأصيل كذلك أن الولايات المتحدة تشعر بالقلق على الأرجح من اللاعبين الآخرين الذين قد يسيطرون على الحقول حال غياب اللاعب الأمريكي. “أعتقد أنها جزء من حملة ضغط قصوى قامت بها إدارة ترامب على إيران وسوريا وحلفائهم في المنطقة”.
أعرب ترامب – على سبيل المثال – عن أسفه مرارًا وتكرارًا لأن واشنطن لم تحصل على النفط من العراق خلال حربها هناك.
ورد ترامب بشدة على هجوم أرامكو الذي استهدف بنية تحتية تابعة لقطاع النفط السعودي، ونشر نحو 14,000 جندي إضافي في الخليج العربي في أعقاب ذلك.
I still can’t believe we left Iraq without the oil.
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) January 23, 2013
من غير الواضح كيف يمكن للولايات المتحدة أن تحصل على النفط من أية دولة ذات سيادة بطريقة قانونية. لكن كوجان يقول إن فهم ترامب لعلاقة الولايات المتحدة بالجهات الفاعلة في الشرق الأوسط تعتبر النفط ثمنًا لتوفير الحماية العسكرية الأمريكية في المنطقة.
تضيف دانا سترول، زميلة في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، أن المسؤولين الأميركيين الذين ضغطوا على ترامب للحفاظ على بعض القوات في سوريا لمحاربة داعش ولعمل موازنة للوجود الروسي هناك “استقروا على مفهوم حماية النفط كحجة من شأنها أن تكون مقنعة للرئيس ترامب”.
رجب فوق صفيح ساخن .. يطارد خيط دخان | خالد البري
البعد الديني في علاقة مايك بنس برجب طيب إردوغان | س/ج في دقائق